
تعليق / قراء مائزة ماتعة بقلم الناقد المتميز الأستاذ محمد لطفي
للنص الشعري المعنون ب [ البارحة ،كنت في عيد /هو ليس ككل عيد للشاعر أحمد نفاع ]
نص القصيدة /
البارحة
كنتُ في عيد / هو ليس ككل عيد
لاحزيناً ولا سعيداً
كنتُ ..
أحمل فوق رأسي
وشومات ومتاع قصائد
وصايا الأجداد مثقلة
نائمة بين متون
كلم
البارحة ..
كانت القوافي عارية الصدور
يرقصن بين كؤوس
ونخب الماء
والشاي
على
ثغر الشعر
اِستوطن السؤال
صرخ وقال : يا للفجوة
بين صوتي الرخو
وبين ألسن
دوار
كثيرةٌ
هي الأعياد ..
بلا شموع / بلا فوانيس عشق
نسائم أيام/ بلا شموس
ما فتئت تتبخر
كعَرق صيف
أو
كسراب.
قال الشعر
أنا كلي بريء
من طمث محابركم، من صرعكم
بريءٌ من قنص نوتات
وسطوة حب
الظهور.
إني في ضيقٍ
أسكنُ أرواحاً / تتزين
تحصي الأنفاس برموز زرقاء
وأحمر جِيمات ( J’aime )
باردة ميتة
لا
تنبض
نام الشعر
وهو يهذي / أمازلتُ ..
أنا البوح والوحي الشهيق والصمت
لا أبصق على الأرض
ولا أنفخ
في
الرماد ؟
أحمد نفاع
المغرب
التعليق عن القراءة..
بجميل القول الشعري الماتتع الرائع، تحتفي شاعرنا الكبير بذكرى عيد الشعر، احتفاء واحتفال مصحوب بطقوس وقرابين ثمينة تليق بالمقام والمقال. في حضرة رقص الكلمات الأنيقة والرشيقة في حضرة ايقاع وأوزان القوافي المتناغمة والمتناسقة، احتفاء واحتفال بعيد الشعر والشعراء وسط أهازيج ومعزوفات تصدر انغتاما مقدسة تشفي وتضمد الجراح الغائرة التي اصابت هيكل الشعر في وقتنا الراهن؟! وسط أهازيج وانغام تشد الروح العليلة وتعيد إليها الحياة، ليثني فيها جذعا كي اشاركك واقتسم معك فرحة هذا العيد الذي ليس ككل الأعياد . أكيد عيد الشعر ليس ككل الأعياد التي تبالغ الايادي الرسمية في تصنعها ووضعها. تسبقها النيات المغرضة التي سرعان ما يخبو بريقها وسرعان ما تذهب بهرجتها..(…يابني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدون لك كيدا…) قرآن كريم. نص شعري جميل جدا ورائع جداً. يطرح العديد من القضايا والمواضيع والتيمات الادبية والنقدية والفنية والفكرية والثقافية. الشعر بين الماضي و الحاضر والمستقبل، الشعر في زمن تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتقنين وتقليص وتحجيم مسافات التفاعل والإنفعال مع الخطاب الشعري. التحكم الجائر في إرسال وتلقي مضامين الخطاب الشعري. الخطاب الشعري ومواقع التواصل الإجتماعي وظاهرة دعاة الشعر والكل يريد ان يصبحوا شعراء مع العلم ان الشعر رساله وامانة ومسؤولية. مع العلم ان الشعر قضية وكل شاعر بدون قضية لا يمكن اعتباره شاعرا. الشعر والرسالة الإنسانية العظيمة النبيلة؟! في ابعادها العقلانية الفكرية المعرفية الوجودية الفلسفية والاخلاقية الشعر والرسالة والوجداني العاطفية. نص شعري مهيب يليق بهاته المناسبة الغراء . ارجو ان تقبل مني هذا التعليق المتواضع تحياتي وكل التقدير شاعرنا الكبير الاستاذ الفاضل احمد نفاع.
إعداد محمد لطفي

Share this content: