في انتظار أن نرى النور. نص؛ رواية تاريخية عن بلدة المفاسيس،وفي جلسة أدبية صحبة هذا الظل الروائي المتميز،إنه إرنست همنغواي للبلدة الفوسفاطية..عبد الرحيم هريوى/ خريبكة اليوم / المغرب

بين ثنايا السطور

وكان لرائعة نور الدين بن صالح الزرفاوي (العصافير تهاجر لكي تعيش)تواجدها بيننا،والتي كتبت بلغة رائعة،تحمل كل صفات النص الروائي الجديد والجيد “الرواية الجديدة”آلان روب غرييه”وكأنك تقرأ للأمريكي،الشاعروالقاص والروائي إرنست همنغواي أو بورخيس أو غابرييل غارسيا ماركيز أو جورج أورويل.لذلك ما فتئت أعتبر هذا الكاتب الفسيسي الكبيرمن الأقلام العالمية، رغم أنه تحول إلى كاتب رقمي عبر نصوصه القصصية القصيرة،التي يبدع فيها بشكل من الأشكال.ولا يتلمس قيمة ما يكتبه هذا القلم إلا من اكتسب آليات القراءة الأدبية والنقدية والمنهجية والوجدانية لمثل هكذا نصوص متميزة.

في ذات مساء جميل؛ بمقهى بانوراما،وصحبة الروائي والمستشار الفلاحي المهندس نورالدين بن صالح الزرفاوي. صاحب النص الروائي الممتع ” العصافير تهاجر كي تعيش”لقاء ليس من أجل صلة الرحم فحسب للبلدة المفاسيس وتاريخها الذي يجمعنا،ويعطينا نفس الحياة المستمر،بل كذلك من أجل الحوار والنقاش، حول كثير من القضايا و الأشياء التي نتقاطع فيها وخاصة حول أغراض الأدب وعوالمه،ومناقشة بعض الأفكار لهكذا نصوص سبق لنا قراءتها معا “وداعا للسلاح لهيمنغواي / مائة عام من العزلة للكولمبي ماركيز صاحب جائزة نوبل في الأدب.خاصة وأن للأخ نور الدين نص يحكي عن بلدتنا جماعة المفاسيس في زمنين ،وقدخرج هذا النص للوجود من نقمة كورونا ، الذي كان في طيه نعمة،و نتيجة الحجر الذي استغله الكثيرون من المفكرين والكتاب والأدباء، إما في القراءة أو الكتابة .وكذلك كان بالنسبة لنورالدين بن صالح الزرفاوي، فرصته الذهبية في كتابة هذا النص ولا أروع،ولا أجمل،لذلك كقارئ أسميه بعد قراءته إذ أني لقبته حينذاك ” بإرنست همنغواي” للبلدة الفوسفاطية، لتقنية اللغة التي كتب بها ،وقد اقترحنا عدة عناوين للنص ذاك منها : “نور” و”الشمس التي تشرق من الجنوب” وبمشاورة أدبية مع صاحبي ؛الروائي الجميل والصديق مجد الدين سعودي..

وخاصة حينما تجالس روائي فوسفاطي من طينة هذا الرجل المشبع بقيم أخلاقية نبيلة،ونابغةزمانه،الذي نتقاطع معه في أكثرمن مسافة زمنية ودراسية وهوياتية،يجعل الجلسة فريدة من نوعها.وحدث لدي استثنائي،وغيرعادي بالمرة.وذلك لما لنا من أكثر من ذاكرة مشتركة،مكانية كانت وزمانية وتاريخية،لذلك هناك بعض الوجوه تعيدك لأطوارمن عمردفناه،وحين تجالسه تبدأ صحبته في رواية نصكما الشفاهي المشترك،لشخوص وأحداث وأماكن،شبيه بنص روائي،كتبه بدلكما التاريخ عينه،عن الزمن المشترك المطمورفي اللاوعي/اللاشعور،ولايمكن استرجاعه وطلب استحضاره إلاعبرهكذا لقاءات حميمية،يحضر فيه ذاك الزمن المشترك.

لذلك إني ما زلت ألح عليه من هذا المنبر الأدبي/ الثقافي، بأن يفكرمليا وبشكل عقلاني في مشروعين ،الأول هو طبع نور الطبعة الأولى وإعادة طبعة العصافير تهاجرلكي تعيش.لأنها تعطينا صورة عبر درما روائية، عن أبنائنا ومعاناتهم في بلد الغربة” إيطاليا” منذ تسعينيات القرن الماضي.وكم سيكون وقع هذا النص على نفسية جيل الألفين2000 لما يطلع على هكذا نصوص شبه واقعية..

Share this content:

  • Related Posts

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    عبد العزيز برعود. المغرب تقديم: تتربع الشاعرة المغربية نعيمة معاوية على ضفاف التجربة الشعرية المعاصرة كصوت نسائي متفرد، يكتب من عمق المعاناة، وينتصر للأنوثة والروح والجمال. في قصائدها نلمح نبضًا إنسانيًا شفافًا، تتداخل فيه أبعاد الحب، والفقد، والانتظار، والتمرد، والموت، في مشهد شعري أقرب إلى صلوات الذات في محراب الوجود. وما بين (رقصة موت)1 ، و(أغار)1، و(قيثارة الحب)1، و(لا تسلني)1، وغيرها،…

    Read more

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    ما دونته اليوم على حائطي الفيسبوكي كتعبير عابر عن ما خالج الكيان من أفكار عن الواقع والبشر والأخلاق وما أفسده الزمان من هكذا سلوكيات   في هذا العالم، لا يوجد خير مطلق ،ولا يوجد شر مطلق ،الخير والشر ليسا كيانين ثابتين ومستقرين ، ولكنها يتناوبان مكانيهما باستمرار .فالخير قد يتحول إلى شر في الثانية المثالية والعكس بالعكس .كانت هذه هي حال العالم…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب