
الشعر الجيد هو الذي يدهش بودلير .وهو الذي فيه موسيقى ورقص للكلمات بول ڤاليري .لذلك ينبغي لنا حينما نكتب الشعر ننحاز للبساطة في المعنى واللفظ ،أي السهل الممتنع ،وحتى يجد القارئ ضالته،وأن لا نغوص في التجريد والصعوبة في تفكيك رموز اللغة وتمثلاتها ،مما يجعل القارئ ينفر ويمل و القارئ عدو كما وصفه الجاحظ..
وقد يفهم البعض بأن كتابة الشعر الحر- أو الشعر المنثور أو الشعر الحديث، تباينت الأسماء والمعنى واحد، بل جد متقارب لأننا في الدراسات الإنسانية عندما نجد عدة تعاريف لمفهوم واحد أي أننا أمام مقاربة لم يحسم في أمرها بعد-هي الغوص في التجريد والغموض في المعنى.
- وجاء في دراسة عن الشعر المنثور والتحديث الشعري للناقدة المغربية حورية الخمليشي
- إن الذي يقرأ الأدب ،ومنه الشعر،يدرك بسهولة ،أنه لعب لغوي،سواء كان لعبا ضروريا تحتمه إمكانات اللغة المحدودة أم كان لعبا اختياريا.ومهما يكن نوعه فإنه يحب الانتباه إليه من قبل المتلقي…ولا غرابة في هذا،فقد أصبح من المسلمات القول: إن الخطاب الأدبي قبل كل شئ لعب بالكلمات..فاللعب الاضطراري أو الاختياري إذن هو صميم العملية اللغوية بعامة والأدبية بخاصة،والشعر بكيفية أخص- محمد مفتاح تحليل الخطاب الشعري
ع.الرحيم هريوى
فكرة تعكس شخصية الكاتب المتميز سي عبد الرحيم هريوى صاحب الرؤية الواسعة والعميقة ، بكل أريحية نقرأ لهذا الشخص المؤهل للكتابة الجادة كما أننا نشاطره في عدة مواضع تهم الإنسان بشكل ملفت وكبير ، فالشعر هو القدرة على شد القارئ إليك لينخرط معك في سماء الإبداع المعروض بدل جعله ينفر من القصيدة ، ولهذا يجب أن تكون الكتابة الشعرية الشاعرية في متناول كل عاشق للكلمة الوارفة ذات المعنى العميق والدلالة المرصعة بروح الإبداع النابع من أعماق الشاعر ، وسي عبد الرحيم هريوى على ما يبدو له رؤية واضحة في الكتابة الشعرية الشاعرية الممتعة بحيث يوضح على أن الكتابة البسيطة غالباً ما تكون مفتاح الاستمتاع والمتابعة المستمرة بينما الكتابة الملفوفة بصور غامضة تجعل القارئ يعيش بين مد وجزر وربما قد يمل من مضمون النص ويتركه جانبا منسيا على الرفوف .. لهذا السبب نجد العشرات من القصائد برغم جمالية صورها يتركها المتلقي خارج مدار المتابعة.. أتمنى أن يتفهم الجميع أبعاد طرح الأستاذ الجليل سيدي عبد الرحيم هريوى فيما يقصده في الكتابة الشعرية الشاعرية الممتعة الدافئة .
علال الجعدوني

دعني أجيبك أخي و صديقي الشاعر الجميل الأستاذ علال الجعدوني،بعدما أنبت عني في الشرح والتوسع والتوضيح الكثيف لما أردته بل أطلبه من الشعراء والشواعر عبر هذه التدوينة ،ووجهات نظرك على الدوام تحمل رؤية لمشروع حداثة القصيدة الشعرية المغربية.وكما يقول النقاد الشعر يأتينا من المستقبل وليس من الماضي ولا من الحاضر لأن الفلاسفة عقدتهم كتابة الشعر.فكم من فيلسوف هزمته القصيدة،وانصرف للفكر والفلسفة..
المهم في معنى القول هناك من الأحكام الشعبية ما يلعب دوره السوسيولوجي في حياتنا.والأمثال والحكم والأقوال لم تنزل من السماء.يقول المغاربة:” عيب لبحيرة تفتاشها” سبق لي أن زرت الكتبي صديقي بمكتبة قديمة قدم المدينة الفوسفاطية خريبݣة،وتجاذبنا الحديث بطبيعة الحال،عن حالة الكتاب،وتوزيعه والإقبال عليه،في زمن الثورة الرقمية والسوشيال ميديا.وأخبرني بنوع الكتب التي يتم بيعها طيلة السنة وبِنِسَبٍ مقبولة في ظل الأمية وتدني المستوى التعليمي والثقافي،وغياب رمزية الكتاب وشجاعته الإنسانية.لكنني لما سألته عن الدواوين الشعرية تبسم ضاحكا ففهمت أن الجناح الذي أشار إليه،تتواجد فيه دواوين ودواوين تعيش ما عاشه أصحاب الكهف سواء قصة قرآنية أم كنظرية أفلاطونية في البحث عن عالم الوجود والحقيقة..

هريوى عبد الرحيم
Share this content: