
-من يكون هذا الشخص؛ وكأنني أعرفه.!؟هذا الشخص ؛ربما ربما أكون قد رأيته في صورة سوداء عابرة، لا يظهر منه إلا نصف وجهه..نعم ؛هذا الشخص هو نفس الشخص عينه، وكأني رأيته بوجهه الكامل.. لكن أين بالضبط ..آه ؛ نعم ،كان ذاك في المنام..
..على وسادة الأحلام..
-لكنه ظل بالفعل كما تخيل إلي،وهو يجري هاربا بدون حذاء ؛حافي القدمين..شبه عار..تساءلت فهل هو من المتشردين أم من الحمقى والمجانين أم من إنسان ضاع زمانه ومجده في غفلة عين..فكم من نصاب كانت له ثروة عظيمة وهائلة وذهبت أدراج الرياح كما يقول حكماء القبيلة” الحرام كيتبع مولاه..” لا أدري بأي صيغة وبأي دلالة لغوية يمكن أن نفهم منطق روح هذا الكلام..وكان العسس يطاردونه ويحاصرونه من كل جانب وبلاهوادة..لكنني لم أعرف بالضبط ما هي تهمته..وكنت كذلك أناأجري خلفهم جميعا..و بكل جهدي أجري. كي أتقصى لي الخبر..وفجأة توقفت برهة ؛التفت خلفي بسرعة، فلم أكن أجري لوحدي خلف ذالكم الرجل.. الكل يجري..العالم يجري والكل يطارده بعدما انكشف أمره و جرائمه في حق الجميع..في حق التراب والهواء والنباتات والأشجار والحيوانات والجن والإنس وكل المخلوقات الحية..أي صار يشبه صورة الشرير، الظالم ،المتعدي، في عالم أفلام الرسوم المتحركة والكارتون للأطفال..
وفي النهاية ها هو قد توقف غصبا عنه..وأخير أمسكوا به؛ لم يبد ضدهم أية مقاومة..فتشوه بالكامل،ملابسه، جيوبه، وحتى جواربه ..إنه لايحمل للأسف هويته..فلا بطاقة..ولا ما يثبت هويته..ورغم ذاك قالوا : «هو؛ هو ولو “طارت معزة..» -إنه المشتبه فيه.. لذلك اعتقلوه.. بتهمة أنه مسجل عندهم بمجرم خطير ..كل شيء كان يقوم به في الظلام ..إهداره للمال العام عبر صفقات مشبوهة ..مشاريع مغشوشة ..”أوسير أسير“لقد ظل يكدس ثروته الهائلة غير الشرعية من زمان..متابعته بالفساد في كل شيء..الفساد الإداري..المالي..السياسي.. له مشاريع ضخمة باسم أسرته منها زوجته حلومة وولده الهبيل -فمن منا يا ترى الهبيل في زمن الهبل العظيم..!؟وكله كان خارج الخريطة الجغرافية حيث يقيم ..أما أنا ؛فقد حضرت بكل فخر ..وأنا الشاهد عبر التقاطي لصورة عابرة بواسطة هاتفي حينما وضعوا الأصفاد في يديه..وها هو قد حمل على عجل بواسطة سيارة الأمن لمركز الضابطة القضائية كي يبحثون معه عبر متابعته في ملف ثقيل جدا..وبعدها سيحاكم كشخص برئ حتى تثبت إدانته، في ظل دولة الحق والقانون..ولربما تنعقد في حقه جلسات وجلسات مرطونية، قد لا تنتهي إلا في ساعات متأخرة من فجر يوم جديد..وتكتب في حقه الجرائد الوطنية الكبرى بعناوين عريضة بارزة باللون الأحمر على صفحاتها الأولى :”لقد تم القبض على المشتبه فيه بتهم ثقيلة الذي ساهم في تبذير أموال عمومية بالملايير واختفائه عن الأنظار ..
-وفجأة؛ سمعت أصواتا مخيفة لطيور كالوبسات أربيها في سطح منزلي..وهي تتطاير بقوة داخل أقفاصها وهي تحاول الخروج للفضاء خوفا من شيء مبهم..سمعت كذلك أصواتا تتلاقى في الأجواء من خارج بيتي،وهي تناديني بآسمي ..إنه صوت ابني زهير وابنتي رجاء..انزل انزل يا أبي ..وبسرعة؛بسرعة نرجوك..ولم أفهم أي شيء إلا بعدما شعرت بتحرك السرير من تحتي بكل قوة.. وصوت كالصفير المدوي وهو يمر عابرا الأجواء..يحمل معه صوت الموت ،إنه الزلزال يضرب بقوة مدينتنا..هرعت للخارج وبسرعة هربا من الموت..وقلت حينذاك :حقيقة أن هناك دلالات كثيرة فيما يجري الآن على اعتبار بأن هناك مثل هذا الزلزال الطبيعي و يكون مصدره معروفا من أمر إلهي ..
- وهناك زلازل أخرى قد لا نعرف مصدرها قد يحدثها مثل هؤلاء الأشخاص في حلمي.وقد يملكون بحق نصف وجه بالفعل؛ وهم وسط غبش من الظلام يتحركون، يخططون،يتدارسون،يفكرون ،يتوحدون،وقد يحدثون بعد ردح من الزمان زلازال مدوية على مجتمعاتهم وأوطانهم بمقدار 07على سلم ريشتر. لكن الأثر يكون مدمرا و بليغا قد يطول ويطول ويكون جسيما على الحاضر و مستقبل للأجيال القادمة، ويحتاج لسنين وسنين كثيرة كي تتم معالجة تركتهم السوداء على البشروالتراب والحجر..إن وجد أهل الصلاح والإصلاح وما أقلهم لذلك يخبرنا عز وجل في محكم تنزيله عن ذلك بصيغة لها عبرة ودروس لأولي الألباب عن هؤلاء المصلحون..
- (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) صدق الله العظيم

Share this content: