
خريبݣة ؛ مدينة لا توجد أمها في العرس، لكي تضع لها من نصيبها قطعة لحم عجل لذيذ بمرق في الخبر..!
نبدأ ببعض التدوينات عبر الفيس بوك و محطة ايكس اخترنا منها مايلي :
بلغة الأدب نكتب سطورنا للتاريخ وللإنسان وللحياة المعطلة..مدينة الموت التي تكره قدوم المطر، لأنه سيعري شوارعها وأزقتها وتبدو كبحيرات لا ينقصها إلا الحيوانات البرمائية من بط ووز وسلاحف..!!!
هنا خريبݣة..وأنا أصارع الحفر اليوم بسيارة شاخت بالكاد تقاوم المأساةوكأننا تعرضنا لهزة أرضية.قلت أواسي نفسي دعك من كل هذه القصة.فنحن في المغرب عندنا أسبوع الفرس بالرباط والجديدة،و أسبوع الورد بقلعة مݣونة ولنا نحن في عاصمة الفوسفاط” أسبوع الحفر”…!!!
هي صورة واقعية عن مدينة منجمية في أكثر من قطاع حيوي .من عالم الرياضة نحكي لقرائنا عبر العالم ،بأنه كان لدينا فريق كرة عريق وكبير،وبعدها أغرق عنوة بفاعل مجهول حتى الآن وهو يتذيل الترتيب بالقسم الثاني في انتظار الهاوية. أي بأن موطنه في الغد كما أرادوه له. وهو في أعماق بحر لجي من الظلمات. فإذا ما أخرجت يدك لن تكاد تراها بشدة الظلام ؛ بل من شدة الظلمات، والتي تحجب الرؤية السليمة. أما التجهيز والصيانة فحدث ولا حرج عن شوارعها المتهرئة أمست خارج الخدمة وصالحة للخيل المسومة التي تجر خلفها الكاروات من القرون الغابرة قبل اكتشاف الآلة.. ولا ميزانية سنوية تخصص لصيانة وإصلاح الأعطاب والخسائر لما تم إنجازها من مشاريع للترفيه (نافورة ساحة المجاهدين -شبه منتزه في النهضة بمحاذاة الطريق صوب مدينة بوجنيبة -حديقة الفردوس …) وكل ذلك يروى من حكاية” ألف ليلة وليلة” وتنويم شهرزاد لشهريار حتى فجر كل صباح قادم ..ولعل ذلك في نظر الحكماء والفلاسفة السياسيين قد يعتبرونه ترفا لمدينة تطعم العالم.. فيكفيها الكثافة المعبرة من عدد الكوارو والكرارص والكرويلات والكلاب الضالة التي تجوب أزقتها وشوارعها، وكلما كونت لها فريقا من الكلاب طبعا، تجمعت واختارت لها مدارة معينة عادة ما تكون في وسط المدينة لكي تستريح. وتأخذ لها نفسا قبل أن تتم الرحلة عبر مسير وجولة داخل المدينة الفوسفاطية ولا حرج ..

ورغم تلك الحملة مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمنصة إيكس والفيس بوك لإيصال الصوت للجهات المسؤولة، و التي قام بها البعض من الرواد الغيورين على مدينتهم،لكنها ظلت بدون جدوى، لأنه في جهة الفريق الذي يلعب المقابلة السياسية منذ 2020 على أرض الواقع ، فكلهم في سباتهم العميق،فهم غير مبالين.. بل هم صائمون عن النطق والكلام وصامتون صمت القبور،وكأن ذاك الأمر لا يعنيهم ولا يقلل راحة بالهم لأن الأمر يدخل في مجال حقوق التعبير على حد قولة عدم التدخل في التعبير الحر و(بالفرنسية: laissez-faire) – وتعني حرفيا «دعه يعمل دعه يمر»..!

ومن ينصر خريبݣة؛ تلك البقرة الحلوب التي يذر ضرعها الضخم والكبير ما يشبع أمة العالم بكاملها،ومن يرد لها الجميل …!؟
الجواب : لا أحد من هنا ولا أحد من هناك ونتساءل فهل يعتبرون بأن واقعها الحالي المزري لعقود قد يتماشى مع سياسة المدن المنجمية عبر جغرافية وتاريخ الأوطان ..
- لكن السؤال الخطير إلى متى هذا العبث في دبي المغرب بالثروة لا بالتنمية.ومن يتدخل من أجل مدينة منجمية عارية الظهر من كل من يخدم مصلحتها أو يطرح مشاكلها المستعجلة بسلطان القرار..؟!
- الجواب للأسف : فلا أحد .
- لذلك نقول ما يقوله المغاربة ليس لخريبݣة المهمشة أمها في العرس كي تجمع لها قطعة من لحم العجل اللذيذ في قشرة من الخبز ، كما كانت تفعل أمهاتنا في الزمن الغابر القديم بالبادية .. لما كن ؛ يذهبن للأعراس،وكنا ننتظر عودتهن بشوق حتى نتلذذ بطعم لحم العجل المبلل بالمرق في جوف قشرة خبر بدوي من القمح يطهى في فرن محلي نسميه “إينور”لذلك ما لبثنا نقول نحن ولا من يجوز في حقهم أصل المقولة المشهورة “هم يعرفون من أين تؤكل الكتف”؟ ويبنون لهم ثروة لا تظهر إلا عبر الأقمار الاصطناعية أو عبر استعمال القوم للأشعة فوق الحمراء..وانتهى الكلام في زمن رئيس الحكومة الإخوانية بن كيران…!!
لذلك نستنتج عبر الحاسة السادسة من خلال القراءة العميقة للحال والمحال ونقول : إن خريبݣة لن تشرق شمسها إلا بعد أمة،التي قضاها سيدنا يوسف عليه السلام في السجن،كي لا يكون من الجاهلين..ورغم براءته من الباطل كما تبرأ الذئب من دمه عما ذي قبل..
ونعطي نتف من تراجيديا الجانب الإيكولوجي كذلك لمدينة خريبݣة التي تعيش في محيط جغرافي يسوده مناخ حار وجاف، يسبب لها ثورة من العجاج والغبار، فقد أزيحت غابتها أولا بدون بديل، وتحولت لحي الفردوس، وهو من فصيلة المعمار المغربي الجديد الذي يدخل تحت اسم السكن الاقتصادي .. وبلغة عصرنا الجديد ،وأزيح مؤخرا ما تبقى من شجيراتها في الطريق الوطنية عبر اتجاه برشيد الدار البيضاء لسواد عيون العقار.. و تعرت المدينة في فصل الصيف للرياح العاتية وللعواصف و الغبار والعجاج.. وكلما عاد المطر شتاءا و بقوة كما هو هذه السنة انفضح كل المستور للعالم ،و أصبحت شوارعها وأزقتها محفورة وازدادت حفرا، لكن السؤال بدون جواب ؛ فمن يدافع عنها في هذا الوطن العزيز ؟!
الجواب منتظر من السماء أم من الأرض..
وفي الأخير نقول :فقد يتفاجأ البعض ومنهم بعض المسؤولين عن الدعوة عبر صحوة النشاط الإصلاحي على مواقع التواصل الاجتماعي،والمطالبة بكل أنواع المساءلة والإصلاح من حكوماتهم كما من جماعاتهم البلدية والقروية المنتخبة، حملة اجتماعية رقمية كنموذج واقع الحفر الكارثي بشوارع وأزقة مدينة خريبݣة” العاصمة العالمية للفوسفاط

Share this content: