
حياتنا فوق هذه الأرض قصيدة شعر واقعية نعيشها وبعد ذلك يمكن أن نكتبها بمداد خاص بالأزرق كان أم بالأسود، ولربما في بعض الحالات ندونها باللون الأحمر لاعتبارات مفصلية..! ولكل شاعر عنها قريحة وخيال ببوح خاص،أي حينما يعيشها بقلبه وجوارحه، ويسافر عبر مساربها الملتوية بأحلام وردية عبر رحلة الحياة الطويلة كانت أم القصيرة ،ولا ولن يتحقق له منها ما تحقق إن هو تحقق النزر القليل،ويرحل وتبقى قصيدته شاهدة عليه.ظل يحكي فيها عشقه وغرامه وحبه العميق للدنيا وملذاتها وشهواتها ،والتي ظلت في مخياله الشاعري حلوة خضرة وفاتنة حد العشق العذري..!
يرحل الشاعر عن دنياه، محمولا على نعش فوق أكتاف رجال قد عرفوه بٱسمه وعنوانه،لمثواه الأخير، ويترك خلفه قصيدته الشعرية الطويلة في الأرشيف، وهي تروي ما ترويه عن زمن كان قد عاشه- ذاك الشاعر- المبهم بدون هوية ولا أرض ولا موطن، إلا من قبر حياة بناه وحصل عليه بعد كد وجهد وتعب لزمن عاشه متقشفا وشبه فقير..ولم يبق له إلا بيت شعره الدافئ، الذي يكون قد دون فيه ما دون، من خلال نظرته الشاعرية لنفسه ولمن حوله من قريب وبعيد ..وللحياة في صورة ٱمرأة أحبها،وكان له ماكان معها من عشرتها.. وما لقيه في حياته من أوجاع وأحزان وأفراح..!
تعلمت من الحياة أنها سوى قصيدة شعر كل شاعر يكتبها ببوح يتفرد فيه بلغته ومشاعره ،وأحاسيسه، وكيف كان سفره عبر تاريخها ومراحلها التي طواها ثم رحل، وترك خلفه قصيدة شعره تلك التي ستبقى تحكي ما تحكيه عن سيرة حياة عاشها باردة ،دافئة ،ملتهبة ،حامية تجرعها بصبر وأناة ..والشعراء لا يموتون كي ينسوا من فوق الأرض،بل تبقى قصائدهم تنوب عنهم وتذكرهم عبر التاريخ..!
حينما نكتب الشعر بخيال فسيح وتأتينا الصور متلاحقة تحمل جمالية في اللفظ والمعنى،نكون حينها في جبة الفلاسفة برموز اللغة وثقافة بلا حد،و نمشي على ضفاف بحور الحرف ،ونستطلع بقلوبنا الرشيقة صدى وأصوت من أجراس للكلمات العذبة ،ونحمل لمن يعنيه الكلام الموزون باقة ورد..ونكتب الشعر على وجه سماء صافية زرقاء ،وتحت أشعة شمس نهار الغد.ونصدح بلغة الشعر بعزة نفس ونسرد ما نحكيه في قصص نبنيها بجد..وكلما مر من يعنيه أمرنا ، رأى بين غرف بيوتنا لوحات أبدعتها لغة الشعر..وما كان لهوميروس إلا أن يكون شاعرا أولا قبل أن يكون فيلسوفا فيما بعد .
ونقرأ قصيدته بعد أن يغادرنا في لحظة من لحظات الوداع النهائي..!

الحياة؛ قصيدة شعر..! ع.الرحيم هريوى – الدار البيضاء اليوم
حياتنا قصيدة شعر.. نكتبها بصدق .!
نرى الزمان سرابا فوق طريق المجد
و نطارده بحمق وسفاهة ..
ولا نتوقف أبدا عند المنحدر الخصب..!
نرى الحياة صورة لامرأة تتلون عبر الزمان ،وتشدنا بعشق وغرام..!
أشياء فيها تعجبنا وأخرى تحزننا..!
أناس، ذئاب مفترسة تنهشنا بغدر..!
أناس، ثعالب ليل تهاجم دجاجنا وتؤذي فراخنا ..!
ولا تبالي..!
أناس ,كلاب مسعورة تنبح عنا بالنهار جهارا ..!
حياة تمركساعة من نهار وتطوى..!
ونجلس فوق ربوة
ونرى التراب بأوجاعه يكمد جراحنا ..!
وتتراءى لنا صور أناس كانوا لنا أشرارا..!
يا ما ألفوا القبح وجاوروه
ووضعوا الأشواك في طريقنا..!
وقتلوا فينا لغة الحب والحنان
وغيروا مسارنا ..!
وغيروا قلوبنا..!
وغيروا دماءنا..!
وغيروا أسماءنا..!
وصاروا لما صاروا إليه من أبطال ملحمة من ملاحم الشيطان في خيالنا..!
وكانوا للقصيدة أشباحا وخيالات تمشي خلف زماننا..!
وأتعبهم الزمان وانهارت قواهم
ونساهم الزمان ومن كان لهم عونا وسندا..!
وخافوهم من كانوا أقرب منهم معرة وقبحا..!
حياتنا قصيدة شعر
ندون أبياتها بحق رب السماء ..!

Share this content: