إن عالم كتابة الرواية اليوم ذو شجون..عبد الرحيم هريوى- خريبݣة اليوم – المغرب

بالأمس كنا نستقبل خلال الحول أقل من أربعة عناوين فقط، لأن الرواة كانوا أشبه بالفلاسفة؛ فهم لا يخرجون من الأرض كالفطر” كارل ماركس” بل هم تمرة عصرهم و بيئتهم، وزبدة زمانهم..اليوم أكثر من 200 عنوان تتقاطر علينا من السماء..الأقلام وبكثرة قد خرجت لتوها تسابق الزمان.. فأي سؤال يتبادر للأذهان ها هنا؛ لكل كاتب يريد وجه النهار. وهو في لحظة تأمل وتفكير في ثلثه الأخير من هزيع الليل..!؟وكما نعايش اليوم؛ الفلاسفة وقد هربوا لعالم الرواية بدل ما ألفوه من كتابتهم للشعر” بلقزيز” يتحفنا بأربعة عناوين مؤخرا، والسياسيون والمفكرون كذلك ولجوا عالم الرواية كي تتاح لهم حرية الكلام المباح الذي سكتت عنه شهرزاد لشهريار ” المفكر والجامعي الأستاذ “حسن أوريد” في عناوين رائعة جدا فيها من السياسة والثقافة والتاريخ والتراث الأدبي القديم “ ما يفيد القارئ بحق «الموريسكي – رحلة من الجنوب- رواء مكة – الموتشو- زينة الدنيا» ولكن نتساءل مرة أخرى ؛ فما بال أرنست همنغواي صاحب“ وداعا للسلاح- الشيخ والبحر” وهو الذي ظل يكتب نصوصه واقفا ..!؟ وما بال كذلك المغربي الراحل محمد زفزاف ،صديق الغيلم الذي ظل هو الآخر يكتب نصوصه مستلقيا على قفاه..!؟ وهو الذي ما برح يصنع للقارئ من الهوامش نصوصه، بإبداع قل نظيره..وذلك عبر المسكوت عنه بالوطن الجميل. ولنا في ” محاولة عيش” التي “دوخت” الناقد ورائد القصة القصيرة بالوطن العربي أحمد بوزفور قائلا: لم أستطع تحديد هويتها أهي رواية أم قصة قصيرة بالفعل…!؟؟ ولنا في ” بيضة الديك” ألف حكاية وحكاية وليلة وليلة عن معيش مضطرب لفئة من أبناء المجتمع المغربي..وأخيرا نختم بصاحب أحسن نص روائي،استطاع الصمود حتى الآن، إذ أنه ما يزال يباع في المكتبات بنفس الوثيرة التي بدأ بها ،وذلك لكثرة الإقبال عليه. لتركيزه على الهوية المغربية وتجليده للذات.و بشهادة جل النقاد المغاربة، فلم يكتب مثله بالمغرب طيلة قرن من الزمن” المغاربة” وسبق أن قال صاحبه عبد الكريم الجويطي:« لقد كان لي ثأر قديم مع كتابة الرواية،لأنني لما كنت تلميذا بدأت في كتابة أول نص روائي لي ، ولم أستطع لذلك سبيلا..وظل النزال بيني وبينها حتى نلت جائزة كتاب المغرب للشباب عبر نصي ” ليل شمس”» ولذلك نقول : إن في كتابة الرواية لشجون،لأن كاتب الرواية اليوم هو المحامي والسجين والفيلسوف و السوسيولوجي والسياسي والطبيب والمعلم والجامعي والصحفي و المهندس و منهم الصديق العزيز الذي كتب نصه الرائع ” خلال التسعينيات تحت عنوان «العصافير تهاجر كي تعيش» إنه المهندس والمستشار الفلاحي نورالدين زرفاوي

Share this content:

  • Related Posts

    في مملكة الرواية المعاصرة؛ فلا بد أن تكون من رعاياها المخلصين كي تنال حظوتك في ما ستدره عليك من خزائنها الملآى بكنوز من اللؤلؤ ..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم -المغرب

    أي متعة تلك التي قد نطلبها عندما نسافر بأرواحنا، كليا، عبر نص روائي ثقيل إلى موطن بعيد جدا وبدون جواز سفر ولا تذكرة طيران لطوكيو أو هوكايدو لايمكن لكاتب” روائي” مثلا بأن يذكر بعض الأمور أوالطقوس التي ليست موجودة في ثقافة مجتمعه ،لربما من أجل الإثارة أوأي شيء من هذا القبيل لذلك تسألت عن حرق اليابانيين لموتاهم بعد سبعة أيام من…

    Read more

    √ تلميذة من تاونات تُوقّع أولى رواياتها “جرعة أمل” في المعرض الدولي للكتاب..عن جريدة الأستاذ: profpress.ma

    وسط أروقة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، خطّت التلميذة فاطمة الزهراء شراط، ابنة جماعة بني وليد بإقليم تاونات، أولى خطواتها في درب الأدب، ووقّعت روايتها الأولى “جرعة أمل” أمام جمهور عاشق للكلمة وملتزم بتشجيع الإبداع الناشئ. فاطمة الزهراء، وهي ما تزال على مقاعد الدراسة، اختارت أن تحوّل أفكارها إلى حروف، وواقعها إلى صفحات، وأن تصوغ الأمل على شكل قصة تنبض…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب