في سفرنا الجديد عبر القراءة لتراثنا الأدبي القديم مع ليلة العرب كما يحلو للغربيين تسميتها –

صدق صديقنا الكاتب الرائع؛ والإعلامي الثقافي، الواسع المعرفة ” د.ياسين عدنان” الذي أتحف قراءه مؤخرا بعد جائحة كورونا بعنوان مغربي مثير للجدل-مائة في المائة- يحكي فيه ما يحكيه عن” مراكش المدينة العالمية التي كتب عنها كتاب كبار عبر الزمان { هناك العديد من الكتاب الذين كتبوا عن مدينة مراكش، سواء من المغاربة أو من جنسيات أخرى}. بعض هؤلاء الكتاب تناولوا المدينة من جوانب تاريخية، وآخرون من منظور أدبي وثقافي، وآخرون ركزوا على جوانبها الاجتماعية أو الدينية-*.أمثال صاحب رائعة 1984 الأنجليزي مبدع صورة بطله الأسطوري الأخ الأكبر جورج أورويل،وإلياس كانيتي: كتب عن “أصوات مراكش” وأضيف أخيرا آسم لكاتب جديد في سحر ساحة جامع الفناء للتراث الإنساني، والذي جال بخياله الأدبي، وما جمعته ذاكرته البصرية والزمانية والمكانية عن كل أحيائها القديمة منها والحديثة،وعن طريق أحد أقلام أبنائها الأبرار في نصه الرائع والجميل ذو شجون، لكل من قرأه من محترفي النص الحديث ” هوت ماروك ” فقد قال عن أيام شبابه -يا ليث الشباب يعود يوما !!- وهو يتمنى لو توفرت له الفرصة مرة أخرى لكي يحيي التاريخ من جديد… ويعود في يوم من الأيام كي يقضي صيفا قائضا جديدا بالشياظمة – الصويرة – كما مر به في زمنه الماضي بنفس المكان، صحبة أخيه الشاعر، وهو منعكف على قراءة أيام العرب ( ألف ليلة وليلة ) …نعم ؛ إنها لمصادفة عجيبة بالفعل بأنه يتمنى لو أنه عاد لنفس المكان ثم أعاد قراءة -ألف ليلة وليلة- وذلك لقيمتها الفنية والأدبية وما تعطيه من أوكسجين جديد للخيال والإبداع في السرد الحكائي لدى الكتاب عبر الزمان… 

وهناك من الروائيين اليوم؛من يقول بأن “سيرفانتيس” استطاع التأسيس بالفعل لكتابة النص الروائي الحديث ،وأي كاتب لم يقرأ لصاحب رائعة دون كيشوت دي لامانشا فيكون بعيدا عن أسس النص الحديث بطريقة ما…

أما نحن الذين ننتمي لهذه الأمة، فلا بد لكل مولع بالقراءة والكتابة أن يبحث له في تراثه الأدبي القديم، وهو يقرأ لأبي العلاء المعري رسالته وللمتنبي ديوانه ولسان العرب… فلا بد له بأن يقرأ أهم ما تركه وكتبته العرب قديما ككنز أدبي وجمالي وخيالي، ما زال الغرب يهتم به أكبر اهتمام عبر جامعاته العالمية…وكلما زار القارئ العربي- المغربي الكبير والمتميز الذي نال جائزة النقد للملك فيصل مؤخرا عبد الفتاح كيليطو{ في العاصمة السعودية الرياض، كرّمت جائزة الملك فيصل علم “النقد الممتع” المغربي عبد الفتاح كيليطو، قائلة إنه “أبرز النقاد في السرد العربي القديم والنظريات الحديثة}.هسبريس -إحدى الجامعات الغربية وأراد أن يحاضر طلبوا منه أن يكلمهم “عن ليلة العرب” هكذا يسمونها ،وهو الذي قال بأن بالزاك وبودلير وألبير كاميه وغيرهم من الأدباء الفرنسيين لم يستطيعوا أن يتخلصوا من سرد شهرزاد في كتاباتهم…

*منقول

Share this content: