
قال لي وهو يمازحني بأفكاره النيرة العيمقة في المعاني ،ومن حيث لم تفهم مغزى كلامه الفكري و الفلسفي..
قال لي : -نعم ؛ يا صاح، إنها المدينة الشبيهة بكتاب ضخم يتألف من 400 صفحة أو ما يزيد ..وفي ظروف استثنائية تكون قد فرض عليك قهرا بأن تقرأه بابا بابا لتواجدك في مكان معين لا تجد أي شيء لتزجية به وقتك ..وكلما توغلت في فصوله الرتيبة والمملة .. صرت تتساءل مع نفسك كقارئ مهاري ،عن نوعية مثل هكذا كتب ومؤلفين بين قوسين،لربما سميتهم” الأغبياء” و ” تجار الرداءة” حتى في عالم ومجال راقي للإنسان حضاريا وثقافيا “كالكتابة ” أي؛عن ما يريدون قوله للقارئ وسط هذا الكم من السطور،وهي بلا ذوق ولا رائحة ،وأنت المتواجد في مكان لا تحسد عنه بين غبش وضبابية في المعانى، ولا أفكار تطلبها وبأسلوب مدجر ولغة جافة يابسة وميتة ..!!
وبالكاد تستطيع بأن تنهي فصول مثل ذاك الكتاب الثقيل على النفس والقلب العقل ..
-وفي الختام؛ لربما تجد نفسك مضطرا للتعبير عن غضبك وسخطك على ذاك الكتاب والكاتب، ومن دعمه وساعده من ناشرين همهم الوحيد ،هو من يدفع لهم أكثر،و تنشر لهم نصوصهم مهما كان لونها و نوعها وقيمتها الأدبية والفكرية والفنية سواء عند النقاد أوجمهور القراء.. وقد تكتب على الهامش في صفحة الكتاب الأخيرة أو في ورقة مستقلة أو في أعلى التقديم والتوطئة ما يلي : كتاب لا يقرأه إلا الحمقى والمجانين. فلا فائدة من قراءته للنبغاء والأذكياء والمفكرين..
-وينصح بعدم قراءته بالمرة.. !
-كتاب لا يحتاج منك أن تضيع معه وقتك الثمين ،ولا مكان له بين كنوز ومدخرات الجهابدة من الفلاسفة و المفكرين والأدباء والكتاب والشعراء..
-كتاب لا حياة ينشدها من بين صفحاته..
-كتاب يعتبر من الكتب الغير مرغوب في قراءتها..
-كتاب لن تجد نسيم حياة وانت تطوي صفحاته..
–وأضاف صاحبي كي ينهي كلامه قائلا :
-وظيفة القفة سواء من دوم أو قصب، المعروفة عندنا في المجتمع المغربي -في زمننا الماضي- فمن عادتنا أن – نحمل فيها الخضر واللحم والفواكه والمواد الغذائية ..!
-ولكن لا تعجب من حيث لا تدري قد تجد من يملأوها بالتراب أو التبن أو قنينات الفارغة من الماء ،وصدق جبران خليل جبران لما قال :
” لاشيء أثقل من أوان فارغة على رؤوس الجائعين“

Share this content: