

ذاكرة المدينة تبقى محافظة على التاريخ وكأنه الأمس..!ذاكرة المدينة تبقى محافظة على التاريخ وكأنه الأمس..!
بعين قديمة على زنقة من حي شعبي سكنته منذ أكثر من أربعين سنة مضت، أي منذ سنة1974. وما زال الحال هو الحال، وأشياء كثيرة مازالت على ما هي عليه.. وسيستمر الحال إلى مالا نهاية في مدينة تبحث لها عن طريق تسلكها صوب تنمية حقيقية كبرى،كما تشهده مدن الأمبراطورية ..ولعل اللقطة سقطت كي تنوب عن الكلمة والقلم معا..كانت اللقطة بصورها جد عفوية بجانب الأتربة،والصورة تعبر عن تنمية مؤجلة لاعتبارات قد تكون سوسيو/اقتصادية وسوسيو/سياسية وسوسيو /ثقافية، صورة نزلت بكل عشوائيتها ..وحضرت في صورتي كي تزاحمني فرحتي العابرة عبر زيارة تفقدية لحيي القديم،وأنا أعود لذاكرتي الزمانية والمكانية.. وبغفلة ؛ مني كانت الصورة تتكلم عربي ،ولكل رواد السوشيال ميديا..،وبالتالي كي تبدو للعالم الرقمي في جمالها السوريالي،بالمدينة الثرية بفوسفاطها وملايريها المعدودة ..
نعم ؛شاءت الظروف، بأن أعود للزنقة 5 بدرب بوعزة بن علي قديما، بمدينة الغبار والفوسفاط من جديد،وبٱسمه الجديد حي الهدى، ونحن أمام ٱسم حي جديد، ما زال يبحث له عن تلك” الهدى..!!” المقترحة على أهله وساكنته عند فئة من أولئك الذين ألفوا أن يطلقوا أسماء الأزقة والأحياء، بمرجعيات تاريخية وسياسية وأيديولوجية،قد لانعرفها بل لا يعرفها إلا الراسخون في علم الأسماء أو من لهم باعهم الكبير في سلطان اختيار قاموس الأزقة والأحياء، بكل المدن المغربية عبر التاريخ..
ها هنا بهذا الحي القديم ،الجديد،نكون قد عشنا ما عشناه عبر كل أسئلة القلق الوجودي،والانتقال الفيزيولوجي والذهني والعاطفي من مرحلة المراهقة للشباب..
وقد عشنا ما عشنا في زمن حرب الرمال الثانية، مع جارة العساكر الدزاير،في حروب لن تنتهي أبدا ..وكنا نعيش أجواء الحرب عبر أكثر من مظهر بما فيها مرور الشرطة العسكرية عبر أزقة هذا الحي طيلة النهار ..كما كنا نعيش أحداثا تاريخية مغربية كنا نظنها أحداثا استثنائية وكبرى..
وهاهنا ؛ نكون قد عشنا أحلى لحظاتنا العمرية، مع تواجد وجوه ووجوه من أجيالنا،فمنها من قد رحل لفردوس الغرب عبر مغامرة ،ومنهم من رحل لفردوس الرب،لعل تكون موجنه الأبدي، برحمته الواسعة إن شاء الله..
وكل شئ نكون قد عشناه قد تغير من حول دربنا الضارب في القدم بالمدينة ،سواء من بنايات أو معمار عصري ،ورغم كل ذلك ،فلقد ظل هذا الحي يحافظ على صورته الشعبية في كل شئ..وكلما وطئت قدماي أرضه تترآى لي الأحداث والصور في ملك ذاكرتي الزمنية والمكانية ،وبعفوية أعيد استرجاعها بسرعة فائقة.. وكأنني أمام ورقة امتحان إشهادي،وتلك الأيام نداولها بين الناس ..
Share this content: