
اليوم نعيش التآلف الاجتماعي التكنولوجي ،وبثقافة جد حديثة
رحمة الله على صاحب القلب الكبير الأديب والروائي المغربي” عبد القادر السحيمي” الذي كان يشرف على الملحق الثقافي بجريدة العلم سابقا ،إذ كان ينظر للنص ولا يهمه الشخص. لأننا إذا ما انطلقنا من الشخص فقد لا نصل إلى النص،ولذلك ظل صاحب نداء الشعر الشاعر المغربي صلاج بوسريف، يقول النص قبل الشخص..
أثارتني تدوينة غليظة فظة لأحد الكتاب المغاربة بالفيس بوك، والذي كتب فيها ما يراه عبارة عن حصار له ولما ينشره من نصوص أدبية بين قوسين. وهو الذي لا يقرأ للمتنطعين كما سماهم ،لا لشيء سوى أنهم أوصلوا له ربما هكذا رسائل تضمنت ما لم يعجبه..وبما يخالف مقامه الكريم في باحة العالم الأزرق، وسيلعبون جميع أوراقهم لعزله في الخانة المظلمة..لكن ما أثارني أكثر هو التحدي الذي لوح به الكاتب عينه في وجه الظلال الخفية التي تسعى لكسر عوده..وهنا تحرك التأمل في الواقعة كي نضع كل فريق في مساحة معينة فوق ملعب الصراع الفيسبوكي..
- وهل بالفعل هي معركة افتراضية بين ساكنة العالم الافتراضي بالعالم الأزرق.!؟
- وهل المثقف الحقيقي يبحث له في صراعات جانبية لا تسمن ولا تغني من جوع في زمن التهافت الكبير للكل فلا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى.!؟
- وكما يقول المصريون” المية تكذب الغطاس” أو تحت شعاركُن ابن من شئت واكتسب أدبًا يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ!
- فالذي له ثقة وشجاعة في عالم تدوين الحرف لا يهمه لا من صاحبه ولا من عاداه ما دامت المفصلة تعود لعالم التناص فالأجود هو الذي يلفت النظر وما بعدها خيالات الشيطان وتوهمات لا مكانة لها في عالم تدوين الحرف.
- إن الميزة الوحيدة اللازمة لكي يصبح الإنسان فيلسوفا جيدا هي قدرته على الدهشة.
قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك .فولتير
فهو كثير القراءة والمطالعة ،ولا يتكلم إلا قليلا،ولا يفتح قلبه لأحد في حديث من رواية ذكريات من منزل الأموات.
إن رأسمال الاتصال ،يمكن قياسه بنماذج الشبكة الاجتماعية التي تدريجيا؛ ستحل محل الرأساميل الاقتصادية والثقافية والسياسية التي تقاس عادة بالثروة..*1 والانتقال إلى مجتمعات ومدن ما بعد الحداثة كما يقول فوستر.
حققت إشباعا للحاجة الاجتماعية في التعارف والاتصال وإشباع الاهتمامات المختلفة للمشاركين المتنوعين ،من شتى أنواع البشرفي ثقافاتهم وأجناسهم وأعمارهم واهتماماتهم إلخ.. و الاتصال عبر الويب يمكن أن يزيد الرأسمال الاجتماعي الفكري*1
لعل المثقف في تجربتي المتواضعة عبر السوشيال ميديا أي المثقف الجديد، الاعتباري، الرقمي، لا يجب عليه أن يدخل في صراعات جانبية ..ولا يجعل من نفسه هوميروس ولا شكسبير العرب الجديد ولا ابن رشد ولا غزالي زمانه ولا يرمي الحجر على رؤوس كل من ينتقده أو يقول له ما لا يطريه بل المثقف العاقل الشجاع هو كالنخلة ترميه بالحجر وينزل لك رطبا جنيا بل هو كالأترجة ريحها طيب وطعمها حلو..
*1علم الاجتماع الآلي تأليف الدكتور علي محمد رحومة.

Share this content: