الكتاب والأدباء والشعراء عيونهم على الأرض ولا يرفعونها إلا كي يكتبوا نصوصهم عن مدنهم التي يقطنونها.. عبد الرحيم هريوى- جماعة المفاسيس -خريبكة اليوم- المغرب 

هنا خريبكة صور وتعليق بعدسة كاميرا لا ترى إلا الوجع الأليم- 

الحارة التي نقطها جزء من كياننا نسعد بتنميتها وتطوير مؤسساتها وبنيتها التحتية ونحزن لما يمسي جسدها منهك وقد تعرض لهزات، وتجمعت فيه كل العلل والأسقام وأمسى يحتاج لصيدلية بكاملها من الأدوية ، ولأطباء كثيرون من أجل تقديم هكذا وصفات طبية و تحليلات مخبرية لأمراضها المزمنة التي بدأت ترهق كيانها المتهرئ، وتنزف جسدها العليل بفعل التقادم.. ولم يعد ينفع معها لاعشاب ولا أدوية شعبية وعلى رأسها الكمون..

نعم ؛ عندما تصاب حارتك التي تقطنها بفعل الأنتروبولوجيا وقد أدمي رأسها بجروح غائرة من أحجار وزند يتطاير من هنا وهناك بفعل ريح صرصر عاتية ..وقد صدق الروائي والشاعر الأرجنتيني روبرتو آرليت الرائد المجهول للواقعية السحرية ،هذا الشاعر الذي انتحر سنة1948 يقول كلاما أدبيا ذو مغزى عميق :

من لم تلهمه الحارة التي عاش فيها لن يلهمه أي مكان في العالم ولو بوينس إيريس او باريس أو لندن..

 وكما قال الشاعر والناقد المغربي صلاح بوسريف في إحدى أجوبته، لما كتب كتابه عن التشدد والغلو والتطرف الديني في زماننا هذا ..أي عن ما الداعي أن يخوض شاعرا في مثل هذه الأمور ..؟؟

  • فأجابهم بمثال من التراث الأدبي القديم . وأعطى مثالا بأبي العلاء المعري في كتابه” اللوزوميات” الذي رد فيه عن فقهاء زمانه.
  • لذلك فالمثقف والشاعر والأديب والفيلسوف لا يتواجد خارج الوجود بل هو جزء منه، ويجب أن يقول قوله بلغته، وبخياله وتأمله في كل صالح وطالح؛ وكفى الله المؤمنين القتال..!!
  • وبذلك نثير ٱهتمام من يتحمل مسؤولية سياسة المدينة وتدبير شؤونها العامة من كل المتدخلين بأن شارع المسيرة الخضراء الذي تمت إعادة تزفيته لم تمر عليه إلا سنة ونيف وتمزق كما يتمزق الثوب.. وليس من رأى وشاهد كمن سمع.. أما شارع المغرب العربي فتحول لكارثة والذي يمر من أمام مقهى لاشوب و لوصيكا .فيستحيل عليك أن تمر من دون أن تتعب وتتدمر كمواطن محلي، وأنت تتلاعب بك أمواج الحفر من هنا وهناك..!!ولعل النهضة التنموية قد تبدأ من شوارعها وليس من علو سطوحها..والكتاب عيونهم على الأرض، وهم يبحثون لهم عن السنديان والأزهار وشجر الحور والزيزفون الذي يزهر بالطبع ولا يثمر.. وكلما رفعوا عيونهم للسماء أعدوا النجوم، كي يبصموا عليها كتصويت عن التنمية الحقيقية في مدنهم على وجه الأرض وليس في الأجواء..

Share this content:

  • Related Posts

    ابن طفيل؛عرفه الأوربيون بذكر بابن رشد.ونحن عرفناه بشارع غير صالح للجولان – عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    هنا خريبكة؛ وبكل المفارقات المقنعة، مع صورة اليوم،و بعدسة هاتفي .. وأنا أتمشى من هذا الشارع وبرمز من رموز الفكر الإسلامي في عصر نهضة الأمة الذهبي فكريا وحضاريا إنه الفيلسوف ابن طفيل وما أدراك ما ابن طفيل..!! إنه ظل ابن رشد العقل الفلسفي الإسلامي. وظل الغربيون يذكرونه بل اشتهر عندهم بذكر بابن رشد.. مَا لَنَا و مَالُ بال أبو بكر محمد…

    Read more

    هنا خريبكة ..كلما غبت عنك طويلا اشتقت للعودة إليك سريعا يا مدينة المتناقضات وملتقى العابرون والعابرات..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم -المغرب

    يقول الشاعر من عصر الجاهلية : ارجع إلى سكن تعيش به//   ذهب الزمان وأنا منفرد   وكنا نردد وراء حسن الخريبكي ونحن يافعين ” وخريبكة ما نخطاك حتى نموت حداك” ولم نعرف مدلول تلكم الكلمات من صيحات وأوجاع العيطة المرساوية، وهي العيطة الوحيدة التي استطاعت أن تنتشر خارج حدود نشأتها وتوطنت بوادي زم وانتقلت لكل الأقاليم المجاورة، وبسحرها في نفوسنا و بأسرارها…

    Read more

    One thought on “الكتاب والأدباء والشعراء عيونهم على الأرض ولا يرفعونها إلا كي يكتبوا نصوصهم عن مدنهم التي يقطنونها.. عبد الرحيم هريوى- جماعة المفاسيس -خريبكة اليوم- المغرب 

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب