
الشعور هو مجموعة من الأحاسيس التي تتملكنا ذهنيا وجسديا ،وتكون غالبا مقرونة بحدث أو ذكرى ..
ماذا لو توقفنا عن الشعور وفعّلنا مبدأ المساواة مع كل حدث يمر بنا ،بمعنى أن ندع كل شيء يحدث دون مقاومته ،مثل المطر الذي ينزل دون استأذان..
هل فكرتم يوما في شعور الصخرة وهي تنظر للأتربة التي تتراكم فوقها وتغير من شكلها …
ترى ماهو شعور الصخرة! …لا شيء..قطعا لا شيء
هل يمكن لأحد أن ينعت تلك الصخرة بأنها عديمة الرحمة أو الإحساس؟
وحده الإنسان قادر على اصدار الأحكام وفرض نظريته على كل شيء.
– أنا هنا لا ادعوكم للتخلي عن مشاعركم الإنسانية النبيلة ،بل أدعوكم لإدارتها بوعي ..
– كم مرة انتبهتم الى أن بعض أحاسيسكم كانت كاذبة في فترات ما ..
– كم مرة اكتشفتم أن الحب ،وهو اسمى شعور لم يكن سوى نوع من انواع التعلق..
– كم مرة اكتشفتم أن حبكم لأبنائكم مزور ،إنه غريزي لكن مشوه بالكثير من المعتقدات الخاطئة..
على الإنسان اليوم أن يراقب بكل عناية كل المشاعر التي تتوارد إلي ، حب ،كره،غيرة،حقد،تعلق، امتنان،رحمة،قسوة”
– فليسأل نفسه : لماذا شعرت بذلك الشعور بالضبط وليس أي شعور آخر؟
ثم ليقف وقفة تأمل حول السبب وراء ذلك الشعور ..
سيبدو الأمر متعبا في البداية ،لكن مع الممارسة سيتحول إلى شيء روتيني ..
ستقولون : ما الفائدة من كل هذا ؟
الأمر بسيط ..
ستتحول إلى انسان حر، تدير مشاعرك وتخزنها بالطريقة التي تعود عليك بالنفع عندما يتحول مع الزمن إلى ذكرى..ستقلل من ظلمك للآخرين بسبب مشاعرك تجاههم ،وظنونك حول تصرفاتهم..ستزداد لديك القيم الإنسانية لأن الجهد الذي ستبذله في سبيل التغيير ،سيصنع منك انسانا يقدّر ضعف الآخر وانهزامه أمام مشاعره..لأن ما ستصبح عليه اليوم إنما جاء بعد صراع طويل مع ذاتك..لن تسمح أبدا بمرور الأحاسيس العشوائية ، “ذاتك اليوم بيت صلاة لا يدخلها الا المطهرون”
سلوى ادريسي والي
Share this content: