

هنا خريبكة صور وتعليق بعدسة كاميرا لا ترى إلا الوجع الأليم-
الحارة التي نقطها جزء من كياننا نسعد بتنميتها وتطوير مؤسساتها وبنيتها التحتية ونحزن لما يمسي جسدها منهك وقد تعرض لهزات، وتجمعت فيه كل العلل والأسقام وأمسى يحتاج لصيدلية بكاملها من الأدوية ، ولأطباء كثيرون من أجل تقديم هكذا وصفات طبية و تحليلات مخبرية لأمراضها المزمنة التي بدأت ترهق كيانها المتهرئ، وتنزف جسدها العليل بفعل التقادم.. ولم يعد ينفع معها لاعشاب ولا أدوية شعبية وعلى رأسها الكمون..
نعم ؛ عندما تصاب حارتك التي تقطنها بفعل الأنتروبولوجيا وقد أدمي رأسها بجروح غائرة من أحجار وزند يتطاير من هنا وهناك بفعل ريح صرصر عاتية ..وقد صدق الروائي والشاعر الأرجنتيني روبرتو آرليت الرائد المجهول للواقعية السحرية ،هذا الشاعر الذي انتحر سنة1948 يقول كلاما أدبيا ذو مغزى عميق :
من لم تلهمه الحارة التي عاش فيها لن يلهمه أي مكان في العالم ولو بوينس إيريس او باريس أو لندن..
وكما قال الشاعر والناقد المغربي صلاح بوسريف في إحدى أجوبته، لما كتب كتابه عن التشدد والغلو والتطرف الديني في زماننا هذا ..أي عن ما الداعي أن يخوض شاعرا في مثل هذه الأمور ..؟؟
- فأجابهم بمثال من التراث الأدبي القديم . وأعطى مثالا بأبي العلاء المعري في كتابه” اللوزوميات” الذي رد فيه عن فقهاء زمانه.
- لذلك فالمثقف والشاعر والأديب والفيلسوف لا يتواجد خارج الوجود بل هو جزء منه، ويجب أن يقول قوله بلغته، وبخياله وتأمله في كل صالح وطالح؛ وكفى الله المؤمنين القتال..!!
- وبذلك نثير ٱهتمام من يتحمل مسؤولية سياسة المدينة وتدبير شؤونها العامة من كل المتدخلين بأن شارع المسيرة الخضراء الذي تمت إعادة تزفيته لم تمر عليه إلا سنة ونيف وتمزق كما يتمزق الثوب.. وليس من رأى وشاهد كمن سمع.. أما شارع المغرب العربي فتحول لكارثة والذي يمر من أمام مقهى لاشوب و لوصيكا .فيستحيل عليك أن تمر من دون أن تتعب وتتدمر كمواطن محلي، وأنت تتلاعب بك أمواج الحفر من هنا وهناك..!!ولعل النهضة التنموية قد تبدأ من شوارعها وليس من علو سطوحها..والكتاب عيونهم على الأرض، وهم يبحثون لهم عن السنديان والأزهار وشجر الحور والزيزفون الذي يزهر بالطبع ولا يثمر.. وكلما رفعوا عيونهم للسماء أعدوا النجوم، كي يبصموا عليها كتصويت عن التنمية الحقيقية في مدنهم على وجه الأرض وليس في الأجواء..

Share this content:
مسيرة موفقة
farahinoureddine@gmail.com
كل التوفيق