
رثبت نقصاني
على طاولة كمالها
وهدمت العرش الباقي
بعد زلزلة النفور
نعيتها بدمي والتزامي
أماطت كساء العز عن روحها
اختفى آخر خيط حب
كان يتسلل من شباك قلبي
كنت أعرف أن بيت النفور
خراب ولو بعد حين
الحياة مثل رماد بارد
يحتاج الى نفخة
ليكشف عن نار متقدة بجوفه
قدر بطيها كجبل من مسد
ملامح من فضة
تناثرت فوقها خصلات من الذهب الخالص
شفتان من جمر هادئ احمر
كفاكهة الشتاء
دعكت عيني علني أخلصها
من هذا الحلم المستبد
كانت الذكرى مزدحمة
كالعمر القصير
تركت دمعة حية
في زاوية من قلبي
لأغسل زواياه بعد الرحيل
كبلتني الأرض بقيد الجاذبية
شدى يعطر المكان
يذوب في شعاعها
كبرد الزمان
وهي ترقص كالصحراء
التي ارتدت فستانها العشبي
بعد حول من الجفاف
كأرض تسكب الخزامى والياسمين
على غيمة الأريج
و ريح يصم شدوها مسامع اليائسين
وذكرى ضفائر
من ضياء شعاعها المنثور على الجسد
تلثم الربيع
وعسجد الشتاء
تمد كف الحب الى الجمال
لتلمس يد النقاء
وطهارة يد القدر
قبل أن تظهر مخالب
تغتال بمد الظلام خيط الفجر
رونق الشمس
يوقظ الموج النائم
قبل انتصار الفرد
وهزيمة الإنسان
كالنفس حين تنوء بحملها
يشاركها الجسد آلامها
ليستولد الحق
من أضلع الباطل
في الجزء الأخير من العمر
كانت الأقوال
تتصارع حول فهم المعنى
تقافزت النظرات
وهي تحتقن بضباب الكراهية
كخفاش
يعشق الظلام والخراب
كحب التين الشوكي
وسطه حلو وظاهره شوك
بقلم الشاعر: إدريس لحمر
Share this content: