

الصورة اليوم تحكم العالم الافتراضي بامتياز ..
الصورة عادة ما تكون بريئة بطريقة ما أو عفوية تلقائية بل هي في عمقها السيكولوجي ذات رمزية للإنسان ،للجمال، للكيان ،وأيضا للسؤال كذلك ..
الصورة والتقاطها بالمكان العام تعزز وجودنا الأدبي والجمالي والثقافي..
ونحن عبرها وبلا شك قد نسجل حضورنا الاعتباري والرمزي والوجودي – الذاتي..
وبالقرب منها؛ أي الصورة الشخصية لنا، أو للطبيعة بكل مكوناتها، و للمكان، فبأقلامنا نحاكي واقع الصورة تلك و بأصوات من أجراس رنانة من الكلمات المنتقاة بعناية و تركيز من الوعي واللاوعي، ومن الشعور واللاشعور،و أشياء وأشياء نتقاسمها عبر العالم الرقمي مع كل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف أسمائها. وتبقى الصورة بجماليتها ورمزيتها سفيرة سلام لنا عند جمهور القراء، والتي تطلبها في منزلة الكلام المدهش والمسموع والعبارة القوية والشيقة،والجملة الفكرية والفلسفية عبر نصوص مقالاتنا المتنوعة التي ما فتئنا ننشرها كي نعالج من خلال سطورها هكذا ظواهر اجتماعية سلبية سياسية كانت أو بيئية وثقافية وأيديولوجية.ونحن لا نسعى كي نظهر عبر الصورة بكل ثقل نحمله على أكتافنا، ولا نقدر على حمله. فلا نجعل حينها من صورنا وظلال أشخاص بالقرب منا عبر لحظات عابرة في توزيع الأدوار تحت أضواء كاشفة للبحث عن الترند أو البوز بلغة الرقمي الجديد.وفي كل يوم لنا، شمسه تحجبها حقائق دامغة غير معلنة و بصراحة، لكن نحن نقتبسها بطريقتنا الخاصة عبر مسح بصري عميق لكليتها والتي نفكك رمزية زمانها ومكانها وشخصياتها وما تقوله من كلام لنا عبر الصورة تلك.وإذ ذاك نقول ما لا يسمعه إلا من هم أدرى بها تعبيرا وصدقا بعالم السوشيال ميديا اليوم..
وللأسف؛ أمست الصورة تعبر عن نفسها عبر” سيلڤي” إذ نسعى من خلالها إلى تضخيم الذات عبر اللاوعي الذي يحكمنا من حيث لا ندري حسب فرويد في تحليله النفسي للأنا والهو واللاشعور،وإعطاء رمزية للوجود الأكبر لنا في ظل يحجب الرؤية لدى الآخرين عن كل مخلفات ورواسب من حياة حقيقية قد نغلفها بألوان زاهية تحملها الصورة معها، وحتى نمجد الذات ونمدحها بشكل أسطوري في غياب تجليدها أي بمعالجة منا لكل النواقض والنواقص فينا، و التي نستشعرها في الأماكن المظلمة عن الذات المسيطرة عينها .والإنسان هو نفس الإنسان أي أنه من طبعه يحب المظاهر والنرجسية المغلفة بالأنا الأكبر. وعالم اليوم كله يعيش لحظة التواجد الفرداني وشخصنة الذات، والأنا الأكبر.لكن بحق نقول: فكل من يعيش حياة الكتب واستفاد من ما تنتجه الأقلام الحية عن سلوك البشر والقيم والأخلاق لابد أنه سيعمل بما في وسعه حتى يحسب كل الخطوات،وحتى يدرك مسبقا وهو ينشر صور ألبومه في كل لحظة من اللحظات مزهوا بطريقة يغيب فيها السؤال الذاتي، وفي كل لقاء له، وفي كل حضور يبتغي به الشهرة وسطوة الأنا الأكبر، وكما أمسينا عليه وأصبحنا صرنا نسلم على بعضنا البعض بالصور الشخصية في غياب أية مراقبة ذاتية تذكر ،وذاك الخطر الداهم الذي يقتل فينا تواضع الفلاسفة. وهي صور تبقى برمزية منها ما هو ظاهر وأخر مستتر و التي التقطناها في شتى أماكن و جغرافية تحكمها الفضاءات.
الصورة كما يقال هي خيال من خيالات وجودنا، صرنا نتحكم فيها عبر ما ابتكرناه من تقنيات رقمية تعطي مسافة بحرية فردية يجب علينا التفكير في حسن استغلالها. ولا تكن صورنا تلك تتخذ صبغة صور عشوائية و لا مغزى ثقافي أو أدبي ومعرفي من نشرها صحبة نصوص نبدعها ومقالات معرفية وعلمية أو لحظات ذات رمزية من حياتنا .
Share this content: