

نرحب بالصديق الأديب المغربي الأستاذ محمد نخال عبر منبرنا الأدبي الثقافي كقلم متميز، إذ ينضاف لثلة من الأقلام المبدعة في أنواع الأغراض الأدبية .وستجدون نبذة موجزة عن سيرته الأدبية والفنية عبر موقعنا”” في رحاب الأدب..وتبقى لغة الأدب تحمل لنا من الصور الشعرية والعاطفية والرومانسية ما يشدني لعمق المعنى وصدق التعبير، وتصويره الفلسفي والفكري للحياة والجمال والإنسان..تلك الحياة الصافية والتي ننشدها ،نطلبها .و من أجلها نحيا ونتواجد بين مساحات مفصلية وأسئلة وجودية من تشاؤم وقلق وفرح وسرور وعبر نهاية المسار الوجودي بالنقطة الأخيرة النهائية في ختام الكتابة والنص../.. عبد الرحيم هريوى
حِدَادُ قَلْبٍ -01
دموعُه تنْهمر كسَيل جارف على خدَّين توَرَّمَتا من كمدٍ، وجسْمه غَدا هزيلا من سَقم، لن يَرتاح له بالٌ بعد الآن، فالليل سَرمدي كئيب، أطْبَق على الكائِنات بلا هَوَادة، والقمر شاحِب حزين، هجَر نجومَه، وبدا مُتسكّعا في المَلكوت، لقد خيَّم الهمُّ القاسي عليه، وجثَم الغمُّ على أنفاسه، فخَرسَت العصافير حوله، وصامَت عن تَرديد أناشيد البَهجة وهي عائِدة إلى أوكارها، ذاك ما كان يبدو له، لأنه يَعْلَمُ عِلمَ اليَقينِ أنَّه لن يغْمضَ له جَفْنٌ، في هذه الليلة البئِيسة، التي ستكون لذَيْه أطول من صيْفٍ حارقٍ في بلادٍ مُقْفرَة، ستُحاصِرُه الهواجِسُ من كُل جانبٍ مُحاصَرةَ الضِّباعِ الجائعَةِ لفريسَةٍ تاهَتْ عن قَطيعها.
كيفَ لا ! وهو يسْتشْعِر آلاَمَ أنياب الفِراق، الذي أصْبح قابَ قوْسيْن أو أدْنى، من تمْزيقِ ما تبَقَّى من لحظاتِ السّعادة التي عاشَها معها وهي بقُربه، والتي ستَغْدو بعد هُنَينة مُجرَّدَ سُطورٍ باهِتَةٍ في صَفْحةٍ باليةٍ من كِتاب حَياتِهِ .
خاب رجاؤه، وذابَ أمله، وانكسر فؤاده، بعدما كان يعتَقد أن الودّ قد عقَد بينَ رُوحَيْهِما، عَقْدا لا يَحُلُّهُ إلَّا رَيْبُ المَنُون، لذا كان لا يَحْلُو عيشُه إلا بِرُؤْيتها، ولا يَطيبُ مُقامٌه إلا بِجوارِها، ولا تَزُول العتَمَةُ القابِعَة في أعْماقِه، إلا بِشُروقِ فجْر ابْتِسامَة ثَغْرِها البسَّام .
لقد عاد المسكينُ لتَوِّه من الشّارع المُقابِل لِشُرْفة مسْكنِها مُتْعَباً، مُنْهَكاً، شاحِباً، شارِداً، لأنه يُدْرِكُ أنها المرًة الأخيرة، التي ستُطِّلُ عليه من النّافذة، وسيلة اتصالهما، تلازِمُها كلما أحسّْتْ بمَوعدِ قُدومه، كانت تفْرح لذلك، فرحة الصبايا بقدوم العيد، والفرحة لا تسَعُها كلما لمَحتْه قادما من بعيد، تشير إليه بيَديها، وتكاد تنِطُّ من شُرفتها، وتتمنى لو أن لها جناحينِ، لطارت بهما، وارتمَتْ بين أحضانه، أما هو، فكانت الثَّواني تمُر متثاقلة في انتظار لقائها. كانت مَوقِفها حَرجا، كلما همَّتْ بالخروج إليه، لذا تتَصيَّد الفرصة، وتبحث عن ألف عُذر لتخرج إليه خِلسَة، فلم يكن الأمر سَهلا، فالأسرة مُحافِظة، والجَميع يعلم بسِرّ علاقتهما الغَرامية، لذا تضَعُها دائما تحت الحِراسة النَّظرية. لكن أمام طُوفان العِشق الجارف، تنْهار كل المآمرات، وتتحطم كل القيود، وتنكسر الأغلال الظالمة، وأمام شَريعة الحب، يُكْفَر بكل القوانين الوضْعية، ويُداسُ على كل الأعْراف، فسُلطان الهَوى جبّار عنيد، لا تقْهره جيُوش العادات، ولا تتَحَطّم قِلاعه، عندما يتَملَّك القلوب، ويسْلبُ الأفئدة.
لقد غَذر بهما الزمان، وتكالبَ عليهما القَدر، وخانتْهما الظروف، فأبُوها تَقاعَدَ، وأصْبحَ لِزاما عليْه تَرْك منْزله الوَظِيفي ليَعُودَ إلى مسقِط رأسه.
كان أهلُ البيت مُنْشغِلين بجمْع الآثات اسْتِعدادا للرَّحيل، بينما كانت هي تُطِلُ بين الفيْنة والأخرى برأسها، لِتُلْقي عليه نظْرة الوداع، كسَمكة تَصْعد سطْح الماء، كلما احْتاجَتْ جُرْعة أكْسِجين.
كان ثِيارُ العِشْق جارِفاً يَسْري بينهما، إذْ باسْتطاعتهِ أن يقْرأ مَشاعِرها المُبَعْثَرة بعْثَرَة مُهْجَتِه، سترحَلُ عنه، ستتركه وحيدا، ستُطْبِقُ الوحْدة على أنفاسِه، سيَعُمُّ الكسادُ مشاعِرَه وتبُورُ أحلامُه، ويَجِفُّ منْبع أحاسِيسه. ستَذبُلُ زهْرةُ ربيعه، سَتزْحَفُ رِمالُ التَّصحُّر على ما تبَقَّى من كِيانه. لن تُغرِّدَ بعد اليوم بلابِلُ العشْق في مُنْتَجَع فؤاده، ولن تثْمِرَ أشجارُ المحبّة في حديقة مهجته. ستكْتسِحُهُ جَحافِلُ ظلامِ الهُمُومِ والأخزان، اكْتِساحَ أسْرابِ الجَرادِ لحَقلٍ مُتوَهِّجٍ، فَتَتْرُكُه هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ، كيف لا، وقدْ كانت بَسْمةً مِنْ مُحَيَّى بَدْرٍ، تقْهَرُ العَتَمَةَ في دُنياه.
سيعْتلُّ الفؤاد، وقد كانتْ بلْسَمَه الشَّافي، ستَكْفهِّر سماء روحِه، ويجْتاحها الصَّقيع، وقد كانت شُعاعُ النور، الذي يبعثُ الدّفءَ في داخِله، ستتقطع أوثارُ العود، ولن يَطرَبَ بعد اليوم بأهازِيج الفرحة، التي كانت تغْمُرُه بوجودها.
كان حبُّهُ لها جارفا، يُضاهِي حُبَّ راهبٍ مُعْتَكِفٍ في صومعته أمام صُورةِ العذراء الماثِلةِ أمامَه، لقد خرج من دين الحب، وقد كانت مِحرابِ تعبُّده. وأدْركَ برحيلها أنه خرجَ من مُتْعة رمال شاطئ العِشْق الدًّافئة، ليَغُوصَ في نهْر الوحْدَة والأحْزان القاسِية .
بَدَا القمرُ شاحِبا هذه الليْلة مُحْتَضِراً، والنُّجومُ حولهُ كالثَّكْلى في حِدَاد، نظر إلى السماء مُقاوِما غُصَّةََ حَفرتْ حلقَهُ، وقد فاضَتْ مُقْلتاهُ بالدمع، صَرَخَ في أعْماقه صرْخةَ يائِسٍ يُقاوِم بطْش الأمواج العاتِية، في مَجْرى ثِيارٍ مائي رهِيب وقال: أصبحتُ غريباً في موْطِني، وغُربتي لا أجِدُ لها من أحَدٍ مُواسِيا، وتائِهٌ بلا بَوْصلةٍ في بَيْداء، وتَيْهي لا أحدَ لي فيه مُرشِدا، فأين ملاذي بِغيْرِ وجُودِها، وأين ملجَئي في غِيابِها؟
أغْمَضَ عينيه بُرهةً، وهو يُقاوِمُ انْهِمارَ سَيْلِ دمُوعٍ حارِقة، والقلبُ منْشَطر في كَمَد، فسَمع صوْتا في داخِله يقول: هُناك !يتبع..

حداد قلب02
دخَل إلى منزله شاردا، مُثْقلا بالهَمِّ، يمْشي بخَطْو مُتَثاقل، يُخْفي أضْعافَ ما يُبْدي، وكأنه شيخٌ هَرِم، يجُرُّ وراءه أتْعاب السّنين، تقَوَّس ظهْره وانْحَنى، وكأن الطيْر يَحوم حَول رأسه ليتَخطَّفَه. لم ينْتَبه إلى صوت أمّه وهي تُناديه، وقدْ هالَها حَالُه وأفْزَعها. أوْصَد عليه الباب بالمفتاح، اسْتَلقى على فراشه وهو يُكابد آلاَما، تنُوء من حمْلها الجبال، ويُعاند أحْزانا تعْتَصر مُهجته، داخِلُه مُسْتعر، يكاد يشْتمُّ رائحة كبِده وهي تُشْوى.
فلم يكُن بِمقدوره أن يَذهب إليها ليُوَدّعَها ولو من بعيد، ولم يكنْ يجْرُؤ على الصُّمود، وهو يَرى الشّاحنة تنْقل أمْتِعة رحْلها، لقد كان يعلم أن بين أكْوام البضائع، يُنقل تابُوت قلبَه المُهْترئ، وبين أكياس الآثات يَرقُد جُثْمان روحه المُدمَّرة. تصاعَدت زفراته مُمزِّقَة ستائر الهُدوء، الذي يخيّم على غرفته، التي أصبح فيها هيْكله، كجُثَّة مَحنَّطة من زمن الفَراعنة.
ضَمَّ رُكبَتيه إلى صَدره، وكتَم على أنفاسه المُتَصاعدة من دَواخله، تَصاعُدَ حِمَم بُركان مُسْتَعِر. تَجمَّد في مَرْقده، وعانَق أشْواقه، وأفسَح المَجال لشَلال عَبَراته بأخْد المُبادة، وقال لعينيه قَول “ابن الرومي”: جُودا فقد أوْدى نظِيرُكما عِندي. واسترسل ناحِبا وقد سالتْ عَواطفُه مع دمَعاته: ياويْح حالي من حالي، لماذا تسْخر مني أيها الحب وقد قدًّسْتُك! لماذا تسْخر مني أيها القلب وقد طاوعْتُك! ها هي قد رحلتْ، وتركتْني سابِحا في شواطئ الأحْزان، وتائِها في صَحاري التَّيه، وكأني ما استمتَعْتُ منها أبدا بنَظرة، أنسَتْني أحزان الدنيا، ولا اسْتمتَعت بين أحضانها بضَمَّة، أدْفأتْني وحَمَتْني من قَرِّ الليالي، ولا ارتَشفْتُ من رحيق شَفتيها رشْفة، جعلتْ منّي مِحْور العالم. لما أنا الآن مَفْزوع وبقربها ما خَوَّفني دهر، ولا هالتْني أهوال، ولا هددتني عَوادي الزمان، وبعدما كبرتْ أحلامي رحلتْ، فليتني أطوي المسافات بين جوانحي حتى ألقاها.
أينك الآن يا بسمتي، أينك يا شهرزاد أيامي، عودي فالجداول هدأ خريرها، وتوقفت عن المسير نحو مريدها الوادي، والطبيعة خلعَت عباءة الإنشراح، ولبست عباءة الأحزان، حِدادا على فراقنا، وانطفأ سِراج الليالي وهزمته الظلمة.
أنا الليلة يا حبيبتي يتيم، أرعى النجوم حائرا، وأناشد الثريا حتى تبلغكِ سلامي. أبكي وحدتي وانفرادي، إن فتحتُ عيني، ما رأيتُ غير أشباح القنوط تحوم حول رأسي، بعدما كنتُ أرى وأنت بقربي، أن الحياة فردوس لا مُتَناه.
يا من هواها تَملَّكَني، لقد مات فؤادي، فمن يُلقي قصائد تأبينه، وتَداعت أركان مُهجتي، فمن يُرمِّم جدرانها، وهَوَت قلاع صُمودي وتَعبتُ، فمن يَسْندني ويكون عكازي، ورسم الحزن على جدران خدودي مسالك الألم، فمن يمسح عبراتي، من يواسيني.
إني يا حبيبتي أحمل بين دراعي أكاليل من الزَّنابِق البرية، فلمن يا ترى أهديها. فبرحيلك ودَّعْتُ روحي، وإن كانت المحبة وهبتني إكسير الحياة، فالفراق العلقمَ سَقاني ، وفي متاهات الحرمان رماني.
تعالي، عُودي أيتها الغالية، عانقيني فالوَحْشة أطبَقت على روحي، كما تطبق الضَّواري على طَريدة مُتهالكة، عودي وحَدثيني بصوتك الملائكي، واعزفي على أوتار فؤادي بهمسك لحنا شَجيا يُؤنسني ويُسَليني. امنحيني كأس السرور، لأتذوق حلاوة القرب، وأنسى مآسي الأشواق، فأنت رمز الرقة والحنان، أينما حللت فاح العطر وتزين المكان.
حدثيني، فقد سئمت من أصوات هذه الأشباح التي تغزو المكان حولي، ولا مُؤنس لي غير بقايا من دموعي، ولا مُعزٍّ لي في نكْبَتي سوى أملي برجوعك. عودي، فنفسي تسيل شَوقا إليك على أوراق أيامي الذابلة، عودي إلي حتى نلْتَحم وتجُول في جَسَدينا روح واحدة، وحتى تصبح آلامي لذَّة، وأحزاني مسَرَّات…. يتبع
حِداد قلبٍ (3)…. تابع
… مَر شريطُ الأحداث بين عينيه، مُرور غيْمة كئيبة على ربْوَة قاحِلة، وترادَفَت الأحْداث في مُخيِّلتِه، ترادُفَ خيْل جامِحة، تدُكُّ بحَوافِرها حصْباء الوادي، فبدأت اللحظات الجميلة التي قضاها معها تدغدغ مشاعره، فأدخلته في غياهب الهلوسات، فصرخ في داخله صرخة مكلوم، وماء عينيه يروي أضْلعه وقال: رُحْماك يا قلبُ! لقد أنْهكْتَني. رحماك، لقد جَعلتَني أمْشي حافِيا على أشْواك المِحن، وحوَّلتَ ربيعي المُزهر إلى خريف مُقفر. تبا لك أيها الحب! لما أنت في داخلي صنديد متمرد؟ جعلتني غريبا حتى عن نفسي، وملأت بالتعاسة كأسي وحفرت قبر سعادتي بفأسي.
ماذا تبْغي يا قلب؟ لقد أتْعبْتني، قلتَ اتْبَعني، فاتَّبَعْتك، واعتَنقتُ فيك دين الحب، ولبِستُ عباءة الزُّهد، واعتَكفت في مِحرابه، لعلي أنال رضاه، ولكنه جَعلني عبْدا أسيرا، ورماني في دَهاليز التَّيه والحِرمان.
كنتُ بلبلا صدَّاحا، أمْرح بين المُروج الفيْحاء، وأشْدو أعْذب الألحان على الأفنان المزهرة، فقيَّدْتَني وكبَّلْتني، ورميْتَ بي في قَفص قُضبانه من حديد تُدْمي.
ماذا تبْغي يا قلب؟ أما يَكفيك حالي! كل الشّرائع يعْتَنِقها الناس للتَّخلُّص من قيُود المادة المَقتيتة، وللتَّطهُّر من المَعاصي، إلا شريعة الحب، من اعْتنقها ضاع في سَراديبها الحالكة وتاه. كل الزوايا يقْصدها المُريدون للاعْتكاف، وللشعور بالأمان الروحي، إلا زاويتك أيها الحب! من دخلها، فهو مفْقود، ومن خرج منها فهو مولود.
اضطرب قليلا، ثم دخل في نوبة هستيرية، أفقدته الشعور بمن حوله، ورحلت به إلى عوالم حالمة، فرأى فيما يرى كل ثَمِل بخَمرة العِشق المُعتًّقة، طيفَها ماثِلا أمامه، فأحسَّ بدفئ في عواطفه، فانْتَشى وشَعَّت في روحه ابتسامة، جثا على ركبتيه أمامها، كما يجثُو هنْدي أمام النار المقدسة، وتعلق بأسْتار ثيابها، كما يتعلق المقهور بأهذاب الضَّريح. نظر إليها نظرة وسْنان، أيقظه شعاع شمس الصباح، وتبسم ابتسامة زهرة ذابلة، أنعشتها خيوط الشمس الذهبية، وبثَّ الندى بين شرايينها إكْسير الحياة. مدَّ يديه إليها، كرضيع يرْنُو إلى حضن أمه، فأمسكتْ بهما برفق وحِنِّية، فسرى بين شرايينه ثيار، أوْقد فيه كل أشواق العاشقين. جمع أنفاسه، وأمسك بيديها المرتجفتين بقوة، جذبها إليه برفق، وقذف بجسدها المسْقول بين أحضانه، وبعد أن رسم قبلة سَرمدية على جبينها، خاطبها قائلا:
وحيدتي، لقد انتظرتك طويلا. تعالي يا ربة الوجه الصًّبوح، لنشرب معا نخْب المغرمين من كؤوس دموعنا. تعالي نرحل بعيدا مع أسراب الطيور المُهاجرة، ونردِّد معها أهازيج البهجة.
تعالي نختبئ عن عيون الحاسدين وراء تلك الصخرة، حيث يختبئ النَّرجس، فنملأ أجْران أنفسنا بعطره. تعالي نزرع بدور الوفاء في حقول المحبة، وعندما تنضج غلالها، تجنيها النفوس التواقة إلى السعادة السرمدية.
هلمي يا حبيبتي، نعصر فاكهة الأشواق، ونسقي كل المتعبين.
اقتربي يا خمرة حبي، ولا تدعي جحافل الظلام تفصل بين جسدينا.
حبيبتي ولا أعرف لك اسما غير هذا، يا عنوان أملي، اقتربي ودعيني أرسم على شفتيك لوحة، تستمد عنفوانها ورونقها من غروب ساحر. داخلي موحش، وبغيابك اصفرت أوراق الأشجار، وصارت كفنا للأزهار، لغيابك بكى الياسمين وناح، وهجرت الطيور أوكارها…. يتبع
Share this content: