
بورك من جمع همة الشباب وحكمة الشيوخ. طه حسين
أن تكتب عن أبا تراب يلزمك الكثير من الحب، و فيضا غزيرا من ذبذبات نبل المشاعر الجياشة، عل نبض قلبك/ يراعك، يطاوعك في القبض على ممكناته الممتدة على ربوع صنيعه ..!!
بل يلزمك أن تتطهر من غيب الظنون ،ومن خطايا الأسئلة الجاهزة والملتبسة، حول ماهية وجود هذا الراهب العاصف بالصمت ،الطاعن في الحكمة ،و المجبول على عشق الابداع بين أحراش الاستعارات،واشتعالات المجاز، وهو الناسك في غزل الحروف ، الممسك عن لغو الكلام، الذي تلبسته فتنة الإبداع فأبى إلا أن يقيم في أعالي الدهشة، باحثا عن ذرر الجمال في كل مجال..!!
فهو”مجرة معارف وفضائل” حسب توصيف باذخ للشاعر الكبير بلحاج أيت اوراهام
إذ هو المبدع الساحر الذي يهش بيمناه على نصوص الآخرين، فيحولها إلى كائنات حية نابضة بالحياة، وحروفا تسطع معنى وجمالية في كوسموس البهاء.!!
أوليس هواأبو الأنوار
الذي مافتىءيشعل
لنا
قناديل المعرفة
والاشراق
في عتمات
الدروب ..!؟
إذن فلا جناح علينا إن نحن اقتحمنا مقام خلوته العامرة بتباث اليقين، قلاع غمضه المستبين ،ورمينا بدلونا في جباب فيوضه .!!
صنائع المعروف
جسر يعبر به
الإنسان من عالم
الأنانية إلى عالم
النبل والسمو
الروحي حيث
تلتقي النفوس
في أبهى صور
الإنسانية
-عباس الرشيدي-
تأسرني أرومة هذا النبيل الأصيل ، الحاتمي العطاء، وهو يوزع باقات نصوص وقصائد المبدعين على المنابر الإعلامية، سعيا منه للتعريف بها،وإبراز بواطن الجمال فيها ،بعد أن يكون قد شكلها بلمساته الشفيفة ،ودوزن عزف حروفها بسخاء عطفه .
أرمقه من بعيد.
أتحسس خطوه المحفوف بهالات الاكتمال، وهو يعبر واثق البصيرة، جسور التلاقي، صوب فراديس اللغة / كناية العبارة، يصيغ من الحروف دررا، ومن الكلمات أطواقا، يوزع قبلات الإخاء/ وداد العناق على الحاضرين باللقاءات الثقافية والفنية، فتغدوا الأمسيات الشعرية بحضوره قداديسا إنسانية موسومة بحبر المحبة، وتتحول الندوات الفكرية الى أعياد إبداع ضاجة بترانيم السماحة..!!
أترصد هسيس ظله الخافق ، ظله المهيب المشبوب بسرج الألق، فألفيه راهبا مبجلا يمتطي صهوة الوعي المنفلث من زوايا المعرفة والحكمة..
يعبىءالمحابر
بالضوء،
يشحد همم
الدواخل على
نواصي الحلم ،
ينشد خلاص
الفكرة من
رحم الغواية،
وفي غمرة الإدراك الغامر، يشب وقيد البوح في هشيم الذاكرة ، ثم يلوذ بالحب منتصرا
للإنسانية في أبهى تجلياتها .
وكأني بسريرته المضيئة تجهر بما قاله لاوتسو:” بقدر ما يعطي الحكيم بقدر مايغتني شخصيا”
إنه عبد المالك أبو الأنوار هذا المتعدد الشمائل والفضائل، المحمود الطباع، والمتبل بقيم المكارم و الوفاء الذي ما فتىء يزجل العطاء بلا مقابل “رجل قل نظيره في زمن الجحود والنكران إذا دنوت منه تعطرت بطيب اخلاقه ، وإذا هو دنى من علو حرفك تدانت اليك قطوف دواليه “
أتراني أصبت في رسم ملامح قلبه.. أجدت في تشكيل هيبة حضوره..!؟


Share this content: