

أي صخب يطارده صمتي بين دهشة التعجب وبداهة الاستفهام
عند عتبةالعنوان يقف القارئ مترددًا،يتأمل هذا السؤال الذي لا يُنتظر له جواب: “أي صخبٍ يطارده صمتي؟”. ليس مجرّد تساؤل عابر، بل صرخة هادئة تُطلقها الذات الشاعرة من عمق ارتباكها الوجودي، حيث يتحوّل الصمت إلى فعل مطاردة، والصخب إلى هدفٍ هشّ رغم ما يوحي به من جبروت.
بين دهشة التعجب التي تُربك السائد، وبداهة الاستفهام التي تسكن في كل لحظة شعرية في الديوان، تتشكّل البنية الجمالية لتجربة علال حبيبي.فالشاعر لايكتب من موقع الجواب، بل من موقع القلق، من منطقةٍ تتقاطع فيها الحيرة بالتأمل، والبوح بالصمت، والكلمة بما لا يُقال.
فالديوان ينبني على ثنائية مركزية تُحرّك أغلب نصوصه: ثنائية الصخب والصمت. وهنا لا نتحدث عن تقابلٍ سطحي بين الصوت والسكوت، بل عن توتّر وجودي يتغلغل في نسيج الكتابة. فالصخب لا يأتي دائمًا بصيغة جماعية صاخبة، بل قد يتمثّل في ضجيج داخلي، في ارتباك الشعور،في ثِقل الأسئلة التي تُطارِد الشاعر. وفي المقابل، لايظهر الصمت بوصفه انسحابًا أو خواءً، بل يبدو كما لو كان موقفًا شعريًا وفلسفيًا، بلغة أقرب إلى التأمل منها إلى الخطابة. فالصمت هنا ليس نقيضًا للكلام، بل هو شكله الأرقى، حيث تُقال الأشياء من تحت اللغة، لا عبرها.
أمامن حيث اللغة، فاللغة في هذاالديوان ليست أداة،بل كائنٌ حيّ،ينبض ويتعثّر ويتنهّد.لاتسير القصائد على نسق واحد،بل تتنوع بين الإيقاع الداخلي الهادئ، والتكثيف المجازي، والانزياحات التي تحمل القارئ من الدلالة المباشرة إلى مناطق رمادية تتطلب قراءة ذهنية وروحية في آنٍ واحد.
يستخدم حبيبي الضمير الذاتي بكثافة، لا ليحتمي به، بل ليكشف هشاشة الذات الشاعرة في مواجهتها للعالم. إنه يكتب كما لو أنه يعترف، وكما لو أنه يُنصت لصوت داخلي، يعلو حينًا وينكفئ حينًا آخر.
وإذا عرجنا إلى النصية: في المتن الشعري نجد في كثير من المواضع أن القصيدة لا تبدو مجرد نص أدبي، بل تأخذ شكل الشهادة الشعورية. الشاعر لا يصف العالم، بل يرصده من الداخل، في لحظة تصادم بين ما يحدث خارجًا وما يتموج داخلاً. هذه الكتابة لا تهدف إلى إنتاج إجابات، بل إلى تثبيت لحظة السؤال، كما لو أن الشعر نفسه مساحة مقدسة للشك والدهشة.
وحتى أكون أمينا فديوان “أي صخبٍ يطارده صمتي؟” يقدم تجربة شعرية تنتمي إلى منطقة الهامش الجوهري؛ الهامش الذي تندمج فيه الذات باللغة، ويذوب فيه المعنى في تعدديته وتوتره. إن علال حبيبي لا يكتب من أجل أن يُطمئن القارئ، بل ليوقظه، ويمنحه نصوصًا تُقرأ بالقلب كما تُقرأ بالعقل.
إنه ديوان يستحق التوقف عنده لا لما يقوله فقط، بل لما يصمت عنه أيضًا. ففي نهاية المطاف، لعل أقوى ما في هذا الديوان أنه يعلّمنا الإصغاء، لا إلى الصخب، بل إلى ما يطرُده الصمت… أو يطارده…وإلى ما يجترحه الألم من رغبة في الصمود والوقوف على نزف الجرح ليصير عكازا للأمل ومنطلقا للتحدي والصمود…
ولي عودة إلى الديوان من أجل قراءة تحليلية أعمق.
- تدوينات مختارة
التفاتة راصدة كاشفة..لكنها عاشقة حاذقة من شاعر أرقته سيولة لغة عازفة عارفة عاكفة على حلحلة الحرف بين منتهى الحس ومشتهاه..رجل يأخذ مسافة فاصلة بين ما تحس الخافقات من عواطف وما تعقل النُّهى من أفكار عواصف..ذلكم هو صاحب الالتفاتة المشكورة “الشاعر السي محمد السعداني والتي جادت بكلمته العاشقة في حق نصوصي الخافقة على نار صخب يطارده صمتي..الشاعر علال حبيبي
الأخ والصديق السي ع.الرحيم هريوى ،الباحث المنقب عن الإحساس الجميل ولْنَقُل الرقيق الرخيم،بل الشفيف الحميم …فأينما وُجد البهاء كان المبدع السي هريوى راصدا كاشفا راسخ الحضور…منغمسا يتشمم عَطِرَ الحروف ،فكأنما هو الجذب المتفنن في عزل صفاء المعدن عن غيره المشوب بالصدأ…ع.الرحيم عاشق الكلمة حينما تُبتلى بسحر الإبحار في بحار الزهو /المحال…ولا ضير فالإبداع تعبير عن فكرة عن حس عن عبرة لم يَقْوَ الآخر عن رصدها عن حصرها عن نقلها إلى فناء المتعة والتعبير…هو السي ع.الرحيم يسجل اسمه في محاضر التفاني والعطاء والعشق الممشوق برحيق المعنى..هو المسحور بهندسة المبنى حين تشع بلطائف المغنى…لا أبالغ سيدي ع.الرحيم فلك مراتع إبداعك وتيه مخيالك..شكرااا أخي صديقي والأستاذ فأنتم عنوان المِراس ولياقة الاستدامة…!!!
القارئ المتميز؛ وهو الرجل الصادق، وأمين سر الحرف العربي للمدينة الروحية للجهة صحبة الشاعر العصامي الذي يكتب للمستقبل وذاك ما قاله الشاعر والناقد المغربي صلاح بوسريف الشعر يأتينا من المستقبل.. Allal Habibi باقة من حديقة البيت عربون محبتنا لإنسانيتك أيها الرجل الشهم الشجاع الرائد في وغى الحرف .ولا يحتاج لثناء ولا مدح وكما قال نزار قباني الشجعان يتزوجون عن حب ،ونقول الشجعان حتى في القصيدة يدخلونها عن حب ورغبة ولهفة كي يستثمرون في ثقافة اللغة بإبداع وتجديد وخلق الدهشة لدى القارئ على حد تعبير بودلير الشاعر الجيد هو الذي يدهش،ونزار وجبران ودرويش من تلك الفصيلة أخي علال … ع.الرحيم هريوى

Share this content: