تحليل النص الأدبي//كيفية تحليل نص أدبي ما هي الخطوات التي تساعد الدارس في تحليل النص الأدبي..؟

إنّ تحليل النص الأدبي له فنون كثيرة وأساليب عدة، تتنوع بتنوع النصوص الأدبية واختلاف موضوعاتها، وتعدد غاياتها، وأهم ما في تحليل النصوص الأدبية هو الابتعاد عن التركيز على ناحية معينة في النص مقابل إهمال غيرها من النواحي، وفيما يأتي خطوات واضحة لتحليل النص الأدبي.

كيف يمكن للأفكار الرئيسة في النص الأدبي أن تساعد في تحليل النص؟ إن كل نص أدبي مهما كان نوعه شعرًا أو نثرًا، قصة أو رواية أو مسرحية أو مقالةً فهو نص له أفكار عدة يعالجها الكاتب، ويريد تسليط الضوء عليها، ولذلك أوّل ما يمكن القيام به عند تحليل أي نص أدبي هو تحديد الأفكار الرئيسة التي يشتغل عليها الكاتب في النص، ويريد مناقشتها أو نقدها أو نفيها أو إثباتها أو حتى السخرية منها، وإنّ تحديد الأفكار يكون من خلال قراءة النص واستيعابه وفهم بداية كل فكرة ونهايتها، وهذا أمر يحتاج إلى الممارسة والتدرب.

بعد أن يقع الدارس على أهم الأفكار الرئيسة في النص الأدبي، لا بد أن تتبلور في عقله المعاني المقصودة وراء كل فكرة، ويعمل على شرحها وفهمها فهمًا عميقًا يرتبط بالنص، ولا بد من أن يؤدي هذا الفهم إلى الربط بين الأفكار وعقد الصلات بينها، حتى تكون أسس تحليل النص الأدبي صحيحة وسليمة، وإلّا فإنّ كلّ ما سيأتي بعد هذه الخطوة لن يكون ذا أهمية أو جدوى.

الناحية العاطفية والشعورية والانفعالات النفسية ما دور المشاعر والعواطف في تحليل النص الأدبي؟ في كل نص أدبي عاطفة ومشاعر، ولا بُدّ للمهتم بتحليل النص الأدبي من دراسة العاطفة التي يحملها النص، وذلك يكون من خلال تحديد صدق العاطفة أو كذبها، وتأكيد حرارة العاطفة أو خمولها وقوتها أو ضعفها وهي تختلف من نوع أدبي لآخر، ومن ثم يتوصل من اخلال اجتماع العواطف إلى المشاعر العامة الموجودة في النص، ويقع على ما تتصف به من تفاؤل أو تشاؤم، وبعدها يربط بين هذه المشاعر وبين صاحب النص ونفسيته.

فيما يخص الانفعالات النفسية فهي أمر لا يمكن الاستهانة به في تحليل النص الأدبي، فدراسة الانفعالات في النص هي التي توصل الدارس إلى الحوافز الظاهرية والدوافع الباطنية التي جعلت الكاتب يبدع النص الأدبي ويكتبه، ومن ثم يمكن عقد صلات أكبر وأكثر تعقيدًا بين الانفعالات وعوامل أخرى لها علاقة بالنص الأدبي.

إنّ النص الذي ينتجه الأديب هو جزء من فكر الأديب وعواطفه وحياته، ولذلك لا بُدّ من علاقة تربط الأديب بالنص، ومهما حاولت المناهج النقدية الحديثة التفرقة بين الأديب والنص والمناداة بنظرية موت المؤلف، فإنه لا مفرّ من الصلة المتينة بين الأديب والنص، ومهمة الدارس أن يتوصل إلى هذه الصلة التي تساعد في فهم النص وتحليله بدقة ووضوح، كما أنّ علاقة الأديب بالنص ينبغي أن تُدرس من ناحية قوة تأثير الأديب في النص وتطويعه لتأدية الأفكار التي يريد إيصالها للقارئ وللمجتمع.

إضافة إلى أن الأديب ابن عصره ومكانه ومجتمعه، فلا شك أنّ الأديب يتأثر بالمحيط الزماني والمكاني فيما يكتب، وهذا التأثير سيؤدي إلى علاقة وثيقة بين النص والزمان والمكان الذي أُنشئ فيهما النص الأدبي، وتحديد الصلات بين النص والبيئة الزمانية والمكانية أمر مهم للدارس الذي يريد تحليل نص أدبي شعرًا كان أو نثرًا.[٤] دراسة الأساليب كيف تُدرس الأساليب اللغوية عند تحليل النص الأدبي؟ في هذه الخطوة من خطوات تحليل نص أدبي تبدأ الدراسة تتعمق وتدخل في أغوار النص الأدبي ولغته وحروفه وكلماته، وفي دراسة الأساليب تفاصيل كثيرة لا بد من تحديدها والوقوف عندها:

المعجم اللغوي: من المهم تحديد المعجم اللغوي للأديب في نصه، وقد يكون المعجم اللغوي متنوعًا بين الفقرة والأخرى أو بين المقطع الشعري والآخر، وذلك يساعد في تحديد الأفكار وفهم المعاني التي يرمي إليها الأديب.

إنّ التعابير المجازية في كل نص أدبي لها دورها في تأدية المعاني، ولا بد للدارس من التمييز بين الحقيقة والمجاز حتى يستطيع فهم ما وراء سطور النص بدقة وإمعان. التصريح والتلميح: أساليب اللغة العربية كثيرة، بعضها واضح مباشر، وبعضها فيه تلميح وإيحاء، وفي تحليل النص الأدبي لا بد من الوقوف عند كل نوع منها، وفهم المقصود منه وربطه بالنص وبالأديب.

لفهم النص الأدبي وتحليله بتسلسل منطقي وبناء صحيح لا بُدّ من تحديد توجه النص بأفكاره هل هو واقعي منطقي أم هو خيالي خرافي، ولكل نوع دراسة وتأويلات تنضوي عليه وتنبثق عنه.

بعد الإلمام بنواحي الص الأدبي وتحليله بناء على خواصه اللغوية والأسلوبية والزمانية والمكانية والظروف المحيطة، لا بد من القدرة على تحديد المذهب الفني الذي اعتمده الكاتب في نصه لإيصال الأفكار، ودراسة هذا المذهب تكون من خلال الوقوف عند الصور البلاغية وما فيها من استعارات وتشبيهات وكنايات، وتحديد صفة هذه الصور هل هي جديدة مبتكرة، أو مسروقة مكررة، أو مبتذلة أو غامضة، أو مطبوعة بطابع شخصي أضفاه الكاتب عليها فظهرت بحلّة جديدة وسياق متناسب معها.

من ثم يمكن أيضًا أن يقف الدارس عند نوع المذهب الذي اعتمده الكاتب في نصه هل كان كلاسيكيًا أو رومانسيًا أو رمزيًا، مع تحديد صفة النص عمومًا بين الطبع أو الصنعة أو التصنع، فهي مصطلحات نقدية قديمة إلا أنّها ذات أثر بارز في تحليل النصوص الأدبية الشعرية منها والنثرية، وهذه أمور تثبّت الدراسة الأدبية، وتبرهن على صحة ما توصّل إليه الدارس من آراء حول النص الأدبي الذي يدرسه.

تقويم النص ما هي أسس عرض رأي الدارس عند تحليل النص الأدبي؟ بعد كل الجهد المضني الذي يبذله الدارس في تحليل النص الأدبي، وكل التركيز على النص والمؤلف والبيئة والزمان والمكان، لا بد من أن تكون ثمة مساحة للدارس يعرض فيها رأيه، ويقدم تقييمه النهائي للعمل الأدبي، شرط أن يكون التقييم بعيدًا كل البعد عن الذاتية والأهواء الشخصية والاختلاف في وجهات النظر، أو اختلاف النص في افكاره عن مبادئ الدارس ودينه ومعتقداته.

في تقويم النص يُمكن أن يُحدّد الدارس قيمة النص الأدبي ومكانته بالنسبة للأدب العربي، ومدى أهميته في تطوير الأدب أو تراجعه، ومن ثم يُحدّد قيمة هذا النص الأدبي الذي يدرسه بالنسبة للأدب الوجداني والذاتي والإنساني، ومدى تأثيره إيجابًا أو سلبًا في المجتمع المحيط، وفي النهاية يمكن أن يصل بدراسة النص إلى تحديد قيمة النص الأدبي بالنسبة للآداب العالمية، ومدى قدرته على بلوغ مرتبة عالمية مهمة في أفكاره ولغته وأساليبه وموضوعه الذي يطرحه.

يُدرس النص الأدبي من كلّ جوانبه وبكلّ تفاصيله، ومن ثم يُقوّم ويُقيَّم بناء على هذه الدراسة الموضوعية الموسوعية الشاملة الكاملة، وعندها تزدهر النصوص الأدبية وتتطور وتُثمر أكثر. مناهج تحليل النصوص الأدبية هل دراسة النص الأدبي تكون موحدة في كل المناهج؟ إنّ كل نص أدبي له كاتبه ومبدعه، وله من ناحية أخرى قارئه ومتلقيه ودارسه، وإنّ دراسة النصوص الأدبية وتحليلها تختلف من منهج إلى آخر، وقد تعددت المناهج المختصة بتحليل النصوص الأدبية ودراستها، ويمكن تقسيم المناهج هذه إلى قسمين، الأول: مناهج تختص بدراسة النص من الخارج، والثاني: مناهج تدرس النص الأدبي من الداخل، ولكل قسم من القسمين أنواع متعددة وآراء مختلفة حسب وجهة نظر النقاد والمنظّرين لهذه المناهج أوّلًا، وحسب طبيعة النص الأدبي المدروس ثانيًا.

لا يمكن النظر إلى منهج من مناهج تحليل النصوص الأدبية أنه صحيح بالمجمل، ولا أنه خاطئ بالمجمل، فلكل منهج ثغراته وهفواته التي يقوّمها منهج آخر، ومن هنا يأتي مفهوم المنهج التكاملي في النقد، والذي يعتمد على دراسة النصوص الأدبية ومقاربتها بنظرة موضوعية متكاملة تستفيد من كل النظريات والمناهج التحليلية الخاصة بدراسة النصوص الأدبية، وعندها تكون دراسة النص الأدبي وتحليله متقنة وواضحة وشاملة..

أما المناهج التي تدرس النص من الخارج فيُقصد بها النظر إلى العوامل المحيطة بالنص، مثل البيئة الاجتماعية والمؤلف والعصر الذي يعيش فيه، وبذلك تكون السلطة في النص الأدبي للمؤلف، ويقوم الدارس بتحليل النص بناء على هذه السلطة، ومن هذه المناهج: المنهج التاريخي، والمنهج الاجتماعي، والمنهج النفسي، وهي كلها تحاول تفسير النص الأدبي وتحليله بناء على ظروف خارجية بعيدة عن بنية النص.

أما المناهج التي تدرس النص الأدبي من الداخل فهي التي تهتم ببنية النص الأدبي ولغته وبنائه الداخلي بعيدًا عن كل الظروف الخارجية، ومن أشهرها المنهج البنيوي، والأسلوبية والسيميائية والتفكيكية والنقد الثقافي والنقد التفاعلي، ولكل منهج أساليبه وأدواته في تحليل نصوص الأدب.

مفيد هذا المنشور إلى حد ما ،فلقد قرأته؛ وصدفة ؛أنا على أبواب قراءة نصية، لنص روائي مغربي نال شهرته العالمية ” هوت ماروك “للأديب والشاعر والإعلامي عدنان ياسين ،وسبق أن تم الاحتفاء به بمكتبة الجامعة الأمريكية هارفرد ..وكان تواجدي بفضول القارئ المشاغب، اطلعت على هذا المنشور في إطار مساحة من الفكر والمعرفة المطلوبة،و لكل مولوع بالنصوص الأدبية في عالم التناص طريقته وأسلوبه في الرؤى والتحليل والتقييم للنصوص على اختلاف مشاربها ،ودعني أن أقول : إنه ليس هناك نص بكر على حد قولة لباخثين، بل أي نص فهو امتداد لنص قبله .وقد صدق القارئ المغربي المتميز صاحب الأدب والغرابة “عبد الفتاح كيليطو” لما قال: المهم أن ننصت للنص عن قرب أولا ثم عن بعد ثانية والمهم أن نكون قريبين جدا من النص في تماس وجداني -فكري قويين .ولعل كل ميكانيزمات النقد وأدوات التحليل تبقى سوى مرجعيات مكتسبة من أجل الاستئناس .فالمدرس قد يقرأ شتى من البيداغوجيات في عالم طرق التدريس. ولكن في مباشرته للعملية التعليمية يخوض غمار تجربته بما ستفرزه له التجربة أي حصة الدرس. وكل العناصر الفاعلة في سيرورته. لأن الدرس يعتبر نسق في تفاعل مع عدة عناصر أخرى لبلوغ الهدف أو الغاية أو الكفاية المستهدفة..ولا تفتني هذه الفرصة دون أن أحيل كل عاشق لركوب أمواج النصوص الأدبية وعشقها العذري على مرجع مغربي مائة في المائة للأستاذ الجامعي مصطفى الورياغلي “فكر المتخيل في الرواية المغربية” حصلت عليه من الرباط .. وقد اختار عدة نصوص وقام بقراءتها قراءة أكاديمية بخط القارئ الكبير المجتهد مشكورا .. وفقكم الله لخدمة المعرفة والعلم والأدب والثقافة بهذا الوطن العزيز..

Share this content:

  • Related Posts

    الثقافة التحررية تنبذ التملق، في طريق الهوان والمذلة ..بقلم محلي المدونة لبريز لطيفة..خريبكة اليوم – المغرب

         من سار بين الناس بالتملق أدرك ما يبتغيه لا لشيء إلا لهوان نفسه عليه فيرضى بحياة الذل، فتنهار ذاته وكرامته مقابل التوسل في كسب ود المسؤول الذي بيده مآربه الشخصية، وطبعا فالمتملق لا يمكنه أن ينتقد أو يحاسب ولي نعمته، لأن في اعتقاده أن غرضه الدنيوي في ملك سيده، وهو الذي يستولي عليه ويتصرف فيه كما يشاء بالنسبة للانتهازي التملق وسيلة…

    Read more

    كان الله في عون السيارات والدراجات بشوارع وأزقة مدينة خريبكة… -تلكم تدوينة معبرة أثارتني من موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك- حفر تحولت إلى برك مائية -عبد الرحيم هريوى – جماعة المفاسيس/ خريبكة -المغرب

    كان الله في عون السيارات والدراجات بشوارع وأزقة مدينة خريبكة…حفر تحولت إلى برك مائية..لقلم صحافي فوسفاطي معروف الحمد لله وصلكم الصهد ..فهل تعلم أخي وصديقي العزيز ونحن نتقاسم نفس الطموح التنموي المفقود للمدينة الفوسفاطية عبر سياسة تدبيرية تحتاج منا لطرح أكثر من سؤال ،لما يري على أرض الواقع بالفعل .ولنا في الحكاية الشعبية أكثر من عبرة ودرس .. فلما وضع السيدعباس…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    الثقافة التحررية تنبذ التملق، في طريق الهوان والمذلة ..بقلم محلي المدونة لبريز لطيفة..خريبكة اليوم – المغرب

    الثقافة التحررية تنبذ التملق، في طريق الهوان والمذلة ..بقلم محلي المدونة لبريز لطيفة..خريبكة اليوم – المغرب

    إن قصائدنا يمكن أن تحكي عنا؛ لما كنا صغارا..عبد الرحيم هريوى- خريبكة اليوم – المغرب

    إن قصائدنا يمكن أن تحكي عنا؛ لما كنا صغارا..عبد الرحيم هريوى- خريبكة اليوم – المغرب

    √ تلميذة من تاونات تُوقّع أولى رواياتها “جرعة أمل” في المعرض الدولي للكتاب..عن جريدة الأستاذ: profpress.ma

    √ تلميذة من تاونات تُوقّع أولى رواياتها “جرعة أمل” في المعرض الدولي للكتاب..عن جريدة الأستاذ: profpress.ma

    اُدخلوا مساكنكم ..قصة قصيرة.عبد الرحيم هريوى – خريبݣة اليوم- المغرب

    اُدخلوا مساكنكم ..قصة قصيرة.عبد الرحيم هريوى – خريبݣة اليوم- المغرب

    إن عالم كتابة الرواية اليوم ذو شجون..عبد الرحيم هريوى- خريبݣة اليوم – المغرب

    إن عالم كتابة الرواية اليوم ذو شجون..عبد الرحيم هريوى- خريبݣة اليوم – المغرب

    التفكك الأسري تجلياته وانعكاساته على المجتمع..المدونة لبريز لطيفة

    التفكك الأسري تجلياته وانعكاساته على المجتمع..المدونة لبريز لطيفة