
من القائل:
بلادي وإن جارت على عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا على كرام
قائل البيت الأصلي هو ” الشريف” : قتاده ابو عزيز بن ادريس
أستغرب من بعض الأشخاص عينهم،وأنا أعرفهم حق المعرفة.وبفضول صادق أكون قد سبق لي بأن تفحصت معلوماتهم الشخصية .وأنا أقرأ كل شيء عنهم على ما يرام حتى إذا ما وصلت لسؤال الأصل تفاجأت ،أي بلغة تمغرابية :
– من أنت فالخوت؟
أي؛حينما نسأل عن مسقط رأسه.. وعن المكان الذي فتح فيه عينيه ،ولربما قد تم تسجيل اسمه ضمن قائمة الولادات في سنة كذا كذا ببلدة أولاد بوعزة أو بولاد الطاهر بإقليم كذا كذا ،أو باسم العمالة الفلانية..
لكن لنقص يحمله البعض كصاحبي فلان هذا ، في تكوينهم الشخصي السليم.. والذي يكون قد استفز تفكيري قبل قلمي، وكان لابد من الكتابة في شأنه هذا الموضوع،و من أجل التنبيه وتوعية العقول القابلة للإصلاح والترميم والدوس بطريقة فلسفية عن كل غرور يحملونه..!نعم وقد تراهم يكذبون عن أنفسهم قبل الآخرين من حيث هم لا يدرون .ففي بروفايلهم لما يصلون لأصولهم وانتمائهم وجذورهم،يكذبون؛وهم يهينون ترابهم الذي لعبوا فوقه في طفولتهم الأولى، ولربما أكلوا منه من حيث لا يعلمون وهم صبايا صغار،وكانوا لا يفهمون إلا لغة الفم والذوق كي يفرقون بين مواد عالمهم الصغير،وهم يظنون بأنه مادة تؤكل في غياب الحاضنين لهم طبعا..!
وفي عالمه الافتراضي بمواقع التواصل الاجتماعي يكتب ما يلي مثلا:
– اسمي علال بن زروال أقطن بالرباط ودرست بجامعة القاضي عياض وأشتغل بوزارة كذا كذا ،وأقيم بطنجة. ولما يأتي لمسقط رأسه يختار مدينة مغربية من مدن الإمبراطورية فاس كانت أم الرباط أو الدار البيضاء المحمدية طنجة تطوان.. وهو في الأصل من إحدى الدواوير بالعالم القروي المنسي،ولا يستحيي بأن يذكر اسمها الكبير،ويخط باعتزاز نفس. ولا يبخل عنها حينذاك حتى بحيز صغير فوق ساحة البياض..!
- ويا أسفي على كل من ينكر أصل موطن أرض ولادته وأجداده كي يسوق عن نفسه صورة كاذبة..!!وتذكرت قصة واقعية..لقد كنا نسمعها ،إذ تحكيها النساء لبعضهن البعض، ونحن أطفال صغار عن ولد عاق كان يعيش في البادية في زماننا.. وهو يقيم في مسكن بئيس من القصدير والحجر. لكنه ؛ كان يهتم بهندامه اهتماما كبيرا كي يثور على صورته الحقيرة بشوفينية،ومن يراه دون أن يعرف أصله وفصله من أصدقائه الذين يعتبرونه بالطبع من مستوى اجتماعي جد راقي، أو على الأقل كما كان يصور لهم نفسه.. والكارثة الكبرى التي سيتناقلها الركبان عنه ،عبر زمنه الجميل، هو لما كان واقفا مع أمه البدوية وبلباسها الرثة صادفه بعض أصدقائه.. ولما سألوه عن أمه نكرها معتبرا إياها سوى آمرآة لا يعرفها بل التقاها صدفة..
- لكن السؤال؛ أو الحلقة المفقودة في هذا السيناريو العجيب:
- هو هل عرفت الأم بنفسها أمام أصحابه ..!؟!؟
- ولعل هناك من يقول : بأنها قالت لأصحابه لا يا أبنائي إنني أمه..!
- أمه التي باعها وأنكرها..!
- أمه التي أرضعته وربته وحملته كرها ووضعته كرها..!


Share this content: