
هكذا هم أصدقاؤنا – يصفهم الروائي المغربي عبد الكريم الجويطي ،صاحب رائعة نص” المغاربة ” الذي لم يكتب مثله طيلة قرن من الزمن الروائي المغربي المعاصر والحديث لما ذهب إليه بعض النقاد – كالنوتات موسيقية .واحدة صاعدة وأخرى نازلة وثالثة جامدة متوقفة ..وكلهم يمثلون مقاطع موسيقية لكن بأي إبداع يخرجون للواقع. ع.الرحيم هريوى
في عباب الحياة أسعى جاهدا في البحث عن ذاتي.من أكون؟وكيف أكون؟تتقاذفني أمواج الحياة كسفينة ماج بها البحر ولا يستطيع ربانها أن يرسو بها على أي شاطئ.
عز نفسك،ولا ترهقها من لا يقبل بنصف شخصك، لا تقبل بأكمله،من يرى أنك لا تستحق وقته، اسحق رأيه واهجره، من لا يريدك، فهو حر في خياراته، ولا أسف عليه.لا تفرض نفسك على أحد، لا تكن مضطرا للفت انتباه من يرفض رؤيتك، أنت لست بناقص لتبحث عمن يكملك، أنت رائع وستحصل على من يشبهك، و لسوف يمضي بك الزمن وتعلمك الأيام أن جعبة الحياة مليئة بما لا تتوقع، وعليك أن تكون على الدوام مستعدا ستدرك أن كل خسارة هينة ما لم تخسر نفسك، وأن أعظم إستثمار هو ما تستثمره في حقول ذاتك، و أنك كلما كنت ممتلئا بالطيبات.طابَت لك الحياة و جادت عليك بالعطاء في اللحظة التي ستعرف فيها قيمة نفسك ، وتلمس مواطن الجمال داخلك ، ستدرك أنك شخص يستحق الكثير.وأن فتات المشاعر لا تليق بك، وأن الأشخاص الذين يجهلون جوهرك ، لايستحقون وجودك في حياتهم ،وأنك مكسب لمن في حياتك .وأنك صديق رائع وحبيب عظيم ،وأنه وعلى الرغم من وجود الأفضل منك إلا أنك تمتلك البصمة الأكثر عمقا،والتي لن يجدوها عند أحد غيرك.لا تتهربوا من مشاعركم ، عيشوها كما هي ، بحلوها ومرها ، إن شعرتم برغبة في البكاء ، ابكوا كما تشاؤون ، إن أردتم البقاء بمفردكم ابقوا بل اعتزلوا جميع البشر ، ابحثوا عن راحتكم وإن كانت بين جدران غرفتكم الكئيبة ، لا تهربوا من أفكاركم بل واجهوها ، إن انتابكم الحنين ، تذكروا أن قلوبكم قد هانت عليهم يوما ،والوجع لم يكن إلا من نصيبكم ، لا تنصتوا لأنفسكم في لحظات الضعف ، تقبلوا الحقائق كما هي ،من رحل بإرادته لن يعود فقط لأنكم ترجون ذلك ، من تسبب في جراحكم لن يداويها فيما بعد، عليكم أن تفعلوا ما تحبون وبالطريقة التي تحبون ،إن شعرتم برغبة في مغادرة مكان فافعلوا حتى وإن لم يناسب ذلك أحدا، مادمتم مقتنعين وراضين عن تصرفاتكم .لستم بحاجة لتبرير شيء لأحد ،هناك من يحبك، وهناك من هو معتاد عليك فقط ،الفرق أنك إذا غبت الأول سيفتقدك ويسأل عنك، والثّاني سينساك كأنه لم يعرفك .فكلما تعمق الإنسان في العلاقات البشرية ، يكتشف أن أهم صفتين يحتاجهما في صديقه أو شريك حياته أو أيا كان نوع العلاقة :
الصفة الأولى ، الوضوح سواء في المشاعر ، الأفكار ، الخطط ، الطموحات ، النوايا ، ومكانتك عند الشخص، لأن ببساطة الوضوح يمنع التشتت والتساؤلات ويطمئن مخاوفك.وثاني صفة هي الحنية لأن العالم بكل تفاصيله في غاية القسوة، ولأن طرق الحياة منهكة جدا ، فأنت تحتاج لشخص هادئ ولين يحميك، ويهون عليك قسوة العالم.معايير الاختيار تختلف من شخص لآخر وعلى المستوى الشخصي ، أؤمن أن الوضوح والحنية من أهم الصفات التي يحتاجها الإنسان ليعيش هادئا مطمئنا أشياء صغيرة ولكنها جميلة جدا، كإتصال صديق لا يريد شيئا فقط ليخبرك أنه اشتاق إليك كثيرا !كـوعود أصدقاء الطفولة ، أنهم لن ينسوك أبدا ! كـ الضحك مع إخوتي على أشياء لا معنى لها! كـ دعوات أمي كلما رأتني!كـابتسامة امتنان من وجه أدخلت عليه شيئا من الفرح ! أعطوا بـسخاء؛ فالأشياء الصغيرة لا تكلف شيئا، ولكنها تسعد كثيرا .كل يوم يقسو العالم على قلبي، وتجعلني حياة النضج لست أنا، كل يوم أُعاني من قسوة الرحلة، التفكير، القلق، الذكرى، النهايات، الأشخاص، كل طريق لَم يكتمل.كل يوم أشعر بِعدم الإنتماء لي،و لما أنا عليه، وأكره الإستمرارية في طرق تستنزفني، و لكن فرضها الواقع علي، مع أن يداي حنونة تلامس جروح الآخرين برفق، وقلبي مسالم لأبعد حد، و أقل الأشياء تسعده، كل يوم أشعر بالأسف لكوني أنا وقلبي لا نستحق كل هذا الصراع، وكل ما كنا نريده، أيام هادئة، حنونة، فرصة لنلتئم و فرصة لنعيش بات المرء يتمنى أن يجد شخصا واحدا على الأقل يبقى كما عرفه أول مره ، دون أن يفاجئه بوجه آخر لم يكن يعلم عنه شيئا ..شكرا لمن اقترب رغم بعده وسلاما على من ابتعد رغم انه قريبا..
لم يكن هينا ما عشته لكنني قاومت وحينما قاومت، كنت أقف على ساقي لم اتكئ على أحد، بل نظرت إلى السماء وطفرت أعيني ابتهالاتها، ثم اتكأت على عرجي في الدروب. هي رحلة شقت عليا، لكنني صبرت واحتسبت، ولا يعنيني أن الناس تجهل أن شمسي التي يرونها، قد خرجت مِن الرمادِ كي ترتفع في كبد السماء.

“نستجدي” تعني أن نطلب أو نسعى بحماس ولسان حال، خاصةً عندما يكون الأمر مهمًا أو صعبًا. قد يكون هذا الطلب أو السعي موجّهًا للأشياء المادية أو غير المادية.منقول
Share this content: