
البقرة الصفراء الفاقع لونها التي تسر الناظرين يا سادتنا الكريم عاشت في الزريبة؛ وهكذا على طول؛ فقد عمرت عمرا طويلا ..وما زالت واقفة؛ وهي الآن حية ترزق..!وهناك قد تواجدت..وهناك تواجد طبعا ذاك الفعل الإنساني حينما يرعاها ويطعمها ويسقيها..وحين كبرضرعها وانتفخ وتضخم ..حضر للزريبة من يقبضها من قرنيها حتى لا تنتفض ..وحتى لا تخبط ولا “تشلبط ..”ولا تركل أحدا..وقد حضروا كلهم للزريبة تباعا ..ومنهم من حضر كي يحلبها ليشرب له شربة هنية لا يعطش بعدها أبدا ما دام على قيد الحياة..ومن كانت له شربة في الخفاء، لا يظهر له إلا ظله على حائط كهف أفلاطون..وهناك منهم من يحلب بلا حد ..كي يشرب وقومه وزيادة..وكلما حل فصل الربيع يا سادتنا الكرام؛ واخضرت الأرض.أخذ له صورة تذكارية مع البقرة الصفراء الفاقع لونها التي تسر الناظرين..ويقول لكل قريب كان أو بعيد :-إن البقرة الصفراء في الحفظ والصون يا سادتنا الكريم ويا قوم النبلاء، إننا معكم على العهد باقون وسائرون..تشربون ونشرب…وتناضلون ونناضل ..
-وكلما شعرت البقرة بالهزال واحتاجت للعلف والرعاية.تفرق القوم و تنابزوا بالألقاب وحمي الوطيس ..
-من فعل هذا ببقرتنا الصفراء الفاقع لونها..!؟
-إنه لمن الجاهلين..!
-أشخاص كثر من هؤلاء الحلابون الذين يرضعون ويمتصون ضرعها حتى هزلت..
-مسكينة بقرتنا المناضلة لقد ناضلت بضرعها حتى جف لبنها..!
– وما الحكاية الآن..؟
– وماذا نحن فاعلون بالبقرة تلك الآن..!؟
– صمت القوم ،ولا مجيب يذكر..
– فهم يتناظرون في شأن نضال البقرة الشريف..
-ونضالهم في ضرعها بالمص والحب والتجفيف..
– مسكينة تلكم البقرة. التي لم تعد كما كانت تسر الناظرين في زمن كانت فيه تدر الحليب ، فلم يجدوا لها حلا بعدما هزل جسمها؛ وجف ضرعها.. وفي الأخير سلمت أمرها للسماء؛ كي تنال حقها من جديد في العشب والبرسيم الذي حرمت منه بفعل فاعل مجهول ومعلوم..
Share this content: