
الشاعرة المغربية زهرة احمد بولحية تبحث لها عن خيالات بعيدة؛ تتراءى لها..هي عبارة عن أشباح من الصور إذ ترمي بها في كنف قصيدتها وبكل عنفوان يظهر جسدها كي يجاري زمنها المفقود إذ تعيده على عتبات كلمات شاهدة على صمتها المطبق..
-فكيف اختارت لنفسها هذا التحدي الأسطوري وجعلت من الضوء منفذا لصناعة أحلام جديدة يتلمسها خيالها الشعري ، كي يجعل من ذاتها الدفينة عبر مملكة الصمت والسكون اللإرادي محجا لها..؟
ما صدحت به من كلمات لم تعشه في أحلام ولا في قصة ترويها بل هي عقيدة تؤمن بها وتصدق كل شعائرها.. هي الشاعرة في محراب التعبد تحت سماء قصيدتها تناجي ظلالا وذكريات عاشتها وجعلت من ماضيها ينبوع عشقها لكتابة الشعر..فالشعر لا يكتب بلغة الحبر قدر بما قد يتعصر به القلب ،لذلك فالشعر يكتبنا بطريقته التي يختارها ..والشعر حريص على علاجنا من حيثما لا ندري..كل شيء لدى الشاعرة زهرة أحمد بولحية مرتب كما ترتب كل آمرأة أواني مطبخها،فهي ذات ذراية واسعة على التقاط الصور الشعرية لذاتها العاشقة للسباحة في بحر من بحور الألغاز والتشبيه الاستعاري .فحين تجاري كلماتها اللاواقع وتسبر أغوار حقائق تكتمها ذات الشاعرة تحكي عنها بلغة السرد الشعري.. وتكتب عنها أوصافها بلغة الرموز..
تصير قصيدتي عقيدتي
تحت قبوها
تغرقني..رشات ..
في الحديقة الفوقية
لبيتي
وكلما غاصت أكثر في أعماق ذاتها اغترفت غرفةعميقة مشبعة بالحنين الصادق الماضي الدفين عبر خيالها، وصارت قصيدتها ملكها لنفسها وذات معاني مستبصرة و بضمائر مستترة ..هي أردتها بتلك الطريقة وتلك الصفة المبهمة في سياق كلام شاعري موجه بلغة تتقنها.
فراشات ..
تَسمع صوتها
يأتي منها اليك
بلا قنوات..
رائحة الورد تغرق صمتي
حيث الحياة
عادة ما يستعمل الشعراء والشواعر الفراشات لأنها تمثل ما هو جميل في الطبيعة ،وكذلك الورود.. وتلك أدوات الشاعرة التي جعلتها في طريقها كي تعبر عن الحب وعن العشق والهيام ،وما وقر في القلب من مشاعر وأحاسيس وجدانية قديمة ظلت حية تحملها ومع الزمان ترجمنها بلغة الشعر إن هي استطاعت لذلك سبيلا عبر عبورها شط من بحر الكلمات الحاملة لما تنوء به الذات .. وفي جملة شعرية لمحمود درويش يعطينا صورة مشبعة بالرومانسية والجمال عن أثر الحب في حياة الإنسان ” الحب بدأ فكرة ثم أمسى ذكرى”
ونعود للورد ومكانته بين أجراس ومعاني الكلمات المنتقاة لدى الشاعرة زهرة أحمد بولحية ..فالزهرة وشقيقتها الوردة تحمل من تشابه ما تحمله من الأوصاف ورابطة وثيقة في ضرب المعاني . وكلاهما تعبران عن الحياة ..الزهرة اسم الشاعرة والورد تمت استعارته كي يعبر عن ظل الحياة المنشودة أو ذكرى الحياة نفسها في زمن الماضي المقدر في القصيدة.وظل الورد رفيق الصمت لدى الشاعرة زهرة أحمد بولحية ،ورفيق الحياة التي لا تحتمل النهايات والوداع والانفصال والفراق والضياع والتشردم والانفصام الوجداني والممات طبعا..
وعادت الشاعرة زهرة أحمد بولحية لنفس الجملة الشعرية ،والتي بدأت بها نصها النثري “أهيم مع الضوء ” وهي تعطي لنفسها صورة من صورة الفراشات العاشقة للضوء، لكنه ضوء الحياة الذي ينير ظلام مختبئ في أركان الذات.وما دل عن ذلك السكون والصمت المعاش عن قهر صوتي؛ الضارب في الصمت ” فكل الأصوات لا تفيد في غياب صوت الحياة – والشرنقة الهوائية- بنسيم الهبات التي تذرو الرياح غيماتها…!!
رائحة الورد تغرق صمتي
حيث الحياة
لا تحتمل الممات …
أهيم مع الضوء
و صوتي ضارب في الصمت
ولا رياح تذر غيماتها
هبات

عين على النص
أهيم مع الضوء
صوتي ضارب في الصمت
تصير قصيدتي عقيدتي
تحت قبوها
تغرقني..رشات ..
في الحديقة الفوقية
لبيتي
يتناثر عدواها
كفراشات ..
تَسمع صوتها
يأتي منها اليك
بلا قنوات..
رائحة الورد تغرق صمتي
حيث الحياة
لا تحتمل الممات …
أهيم مع الضوء
و صوتي ضارب في الصمت
ولا رياح تذر غيماتها
هبات …
أهيم مع الضوء
صوتي ضارب في الصمت
تصير قصيدتي عقيدتي
تحت قبوها
تغرقني..رشات ..
في الحديقة الفوقية
لبيتي
يتناثر عدواها
كفراشات ..
تَسمع صوتها
يأتي منها اليك
بلا قنوات..
رائحة الورد تغرق صمتي
حيث الحياة
لا تحتمل الممات …
أهيم مع الضوء
و صوتي ضارب في الصمت
ولا رياح تذر غيماتها
هبات …

Share this content: