

-سئل شاعر :هل ما زلت تكتب تحت الألم ..؟فأجاب : ما زلت أكتب تحت تأثير الألم الدفين الذي تحمله الذات المكلومة الجريحة.الشعر كأي غرض من أغراض الأدب الإنساني.فلا يوجد من فراغ بل يكون ناجم عن فطرة شعرية واستعداد ورغبة لدى الإنسان كي يصبح مشروع شاعر في رتبة من الرتب في لائحة شعراء زمنه ..الشاعر السياسي يحمل قضايا وطنه ويخدمها عبر القصيدة.والطبيعة أخضعت الإنسان لحكم سيدين مطاعين هما اللذة والألم -الفيلسوف بنتام
-الشاعر الإنساني الوطني يحمل قضايا مجتمعية على عاتق كتف قصائده .يتهكم بلغة الشعر ويفضح ما يجب فضحه من فساد وشطط بلغة الشعر..لذلك يبقى الشعر يحمل ظلاله الخفية لقضاياه الثقافية والاجتماعية والسياسية والوطنية ويصدح بها كي ينبه بها جمهور القراء مناصفة ورسائل برموز اللغة لكل مسؤول يهمه أمر الأمة وما تعانيه من تردي في حياتها العامة في صمت..
-إن الشعراء في زمننا لا ينشرون كل ما يكتبوه إلا بعد المراجعة وكثرة الحذف لأن الشعر الحديث لا يخاطب إلا العقل..ويخاطب الضمير الجمعي بمواصفات من الرموز والتمثلات ..والشعراء عادة ما يخوضون أشواطا حامية في مقابلات عبر خيالهم الشعري ويقولون ما يطهر العقول من التحجر والجهل والغيبيات ..هم الذين يعيدون صياغة الواقع عبر جمل شعرية تعطي للأذن عند سماعها مساحة من التفكير وطرح التساؤلات..وعادة مانكتب الشعر لأنفسنا في تحد صادم مع المكنون الغامض الذي نحمله منذ طفولتنا حتى نكون قد صرنا من ضيوف القصيدة في قصرها المزين بثقافة اللغة وحراسها من له دربة وفقهها ويستطيع اللعب على أرضها بدون أن يرتكب أخطاء مدمرة تهد القصيدة من أي جانب كان من جسمها..
نزار قباني كتب شعره عن الوطن والأمة والنسوان ومنه ما تم نشره رغم قوته ورمزيته السياسية.. ومنه من احتفظ به في مذكراته..
الشعراء يملكون لسانا حادا حد السيف وكلما غاصوا في الأعماق وتبحروا عبر خيالهم الشعري أتحفوا القراء بسماع قل نظيره عبارة عن أجراس من الكلمات العذبة .. وفي سماء الحرف الأنيق يعيشون بأثوب الحياة الجميلة في أبهى صورة لهم تحملها جملهم الشعرية ..
فمن يكون يا ترى الكاتب والشاعر الحقيقي!؟ هو ذاك الشخص الذي ألف أن يجد لنفسه القصة والقصيدة في دواخله ولا يحتاج إلا للكلمات العذبة والتعبير السليم بلغة أدبية كي يخرجها للوجود.

تدوينة للشاعر والقارئ المغربي المتميز علال الجعدوني مشكورا
الكاتب أو الشاعر الحقيقي هو ذاك القلم الذي يترجم ما اقتنصه من أعماق الذاكرة الجماعية ليشارك به الآخر بنفس الإحساس والمشاعر التي تغمر ذاته معتبرا نفسه مرآة لذات الغير …الشاعر لا يكون شاعرا إلا إذا شعر بما يشعر به غيره ويتتفس مع غيره بما يريده لنفسه …فمن يكتب لنفسه دون غيره لا يعتبر شاعرا ولا كاتبا ، بمعنى يجب أن تكتب وأنت تعكس ما يجري بدواخلك و ما يجري بدواخل من حولك حتى تكتمل الرؤية بما يناسب ويتماشى مع تركيبة بيئة الإبداع . هكذا أرى دور الشاعر وكذا الكاتب … ولكل منا تصور ….

Share this content: