
كلام عن سوق الفيس بوك الرقمي الجديد
بالفعل أمسينا في جوطية للخردة بباحة الفيس بوك، وجل البضائع المعروضة مزجاة إلا النزر منها..وفي غياب الوعي المجتمعي والمستوى الثقافي والمعرفي والتعليمي المطلوب والذي يعطي للنقاش الافتراضي القيمة المضافة المطلوبة كي تعم الفائدة ..!
ولا بد من دم أنجليزي تحت شعار : “وأعرض عن الجاهلين ..!“
كل نص فيه لمسة من الإبداع هو عنصر محط الصدفة..والإبداع هو أن نخلق أي جديد يدهش القارئ ،وهوتعاون ذكي ما بين العقل والخيال..ومتى لا نستطيع أن نبدع..!؟!عندما يقيد الفكر والعقل الخيال..
في رحبة سوق الفيس بوك الذي تظل أبوابه مفتوحة طيلة 24/24 و لكل من رواده مناصفة من الجنسين ،ولكل الأعمار ،ولكل الأصناف البشرية خيرها وشرها ،المهم أن تمتلك أداة من الأدوات الإلكترونية من هاتف ذكي أو حاسوب أو طابليت،ولك الحق في اختيار أي بضاعة تناسبك وتناسب تفكيرك وذوقك ،ولا بد لك أن تختار أوقات ولوجك إلى هذا السوق الرقمي الذي لا تتوقف فيه الحركة والجولان والمسح البصري الإلكتروني عبر كوكبنا الأرضي،فالبضاعة المعروضة تبقى قيمتها حسب عارضها بالطبع،وحسب النخب والمساواة الاجتماعي والفكري والطبقات الاجتماعية التي تطلبها ،فهناك البضاعة النادرة والقليلة والأخرى المنتشرة في كل مكان، و البخسة التي يطلبها من لهم مستوى اجتماعي معين والبضاعة المتميزة ذات قيمة أدبية وفنية وفكرية وثقافية ،التي يبقى لها قيمة لدى الفئات النخبوية و المثقفة من المجتمع ..
فمثلا قد تصادف في باحة السوق الفيسبوكي الأزرق حلقات منتشرة عبر مساحته الشاسعة الممتدة ،فهذه حلقة تجمهر حولها فئة من الرواد الذي ألفوا أن يتواجدوا خارج العصر وفي غياب كلي للثقافته العلمية والحضارية ،وإنهم يتقون في كل شيء ،وقد تحلقوا حول عشاب يبيع لمثل هؤلاء دواءه الذي يصلح لكل داء، من مرض الأمعاء والمعدة إلى البرودة و بوزلوم والشقيقة “والخالية “ هذا اسم هو مرض غير مكتشف لدى الأطباء في العصر الحديث بل متواجد لدى نساء البوادي والقرى، وهو ألم معوي تحت السرة،وقد أشار إليه الشاعر والكاتب المغربي عدنان ياسين في روايته “هوت مارو” مع أم البطل العوينة” ربيعة “التي أعطاها صفة ” البجعة” التي لا كلام لها إلا عن الأمراض والأولياء ..وهذا حكواتي يحكي ما يحكيه عبر سكيتشات عن واقع جاف ينتظر غيث السماء على حد تعبير الفنانان الشعبيان«نعينية أو زروال» لما سألهم في 1982 وهم يعيشون أصعب جفاف يضرب المغرب أتعرفون من هو “راه يحوم،لدى ناس الغيوان،فلا أحد استطاع الإجابة ،فقال لهم هو “الجفاف “أي لما كان الفلاح يأخذ حماره للسوق كي يتخلص منه لأنه لم يجد له كلأ،فلما يعود للبيت يجده أمامه كضيف ثقيل..وفي سوق الفيسبوك هناك الفضوليين الذين يراقبون عن بعد دون أن يظهر لهم أثر ولا ظلال في ممرات هذا السوق، و يتفادون الإعلان عن وجودهم كفلاسفة الإغريق لما كانوا يذهبون الأسواق لا للبيع ولا للشراء ولكن لدراسة العلاقات الاجتماعية بين الناس..
وكأن رحبة سوق الفيسبوك تشبه إلى حد ما السوق التقليدية الأسبوعية بمدننا المغربية.فكل ما تبحث عنه وتحتاج إليه ستجده منشورا بالصور والفديوات والإشهار والتعليقات والتدوينات سواء عبر المجموعات أو الصفحات أو الواجهات الخاصة على الفضاء الأزرق، من بينها بيع الكتب والألبسة بكل أنواعها وأصنافها للجنسين والأحذية و اللوازم والتجهيزات المنزلية والأدوية لأنواع من الأمراض الشائعة والخطيرة والمأكولات والطبخ والسيارات والدراجات والأعشاب والنباتات ..
وعبر الحلقة في باحة سوق الفيس بوك.فهذا مروض X من نوع أخلاقي – قيمي جديد، وهو يظهر علينا فجأة عبر تدوينة في صورة غريبة-عجيبة وهو يقدم لنا الذئاب المفترسة بقناع الحمل.ويستنكر الحملة الفايسبوكية ضد كل ذئاب الغابة حماية لحقوقهم في المراوغة والتنكر للحصول على فرائسهم من الغنم «الغنائم» وفي تمثيل رقمي يقوم به بوجه مكشوف أمام هؤلاء الرواد الذين ألفوا البحث لهم عن أشياء نادرة أو تحف أو استثناءات يجوز الإفتاء فيها بالشرع بين الحلال والحرام أو فيما بين المنزلتين.

Share this content: