
في طيات النفس البشرية هناك دائما هاجس جاثم على كل أدوات القوة هو الخوف من فقدان أو خيبة أو غدر. لا سبيل للتعامل معه لأنه أصبح شيئا اعتياديا شئنا ام ابينا ،ممكن أن يكسرنا ،من كنا خائفين عليه من الكسر ممكن أن يخذلنا، من كنا نخاف الله فيه ممكن أن يؤلمنا من كنا يوما بلسما لجروحه ،ممكن أن نفقد من كنا نحافظ عليه، فكلما زاد حرصك في الحفاظ على الأشياء الغالية بحياتك يزداد احتمال فقدانها وخسارتها، والشيء الذي ينكسر قد يجبر لكن آثاره تبقى لتذكرك دائما بخطئك. فتنكسر نفسك بتأنيب ضميرك لأفعالك،ليس كل شيء ينكسر يرمى ونتخلص منه، هنالك أشياء عزيزة تحمل ذكريات نحاول ترميمها وإصلاحها ولا نتخلى عنها. الأشياء التي تكسر لا يمكن إصلاحها ومع هذا كلما كسر في حياتي شيء حاولت إصلاحه، فتحولت كل الأشياء حولي مع الوقت إلى مجموعة أشياء تم إصلاحها بعد الكسر عادت لكن لم تعد كما كانت. لا بد أن نؤمن أن الأشياء التي تكسر لا يمكن أن تعود، وإن عادت فستكون هشة ضعيفة معرضة في أي وقت للسقوط. كل منا يحتفظ بشيء مكسور لكن قلبه لا يطاوعه عن التخلي، لذا ما ليس لك لا تحاول أن تبقيه في حياتك بالقوة، لأنه لم يخلق لك بالأساس، حتى تكسب راحتك،إياك أن تصبح عبدا لأي شىء، لذلك لا تتمسك بأشياء تؤثر على حياتك بشكل سلبى، واعلم أنه حين تملك قدرة التخلي عن الأشياء، فأنت تملك قوة تفوق قوة تمسكك بها..! إن الإنسان لا يموت دفعة واحدة وإنما يموت بطريقة الأجزاء كلما رحل صديق مات جزء، وكلما غادرنا حبيب مات جزء ،وكلما قتل حلم من أحلامنا مات جزء، فيأتي الموت الأكبر ليجد كل الأجزاء ميتة. لا فائدة من البكاء على من لم يراع الله فينا و لدموعنا لم يرحم . فالكسور استحالة أن تجبر و في حالة ترميمها أبدا الخدوش لن تندمل الإنسان يشيخ عندما يتقدم به العمر، لكنه في الحقيقة يشيخ عندما ينطفئ ضوء ما كان في روحه. الكل يعاني في معركته الخاصة مع الحياة، كلنا لا نملك رفاهية الانهيار، الكثير من الضغوطات تحاوطنا في كل خطوة نخطوها، الكثير منا لا يحب إلقاء حزنه وإكتئابه وهمومه على أحد، الكثير منا لا يستطيع وصف معاناته والأشياء التي تؤلمه، نحن نحكي ونتحدث عن بعض التفاصيل والمواقف المؤذية التي نمر بها. لكن أصل تلك الأشياء لا تحكى ولا يمكننا التعبير عنها . هشاشتنا وأرواحنا وقلوبنا المجروحه ونحن نلملم بقايا مشاعر بقايا أجزاء مازالت شكوانا كقطعة زجاج حادة عالقة بحناجرنا . لله كم كتمنا وبحنا في طيات النفس البشرية…
لابد أن نؤمن أن الأشياء التي تكسر لا يمكن أن تعود، وإن عادت فستكون هشه ضعيفة معرضه في أي وقت للسقوط كل منا يحتفظ بشيء مكسور لكن قلبه لا يطاوعه عن التخلي، لذا ما ليس لك لا تحاول أن تبقيه في حياتك بالقوة لأنه لم يخلق لك بالأساس، حتى تكسب راحتك،إن مفاجاته تربكنا .نحاول أن نجاريه فلا نميز تلك اللحظة الجميلة إلا إذا اضحت ماضي و نكون قد ابتعدنا كثيرا وفقدنا كثيرا.إن سردها على المسامع تشعرنا بالانتشاء .الأرواح الجميلة تجبرك على أن تقترب منها وتستعذب حديثها لأنك تدرك أن قربها راحة ،وملازمتها سعادة.فالقلوب مهما اختلفت ، ففي صفو المشاعر تلتقي الناس ياسرها الكلام العذب والقلب يسمع ما يقول القلب.والروح تظما بالجفا ويصيبها،ويبل خاطرها الوفا والحب.

Share this content: