
مهما طال الليل ستشرق الشمس و تنسينا وحشته، و مهما طال الظلام سيعقبه نور ينسينا عتمته ،الدنيا غروب وشروق، والليل مهما طال يأتي من بعده النهار، لابد لليل مهما طال أن يحمل كل ما احتواه من هموم وآلام و حب وغرام ويرحل ليستلمنا النهار من فجره حتى مغربه ويجعل منا نحلات ارتشفت رحيق الأماني من زهور الواقع لننتج منه حبرا نخط به سطورا مخلدة على مر الزمان تحمل في مضمونها هنا كان إنسان..وإني برغم الظلام لست بيائس..فالفجر من رحم الظلام سيولد..
فمن يقم من بعد الوقوع ويمشي بإصرار يصل إلى الهدف بمشيئة الله. كن أفضل من حزنك؛ وانهض حتى لو كانت قدمك مكسورة،لا تقلق ستتعافى مثل روحك،ستكبر في عين نفسك، وستشاهد كل خلايا جسمك تساندك حتى آخر أنفاسك. الله خلقك فعلق الأمل بحسن الظن به لتقطف عن نور الصباح أماني اعتقدت بلحظات ضعفك، ستبقى سجينة سواد الألم و المعاناة وعتمة ليل لن يأتي بعده نور .ابق شامخا لا تجعل من نفسك أضحوكة بين الشامتين بعد أن كنت نجما ساطعا. تذكر أنه أمر لا بدأن تمر به كما الآخرين، وأن خيار الوقوف كان متاحا للجميع والشجعان فقط من اختاروا المضي من جديد. ووقفوا كالجبال لا تهزها الريح ولو كانت عاتية.تحمل الآلام وأنت تمشي فوق الأشواك في طريق تحقيق الانتصار. حولها إلى طاقة قدر المستطاع واجعلها تساهم في دفعك الى الأمام. ولا تنظر أبدا إلى أسفل لترى في قدميك الدماء التي تنزف من الجراح، وإنما انظر دوما إلى الأمام إلى أسفل منتصف الهدف بعيدا هناك كما يفعل الرماة .لا تبك على ما فات فلن يعيده البكاء، اخلع رداء اليأس والبس رداء الأمل في الغد. هيا اجر إلى الأمام، سابق الزمان، تخط الأحزان، اقفز فوق حواجز الإحباط،ارسم بإتقان خرائط حدد فيها مواقع كل الأهداف واركب طائرة الأحلام وحلق بها فوق سحاب الآمال في السماء ثم اهبط على أرض النجاح، واعمل فيها على تحقيق الأهداف.لا تفكر أبداً في القصاص ممن آذاك (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ)، سلم وارضى بما ليس منه بد، واعلم أن النصر مع الصبر، وأنه بعد عتمة الليل تشرق شمس الفرَج، فما الفجر الا وليد الظلام ،اطرق باب الرحمن الرحيم وأنت موقن في أنه يوشك أن ينفتح بالطرق عليه. عليك أن تسعى لتحقق نجاحك، فإن من يسعى إلى أن يحيا الحياة التي يرجوها في خياله قد يلاقي من النجاح ما لم يخطر أبداً على باله. لا تجعل سهامكَ تخطئ ولا تصيب، ولا تبذل طاقتك وجهدك في ما لا يفيد، وإذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع. فالمهم ألا تتوقف أبدا عن العمل وألا تسمح بأن يرحل من القلب الأمل مهما كان السبب.
الأمل ليس وهماً كالسراب، بل هو فنار.. يهديك بضوئه في الظلام.

Share this content: