
عبد الرحيم هريوى
خريبكة اليوم / المغرب
عدت في دقيقة صمت..
وعبرت مساحة لم تمت..
ومررت بأصوات تتلقفني وصور من خيالات في كل مكان مشتت حينما مشيت.
تساءلت:
كم يعيش البغض فينا والكره ولماذا لم يمت أبدا..!؟
تساءلت :
عن وجوه بشعة كريهة كم بأظافرها لأجساد جرحت..!؟
وكم منها من عيش القبح ما تعبت..
شعرت بثقل الزمان وتقوقعت نفسي و حينذاك توقفت..
سلمت على مقبرة التاريخ حيثما مررت..
التفت خلفي كي أرى.
هل من أحد أم أنا لوحدي في ذاك المكان.
وأنا للذة الحياة ها هنا من زمان طويل فقدت.
شاهدت ما شاهدت.
صور من الخيالات لأشباح وجوه قبيحة.
تطاردني حيثما صددت.
تكلم معي زعيمهم محذرا: إياك أن تعود للمقبرة مرة أخرى..!
وتنبش بين رفات عظام وتراب قديم..
وتقرأ أسماء الموتى وتعيد تلاوة ذكريات حزينة ماتت.
وحتى لا أطيل عليك اللهم إنني لك قد نبهت وباسم شياطين المكان لك قد بلغت..!
تنهدت ثم تنهدت وللمرة الألف.. !
تنهيدة من أعماقي وتشقق صدري بألم وظلم عظيم أتعب روحي ما للغدر تحملت.
وبدوران شعرت وقلت للسماء :
فهؤلاء لم يموتوا وهؤلاء لم يتفرقوا
وهؤلاء لم ينسوا نذوب جروح بدم كيد سلت.
تركت المقبرة خلفي..
حيث ذاك التاريخ الأليم دفنت..
ولما للبيت قفلت.. وضعت رأسي على الوسادة ونمت.
وفي عالم الأشباح والأشرار تهت.
وبين صور ظلام و لحظات سنين حزينة عشت.
وكتبت من الكلمات ما كتبت.
وكل صغيرة وكبيرة في الصدر قد وشمت.
Share this content: