وحدها نزوة العزلة تكسر أطراف السكون لدى الشاعر المغربي أحمد نفاع في نصه الجديد..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

قرأت هذا النص الرائع والجميل من ناصيته حتى أخمس قدميه ،لا لشيء سوى كي أفهم معانيه بصدق، وأمشي الهوينة صحبة ما جاد به خيال شاعر يعيش بإحساس قلبه وقلمه ويشاركهما أطباقه الشعرية العذبة والتي تزينها لغة رطبة جميلة تحفر في مكان واحد على الطريقة الصوفية كي يصل صاحبها للمنبع الكبير..أسئلة لا تخرج عن الانزعاج والتردد وطرح الأسئلة الميتافيزيقية عن الزمان والحياة والقلق والمصير والصراع الوجودي والهزيمة لدى محمود درويش في دونكيشوتات الغرام والحب.. حينما يصدح بلغة شعره الفريد والمدهش لدى بودليير العرب :يا حُبّ ! لا هدفٌ لنا إلاّ الهزيمةَ في حروبك… فانتصرْ أَنت انتصرْ, واسمع مديحك من ضحاياك انتصر! سَلِمَتْ يداك! وَعُدْ إلينا خاسرين… وسالماً! فرحاً بشيءٍ ما خفيِّ, كنتُ أَمشي حالماً بقصيدة زرقاء من سطرين، من سطرين… عن فرح خفيف الوزن،مرئيِّ وسرّيّ معاً. مَنْ لا يحبُّ الآن, في هذا الصباح،فلن يُحبّ!

تلك ميتا صورة شعرية من خيال الشاعر و هي الصور العاكسةعن الحياة بروح أجراس الكلمات.. فكيف يراها الشاعر أحمد نفاع، و الذي يعيش بخلفية فكرية وفلسفية في مسرح تلكم الحياة..؟؟ما أصعب ذاك على الكاتب والشاعر..!! أن يلقي بكل ثقل الحياة التي يحملها على عاتقه على جسد قصيدته كي يجعل منها حائط مبكاه،أي؛ حينما يشعر بأن مسدسه لم يبق في خزانه إلا آخر رصاصة .. وهو يقول :لا هسيس..وحدها نزوة العزلة.تكسر أطراف السكون شاهدٌ على زمن بألف ألف ذراع وسلطان.لا يعترف بالفجر ولا بوصايا النصح.زمنٌ يُخيف ولا يَخاف.خِلسة هكذا يمضي.يُسابقُ نفسَه.وبنا لا يكثرت ..

أبقى

ولا أميلُ

في ذهولٍ يُذهِل

واقفاً على شفرة صحوة

فارغاً بلا حدود

لا خيط معنى

أمسك به

أفتش ..

عن بسمات ضاعت

عن نجمات يغمزن ولعي

و

لا هسيس

وحدها نزوة العزلة

تكسر أطراف

السكون

شاهدٌ

على زمن

بألف ألف ذراع وسلطان

لا يعترف بالفجر

ولا بوصايا

النصح.

زمنٌ يُخيف ولا يَخاف

خِلسة هكذا يمضي

يُسابقُ نفسَه

وبنا

لا

يكترث ..

على ظهره

ثقوباً تنزف قطراناً / ودماً

وفي أذنيه صرخات،

غائر قهقهات

وبكاء

كم

حاولت ..

لأفهم ولا أفهم

لِمَ أعد شامات اليقين

على جيد الشمس

وأضمد الجراح

بالملح

ينفلت الهزيع

فيرسم الظلامُ الأمواجَ

راياتٍ لا تُرفرف

فمَن

سَيُصدق

أنه زمنٌ غادر

يسقِينا الدهان/ يُقمطنا بلا أكفان

يخطف أحلامنا /

لنا

وعلينا

يضحك أكثر

يضرمُ في ريشنا النيران / ويهرب

يُعري أوصالنا / ويهرب

يُعدم أيامنا

و

يهرب

وهذه ..

عقاربُ الوقت

تشهد أننا حقاً نموت / ولا نفنى

هو مزعج، هو مجنون

فمن يكون هذا

الذي يُبطل

الرهان

و

لا يُقهر

واقفٌ

على شفرةٍ ..

على حافة جبلٍ

يشبه جبلَ الجودي

وسأبقى الواقف

أعُد الثواني

وحفرأ أظنها قبوراً

بلا شواهد

أحمد نفاع

المغرب

Share this content:

  • Related Posts

    في تحد للواقع المادي يبني الشاعر المغربي أحمد نفاع بكلمات من استعارات وتشبيه سماء قصيدته..خريبكة اليوم- المغرب

    ورحلتي إلى أين يا يا ظلي؟ هل حان لي أن أبرح ناصيتي ! وآن أن أمتطي الغمام لمن سأترك أشعاري ! ومتى إذن هذا السفر خلسة من ظلي سآوي إلى ذاك الجبل لأوقد النار بذيل آخر هزيع سأفضح وجه الظلام؛ سيتشقق القمر وينبع منه نور و نبيذ سأثمل .. ولن أتردد، سأغمس قلمي بدواة الثقب الأسود * وسأضع رأسي داخل مجرة…

    Read more

    قصيدة / انخطاف للشاعر المغربي أحمد نفاع و[ ما الحياة إلا ما نصنعه / برنارد شو ] خريبكة اليوم

    عن العمر .. عن لحظة عابرة سموها فاصلة عبور مثل لعبة سرقت مني ولا أصدق كيف سرق مني ربيعها وأمسيت أستنشق بخور الخريف أقيس بيني وبين ظلي مسافات تتصارع وكلي شارد بنظرات قمر شاهد أركع عند كل غروب ليل وأرقن أنفاس الغرقى ومواويل الصمت. ولا أصدق كم بِتُّ أتوجس من حروب لا تهدأ من الخردة، وباعة الدم والوهم وأخاف أن يخونني…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب