
في زمن اللاثقافة واللاسياسة واللاقراءة واللا..فمن واجب الكاتب والشاعر والمدون في زمنهم الرقمي والسرعة في المسح البصري،وغياب النفس الطويل في قراءة نصوص طويلة.فلا بد من تحول يواكب زمنه عبر كتابة نصوص قصيرة شبيهة بما ألف كتابته عبد الفتاح كيليطو وسبق له أن قال بأنه تمرن على ذلك انطلاقا من تمرين الإنشاء بالمدرسة الابتدائية وهذا بودليير يقول نكتب صفحات ثم نجمعها لنحصل على كتاب..
الحياة فرن وعجين وخميرة.لأن من لا ينظر إلى نفسه لن يعرف الحقيقة.عبارة مقتطفة من رواية زينة الدنيا -ح أوريد
مدينتنا الفوسفاطية في نظري فلسفيا فهي نائمة نومها العميق وغير المستيقظة بالمرة بل إنها راقدة رقود أهل الكهف ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا”وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا” الآية الكريمة. ..وقد طال سمرها ونشاطها وسهرها مع من يستفيد من نومها ورقودها من النخبة المنتخبة ومن يدور في فلكها. ولسان حالها يقول لأحرارها وأقلامها المشاغبة: « فلا تزعجونها عند صياح أول ديك وبزوغ اول فجر لها قد يأتي وقد لا يأتي بالمرة ، لانها تحتاج للمزيد من الرقود ،وحتى إذا ما استيقظت وجدت كل العالم حولها قد تغير وأمست مدن الإمبراطورية الكبرى مثل الرباط وسلا وفاس ومكناس وطنجة ومراكش وأكادير من المدن الذكية وبتنمية تشمل إنجازات من مشاريع ضخمة ..
خريبݣة يا صاح- بترخيم بلاغي لصاحبي- أويا صديقي في ساحة وغى الأقلام الشجاعة المدافعة عن مدينة تسكننا قبل أن نسكنها،ونتنفس هواءها رغم تلوثه،وماءها رغم مستوى جودته،و أشجارها ونباتاتها رغم قلتها..خريبݣة ليست ملك أحد ،ولا بٱسم أي أحد، ولم يتم تحفيظ أرضها إلا لمن يجاري الإسمنت والياجور فوق أي شبر من أرضيها بل هي ملك ساكنتها رغم ما تعرفه من تخاذل من طرف من يؤطرونها ويدافعون عن مصالحها عبر هكذا احتجاجات ووقفات ومسيرات ضد كل فساد وتراجع وتقهقر إذ تعانيه في مجالاتها التنموية وتعثرها إن هي وجدت، ونقص وتدهور في بنيتها التحتية بشوارع كارثية بكل المقاييس ،للأسف أحزاب اليوم بأذرعها النقابية كل شيء أمسى عندها بلغة المصالح السياسية والشخصية وبعيون جاحظة على صناديق زجاجية شفافة لانتخابات وشيكة، وهندسة غيبية لتحالفات بين الأشجار والورود والحيوانات وبسنا المصابيح والشموع على صفحات من في يده كتاب أو من يحمل الميزان فويل للمطففين ..وكلهم في أخر الجنيريك السياسي بعيونهم على الكراسي والحقائب ولسان حالهم يقول : عين ما شافت أقلب ما وجع” كل الأحزاب تغض الطرف عن بعضها البعض والضحية هم الساكنة ومستقبل المدن وتنميتها،والسياسة عندها في قسم الهواة لا تعرف إلا بكثرة اللغط والهدر والبولميك**المحاكمة لن تتم في حلبة السياسة لأن فيها تمحق كل العلائق الإنسانية.
**البولميك، أو السجال، هو خطاب أو كتابة أو مناقشة تهدف إلى دعم موقف معين من خلال مهاجمة وجهات نظر معارضة بقوة. يستخدم البولميك الأدوات اللغوية مثل الهجوم الشخصي، والادعاءات القوية، والتقليل من شأن الخصم، للوصول إلى هدف معين. منقول

تدوينة للأستاذ بركسى سعيد مشكورا
“ولسان حالها يقول لأحـرارهـا وأقلامها المشاغبة “
“ولسان حالها يقول لـشـرفـائـهـا وأقلامها المشاغبة”
ليس هناك أي اعتباطية في اختيار كلمات وألفاظ تسمية الأحزاب السياسية في العالم .. إنها غير بريئة على الإطلاق .. لأنها رسّخت معانيها وإحالاتها بارتباطها بسياق الاستعمال المجتمعي لها وليس بالسياق اللغوي التركيبي والترابطي .. فقد حلقت بعيدا ، وتجاوزت ذلك إلى ما هو أبعد وأعمق ..
إنـهــا تـخـاطــب اللاشـعــور
وتـدغـدغ مـشـاعـر الـجـمـهـور ..
ويـنـضـاف “الـشـعـار/الـرمـز” لـتـعـزيـز هـذا الـمـبـتـغـى فـي تـرسـيـخ الإحـالـة اللاشـعـوريـة وارتـبـاطــهـا بـالـمـشـاعـر دون غـيـرهـا ..
فـلـفـظـة “الاسـتـقـلال” فـي سـيـاق الاسـتـعـمـال الـمـجـتـمـعـي الـعـالـمـي تـحـيـل إلـى: الـرغـبـة فـي كـسـر قـيـود الـتـحكم ، والـتـوق إلـى حـريـة الـحـركـة ، والـطـمـوح إلـى الأفـضـل لـتـحـقـيـق الـشـعـور بـالـرضـا عـن الـذات ….
والـشـعـار الـذي يـرافـق هـذه “الـكـلـمـة” فـي رحـلـتـهـا الـوظـيـفـيـة هـو “الـمـيـزان” ، ولـيـس أي مـيـزان ! إنـه مـيـزان “الـعـدالـة” الـذي يـرفـع عـنـك الـظـلـم ويـعـيـد إلـيـك الـحـقـوق ، ويـعـدل بـيـنـك وبـيـن كـل مـن يـحـيــط بـك (إخـوة ، مـنـافـسـيـن ، خـصـوم ..) ..
ومـاذا يـمـكـنـك الـقـول فـي كـلـمـة “الأحـرار” وشـعـار الـتـعـزيـز “الـحـمـامـة الـبـيـضـاء”
Share this content: