
المتلونون يصعب العيش معهم،فلا يمكن أن يكون التآلف والوداد مع إنسان كنت تظن أنه البلسم الشافي لجرحك، وصرحك العالي في بنيانك وحلمك الوردي، لأملك.فتاتيك الصفعة من اليد التي كنت تنتظر أن تمد لك بالعطاء،وتركلك القدم التي كنت تظن أنها معينك، ويهجوك اللسان الذي كنت تظن أنه لسانك.حينها تسقط الأقنعة،فتفقد الثقة فيمن حولك، فيتغير حالك. فبعدما كنت تقدم نفسك هدية لمريدها،فتصبح تتفحص الوجوه لعلك تكتشف الحقيقة قبل أن يسقط القناع. وهل هذه الوجوه حقيقية أم إنها وجوه من ورق تهوي بها الريح فترميها بعيدا؟؟فأصحاب الأقنعة عندما تسقط أقنعتهم لا يتألمون ولا يندمون ولكنهم ما يلبثوا إلا ويرتدون قناعاً آخر،فما عليك سوى أن تتريث قليلاً قبل أن تثق بأي وجه تقابله حتى تعلم ما هي نيته أمامك، وقبل أن تتسرع وتنطق بأي شيء أنت لا تعلم ما هي مخططاته . احذر من أن تصدمك،وبعدها لا تستطيع أن تسترجع حقوقك التي سلبت منك بسببه.فكم هي كثيرة تلك الأقنعة التي سقطت سهواً دون أن يعلم بها صاحبها أحياناً وقبل اكتمال مصالحه، وبعدها أصبحت حقيقتهم لا يستطيع أي قناع آخر أن يستر عليها بعد أن كشفت.
القناع لا يسقط إلا عند أصحاب الدنيا وطالبي المصالح الرخيصة. والذين بنوا علاقاتهم على أهواء أنفسهم، فهؤلاء أقنعتهم من زجاج كسرها لا يجبر، وأما أصحاب المبادئ الزكية، الذين تربوا على الصدق،فشأنهم معك إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وتبقى حقيقتهم كما هي لا يسترها قناع، ولا تدنيها مصالح.
لبريز لطيفة
Share this content: