
قراءة عامة لرواية “هيلانة” لعلي أفيلال
اليوم أنهيت رواية “هيلانة للروائي المغربي علي أفيلال و التي مر على كتابتها ما يربو عن ستة عشر سنة ( 16 ) و ما زالت أحداثها حية تجعل القاريء يتمتع بلحظات وهو هائم في عالم عباراتها ومعانيها اللغوية والأدبية والتي تشدك إليها عن طريق لعبة الكتابة التي مورست باحترافية في كل فصولها و أنت تشارك الكاتب عوالمه الدفينة وتشارك معه لحظاته الشاعرية…ومن خصوصياتها أنها لم تجعل القاريء يشعر بالملل والرتابة بل تدفعه لحظات حميمية للكاتب وهو كنحلة تتنقل بين حقول وحقول لتجمع لها أحلى وألذ عطاء !!!
فعلا؛ أفيلال له من التجربة الأدبية ما جعل روايته “هيلانة”تعبير صادق عن واقع معيش وطفولة محرومة وقرى مهمشة وسلطة طاغية ووسط هذه التناقضات يعيش الشرفاء بعزة نفس ويعيش هناك الحب العذري لفاضل الذي يفقد محبوبته ” شهيدة حب “:بقدومها على الانتحار لرفضها الزواج من القايد كوسيلة منه لإذلال والدها شيخ القبيلة وأحد شرفائها… و عيشها في كيانه العميق كحب رمزي لا يفارق مخيلته ووجدانه الباطني، وحب واقعي مع الكاتبة كوليت التي أحبت فيه الطفل والحبيب في شخصية فاضل ، والحب الثالث للناقدة عائشة وهو الحب الممكن في إطار عالم الكتابة والأدب..
إنها رواية أدبية لكنها وليدة واقع حي في باديتنا المغربية بطقوسها وتقاليدها وأعرافها…
…لكن ليس من سمع كمن رأى ..فلكل ملم قراءته و لكل أديب اسقاطاته وثقافته ولكل ناقد رؤية تحليله لهذا لا بد أن نستأنس بالكتاب بين أيدينا و نجالسه حتى يكون حكمنا ذا مصداقية أدبية .

Share this content: