
حواسنا هي السجن..والصعود من الكهف هو ارتقاء النفس من سجن جهلها إلى العالم العقلي الأعلى
100فيلسوف.ذ/جمال هاشم
قال صاحب رائعة «المغاربة» إنها رواية القرن، كما يسميها بعض النقاد المغاربة ،ولم يكتب مثل هذا النص لقرن من الزمان، وما زال يلقى بظلاله الفكرية والأدبية في الساحة النقدية المغربية،كما أنه ما زال يعرف نفس الإقبال من طرف القراء كما بدأ أول مرة ..
ففي وقت كنا نقرأ أي كتاب نحصل عليه من مطبوعات بيروت والقاهرة،ولما طل علينا ٱسم كاتب مغربي عبد الكريم غلاب “بالمعلم علي” و “دفنا الماضي”استغربنا حينذاك لٱسم الكاتب.. فكيف أن يكتب اليوم كاتب مغربي في زمننا الذي هيمن فيه الشرق أدبيا وثقافيا..واليوم ونحن نعيش منتوج ثقافة أدبية وجمالية في الأدب وفنونه وأغراضه لجيل كامل بدأ يعيش أفوله.. وهو يعيش زمن الهرم والشيخوخة من العمر ،وذلك في ظل ما تعيشه منظومتنا التعليمية من أمراض مزمنة؛ و بدون علاج؛ وبدون وصفات شفائية شافية للأسف الشديد.وفي ظل جعل ملف التعليم خارج الملفات الاستراتيجية الوطنية للأمة، وفي تواجده في بيدر معترك السياسة والسياسيين ومصالحهم الانتخابية ..
لقد قال الكاتب المغربي عبد الكريم الجويطي :«أنا لم أخرج من بني ملال ولم أسافر عبر العالم إلا عبر الكتب فعرفت الإنسان وتقلباته وألوانه وتغيراته »وسبق أن قال ما قاله روبرتو ارلت الشاعر والروائي الأرجنتي ” من لم تلهمه الحارة التي عاش فيها فلن يلهمه أي مكان في العالم” ولو بوينس أيريس أو نيويورك أوروما وباريس .وصدق الرائع دوستويفسكي لما قال لا أعرف حياة أعيشها خارج الكتب” لذلك فكل شخص تصنعه الكتب لا خوف عليه لأنه في الأخير سيتحول لقلم جريء وينافس بالكلمات والأشياء لما سطره الفيلسوف الفرنسي ميشال لفوكو .

Share this content: