
في مناجاته لليل الشاعر المغربي أحمد نفاع في بوح صوفي عميق.عن مجموعة “عزف على ضفاف الخريف “
وهذا الليل
كأنه قطعةٌ مني
سكونٌ نائمٌ بين رفوف
غَنَجُ أضواءٍ
وهَسيس
مِحراب ناعس
بين يديه أُدِين بِملة الصمت
أرقن وجودي بقلب يهتز
كلما استحضرت اللغز
أناجي وأنا أمشي
خاشعاً أهيم
بعيداً
لا أعود
إلا مع الفجر.
لي قال الليل / لستَ وحدَك
مَن يدفن أطرافه
تحت رماد
الفقد
ولا وحدَك
مَن يَزف نواياه لِغدٍ
لا تريده مقمطاً كما الأمس
له قلتُ /
كأنك بعضاً مني
كأنك وتيني / وأنا أعبرَكَ بِأرَق
بزئير تعتقله قوافل عواء
أتعثر بِنوباتِ مواء
فأواسِي زفراتٍ
تذرف التيه
وكأنك أنا
سيلُ امتدادي
بِرَاياتِك أيها الليلُ
بين مُتُونِك أكون مُضاءاً بسواد
أُسرِفُ في كنسِ
نيِّئَ الكلام
والأوهام
أُلبِسُ أحرُفي إسدال الصوفيين
وأرتل آياتِ السفر
إلى مدائن
النداء..

Share this content: