
بين الميتافيزيقا والشعر ،عادة ما يقال عن الفلاسفة بأنهم قد ظلوا السبيل وعاشوا في جبة الشعراء ،ولا هم يرضون بأن يقال عنهم شعراء. ولا الشعراء يسلكون في جولاتهم عبر مملكة ربوع الحقيقة..! فالشعراء في مملكة الجمال والفلاسفة في مملكتهم الخاصة في بحث مستمر عن الحقيقة ..!!مشكلات فلسفية-د/زكرياء إبراهيم

هؤلاء الشعراء الكبار حين يكتبون لنا أشعارهم عن الحياة والوجود والإنسان والطبيعة .. وما في اللاوجودوالممكن والواقعي إلى آخر تلك المفاهيم الميتافيزيقية من النقاء والصفاء. فهم بالفعل يطربوننا عبرخيالهم الشاعري الممتاز بموسيقاهم اللفظية البارعة..
لحظة الانزلاق إلى عالم السواد
فكم تبدو الحياة صعبة المذاق بينهم و بأنياب حادة
تشعرك بأن الظلام مشروع في المكان من صنع الأنام
وأن من يؤمن بقيمة الإنسان لا مكانة له في هذا المكان
ارحل طواعية واغلق بيتك وهاجر لغير هذا المكان
هذه الديار دخلت للمزاد العلني عند الكبار
ولعيلة القوم ومن ذوي سلطان
ارحل رحلة السندباد
لا تهتم بما تراه مصيره للرماد
كل الأحجار والتراب والأشجار تقاسموها بدون أتعاب
ارحل أفضل لك
وانس أنك قد عشت ها هنا وسط الغبار
فلا شيء يوحي بأنه بعد هذا الزمان
سيغير شعرة من رأس أصناف من الأنام
فكل من ألف الرؤية في الظلام
يكره ضوء -أشعة شمس- ذاك النهار
ارحل ألف مرة أفضل لك
فلا رهان لنا جميعا على فرس حران
وعلى أن تعيش بين الحيطان وكآبة صمت الجدران
في أرجاء مجمع الطوفان
ارحل فلا تلتفت خلفك للمكان
وأنت..
لكحان الحلق
وأنت..
الظمآن العطشان..
وأنت..
لا بثمل ولا بسكران..
وأنت ترى ما لا تراه الغربان

Share this content: