
أي متعة تلك التي قد نطلبها عندما نسافر بأرواحنا، كليا، عبر نص روائي ثقيل إلى موطن بعيد جدا وبدون جواز سفر ولا تذكرة طيران لطوكيو أو هوكايدو
لايمكن لكاتب” روائي” مثلا بأن يذكر بعض الأمور أوالطقوس التي ليست موجودة في ثقافة مجتمعه ،لربما من أجل الإثارة أوأي شيء من هذا القبيل لذلك تسألت عن حرق اليابانيين لموتاهم بعد سبعة أيام من الوفاة.وذاك ما صادفته في روايتي “جلسة قهو”ة لكيغو هيغاشينو

من كتاب صادفته في رحلة لعاصمة الأنوار، للأستاذ جامعي بالرباط “مصطفى الورياغلي” تحت عنوان فكر المتخيل في الرواية المغربية..
الصدفة واللؤلؤ؛فاللؤلؤ /المعنى هو الجوهر الكامن ،الخفي ،وما النص إلا مجرد قوقعة أو غشاء لذلك المعنى /الجوهر…الرواية فعل دينامي وإنتاج لمتخيل ذي أبعاد إنسانية..وتشكل تلك العناصر بواسطة لغة روائية متعددة الأصوات تمتح طاقتها التصويرية من لغة السرد البيانية ولغة التاريخ ولغة الأدب.


كلما ازدادت رغبتي في قراءة النصوص الروائية العالمية كلما ازدادت معرفتي بسحرها اولا ومتعتها التي لا تقاس .لكن الذي يثيرني بعيدا عن ابتلاع طعم السرد والجري سريعا صوب النهايات .هناك حاسة سادسة يتم تشغيلها.أو كنافذة يمكن فتحها لتجديد هواء الفضاء، كي نضع مساحة زمنية مقدرة بين الكاتب والقارئ والنص.وذلك لنبحث لنا عن ما هو أكثر أهمية في بناء السرد الحكائي عينه .وقد نتساءل كم من مرة.!؟ فهل الكاتب حينما يشتغل على نص ما قد لا يفاجئه خياله بأشياء جديدة لم يكن يضعها في مخياله عن شخصياتها الرئيسية والفرعية التي تشاركه مشاهد وفصول روايته تلك..هذا غير مستبعد لأن الكتابة عادة ما تفاجئك بهكذا أشياء تحضر أثناء الكتابة بشكل عفوي ،ومن أماكن لا يعرفها الكاتب ،لذلك كلما تعمقنا في قراءتنا للنص لا بد أننا قد نصادف ماهو جديد من أحداث في النص، وظهور أسماء لشخصيات جديدة، لم تشارك في أول الأحداث ولربما لن يسمح لها الكاتب بدورها إلا في وسط النص ،لكنها فجأة يتم استحضارها كي تعطي للحبكة وجها من الوجوه الدراماتيكة، تشغل القارئ أكثر ، بل تدفعه للمزيد من طرحه للأسئلة، ومشاركة الكاتب أفكاره وتخميناته. خاصة إذا ما كنا أمام نص يتناول الجريمة مثلا ،قد تتداخل فيه الرؤى عن المتهم الحقيقي في ظل ان يكون الكل في نظر القارئ والكاتب معا متهم حتى تظهر الحقيقة ،والكل يشارك في فك اللغز،والقارئ بين حيص وبيص، لكنه يراقب عن كثب و من بعيد كيف سيتم فك شفرة النص، وبأي وسائل وطرق منطقية..!؟ وكي يستفيد من مرطون طويل عاشه صحبة نصه الذي اختاره عن قناعة ذاتية . وهو يرى فيه ذاك النص الذي يستحق أن يعطيه من جهدك وقتك ما يلزم ، كي يعيش لذة وممتعة قراءة لهكذا نصوص ثقيلة ذات حمولة أدبية وفكرية وثقافية. وتتناول نصيبها من عنوان عريض:«فكلما تغيرت القراءة تغيرت الكتابة لدى القارئ و الكاتب معا…

Share this content: