

سلام الله عليكم أجمعين ..وسلام الله على الأخت الأديبة سلولى إدريسي ضيفتكم الكريمة، والتي ما برحت تتحف القراء عبر السوشيال -ميديا بنصوص وازنة وثقيلة جملة وتفصيلا..
ويقول الناقد المغربي والشاعر الجميل “صلاح بوسريف”ولعلي قد أسميه صاحب الزوايا الحادة (النص أولا لا الشخص) أي لا نبحث عن الشخص عبر المجاملة بل عن نصه الذي يكون مرآة له بالطبع..وقد نقول من خلال هذا الباب الذي فتحناه عن الكاتبة والقاصة سلوى إدريسي بأنها بالفعل لها ملكة فريدة من نوعها في مجال الكتابة العصرية للنص القصير.وكما تتوفر على ذاكرة زمانية ومكانية تحملها معها كمكتبة متنقلة.وهي التي تغترف منها ما شاء لها أن تغترف كي تبني عبر ثقافة الأقوياء والأسياد كما سماها فريدريك نيتشه ،وليست ثقافة الانحطاط والعبيد للقارئ ما يتمناه و يتسناه ويبحث عنه.وذاك بيت القصيدة.فسلوى إدريسي هي الكاتبة ،وهي القاصة وهي الأم والمربية والإنسانة، لها وما لها من ميزة قد لا يراها إلا القلة ممن يمتلكون خيوط لعبة الحكي والسرد.ولهم من الأساليب والآليات والميكانيزمات ما يؤهلهم لإعادة التفكيك والرصد والبناء من جديد لأي نص قرؤه القراءة العالمة على حد تعريف عبد الفتاح كيليطو التي تبدأ من اليسار إلى اليمين .وهذا الروائي الإريتري “حجي جابر “صاحب رواية “سمراويت” في إحدى محاضراته، وهو يقدم نصيحة مثلى لكل كاتب و كاتبة يريد أن يكبر مع نصوصه بل يريد أن يحيا مع أي نص جديد في وسط بيئته من جمهور القراء. فلا بد أن يحتاط ويخاف من القارئ، ويعمل ما في وسعه حتى لا يسبقه القارئ “والقارئ عدو“كمايقول الجاحظ .ويكون ذلك بمدى ملازمتنا للقراءة حتى يكون أي نص سنكتبه هو امتداد لنص قد سبقه كما يقول باختين (فلا يوجد نص بكر؛ فكل نص هو امتداد لنص قبله) أو كما يحلوا للأستاذة والأكاديمية والروائية المغربية زهور كرام أن تجعل من تلك – القولة استشهادية – لأهميتها في سياق أحاديثها ومحاضراتها مكانة ما..
وحتى لا يأخذنا الحديث بعيدا؛ نعود كي نقول ما يجب قوله، في ما تنتجه لنا الأخت سلوى إدريسي من نصوص قصيرة، وهي تدهشنا بها في كل مرة على حد قولة بودلير. لذلك كان لنا مع نصوصها الكثير من اللقاءات المهمة عبر هكذا قراءات نوعية، وبشكل مستفيض .وما يجب أن نشير إليه ها هنا؛بأن القاصة سلوى إدريسي لها من التجربة الخاصة ما جعلها تمتلك ناصية الكتابة المعاصرة في مجال القصة القصيرة..وكل من يكتب القصة القصيرة يعرف هندسة مجالها بإتقان..فهذا قاص يتقن لعبة السرد،وذاك قاص يخوض في تفكيك الشخصية وله القدرة على الذهاب بعيدا في مجالها كي يحمل للقارئ أشياء ما كان يتوقعها في نصه.وهناك من له إلمام باللغة والشعر..
وإذا ما سألتموني عن خصوصية الكاتبة سلوى إدريسي في كتابتها للقصة ،ومن خلال النصوص التي سبق أن قرأت لها .قلت لكم ما يلي: ” هي أديبة تحمل في جيناتها بعض خصائص (السيناريست) لذلك تجعل من شخصياتها تحفا نادرة إن صح هذا القول. وتمتلك معه أسلوب لغة سليمة وهادئة ،ولها قلب شجاع في قنص العناوين” اللغز”كما يسهل عليها الخوض في المنازلات الكبرى السردية كي تخرج لجمهور القراء هكذا حكايات سردية جد مشوقة ..
وفي الختام ؛ندعو لها بالتوفيق والسداد والنجاح في كل مشاريعها الأدبية المستقبلية. والسلام عليكم ورحمة الله.

Share this content: