
نحن في زمن الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي والتحولات التقنية والتكنولوجية في مجال الإعلام والاتصال والتواصل الكبرى.. والعالم اليوم غير عالم الأمس..والصحافة والإعلام لم تبقى رهينة المؤسسات الرسمية. والوجوه؛ وأسماء من أعلام لأشخاص بل هو سوق رقمي كبير تعرض فيه كل أنواع البضائع، منها ما يستهلك بنهم ،ويبقى الإقبال عليه وأكثره من الروتيني اليومي والتفاهة، وما تحت عتبتها. ومنها ما يعرض على الهامش و الرصيف..والكل يتهافت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والكل يغني على ليلاه..وصار التعليم عن بعد..والشغل عن بعد..والتواصل وإيصال الرحم عن بعد..والتجارة الإلكترونية عن بعد..والوجبات السريعة عن بعد..والتصويت في الانتخابات هي الأخرى عن بعد ..والحصول على تذاكر السفر عن بعد..وحتى من يطبل لكسب ود ذوي نعمته أمسى عن بعد.عبر كتابة هكذا مقالات رقمية يومية كلها مدح من إنجازات له عن فلان وترتلان وتواجد ونظافة ،وحتى ولو أن ما يقوم به بكل مسؤولية يدخل في إطار عمله المفرض وهلم جرا…
فهل نحن مقبلين عبر الزمان الرقمي هذا عن دفن الماضي جملة وتفصيلا ، ومعه كل شيء طبيعي كان يوما في حياتنا يمثل نوعا من اللذة والإحساس والمتعة والسعادة، واليوم عبر الأجواء الفضائية والأقمار الاصطناعية والكابلات البحرية نعيش اللا واقع واللا إحساس واللا وجود..
- فهل تمشي كل علاقتنا الاجتماعية عن بعد ولربما في انتظار علاقات شبه زوجية وبدون نسل وكلها عن بعد..وعن بعد.. وعن بعد..؟؟
اليوم نعيش ما يسمى بالصورة المعلوماتية في مجال الاتصال والتواصل والإعلام ،إنه زمن رقمي جديد،أما ماضي الرسميات والتقنين والتشريعات للحد من الحريات الفردية والجماعية في التعبير والكتابة والنشر.. فما يحتاجه المرء اليوم إلا فتح حساب إلكتروني في أحد المواقع الاجتماعية وهاتف شخصي، ويمسي هو عينه مشروعا إعلاميا وصحفيا صورة وصوتا وتعليقا ..وهذا ما أدلى به رئيس الناشرين ومدير مجلة الأيام الأخ نور الدين مفتاح بكل شفافية بقناة télé maroc وأما زمن تكميم الأفواه فقد ولى والجرائد الناطقة باسم الأحزاب والنقابات قد ولت ودفنت في الضمير الجماعي ..
- فهل من قارئ لصحيفة وطنية اليوم ..!؟!
- فكم يتم طبعه منها؟!
- وكم هي المبيعات..!؟
- وحتى نكون موضوعيين في تعليقاتنا ففي زمننا القديم كنا نحمل بدل الهواتف الذكية عناوين من منابر لأسماء جرائد و كتب. واليوم الكل يحمل حاسوبه الشخصي وهاتفه الخاص ومحفظته على كتفه..وكأنه صورة لكائن رقمي فضائي يمشي على كوكب الأرض..

تدوينة في سياق الموضوع :
«نـحـن فـي زمـن الـثـورة الـرقـمـيـة والـذكـاء الاصـطـنـاعـي والـتـحـولات الـتـقـنـيـة والـتـكـنـولـوجـيـة فـي مـجـال الإعـلام والاتـصـال والـتـواصـل الـكـبـرى.. والـعـالـم الـيـوم غـيـر عـالـم الأمـس..»
فـإنـمـا هـي إلا وسـائـل وأدوات يـخـوض بـهـا الإنـسـان (ابـن آدم) مـعـركـتـه الأبـديـة مـع الـشـيـطـان ، وإلا فـإن قـواعـد الـمـعـركـة وقـوانـيـنـهـا لا تـخـرج عـن إطـار ثـتـائـيـات الـتـضـاد الـتـي سَـنَّـهـا اللـه جـل جـلالـه فـي خـلـقـه مـن:
ثـابـت # مـتـحـول
جـسـد # روح
خـيـر # شـر
جـنـة # جـهـنـم
إيـمـان # كـفـر
تـقـوى # هـوى
يـمـيـن # شـمـال
… … …
إنـهـا الـثـوابـت الـتـي لـم ولـن تـلـحـقـهـا أي تـغـيـيـرات مـهـمـا صـغُـر حـجـمـهـا ، ولـن تـلـمـسـهـا أي ثـورة مـهـمـا عـظُـم شـأنـهـا !
سُــنَّــة اللــه فــي خــلــقــه .
Share this content: