
لنجعل من صمتنا رسالة وكلماتنا جسور تواصل بين الأرواح.
الصمت لغة الكبار؛ والوقار لغة أولئك الذين حنكتهم الحياة وزودتهم بالدروس والعبر. هو حكمة و تجربة تعلمك نضج الأيام ونضج السنين .فنضج الحوار هو لغة القلب العميقة، ينقسم بين صمت الكبار، الذي يحمل الحكمة ويعبر عن المشاعر بوضوح، هو هالة من قداسة الوقت والأشخاص، وهو الممر الآمن لكثير من المواقف . فهو رسالة متوارثة ولن يجيد قراءتها إلا من ارادك اقتداء فهو قدر ثقيل وعناء حط رحاله في ذاتك ذات وقت، لن تستطيع الانفلات منه مهما تقادمت المواقف أو زهدت الروح بما كان لها مطلبا . فالصمت يعني جرح غائر تعتاده يوما بعد يوم، ليصبح أنيسك لا تمل منه فإن مللته فلست من الوفاء بشيء ،و يعكس العزلة والضعف في كل لحظة من الصمت تكمن قوة، لكن كسره يتطلب شجاعة. من يتقن فن اختيار كلماته بين صمتين، يظهر فهما عميقا للحياة، فالصمت هو أن تكون حرفا لا يكتب وكتابا لا يقرأ وثرثرة لا تسمع.الصمت لغة متمردة و عملة نادرة لا تصرف في بنوك الحروف و الأرقام، فهو القول الفصل في وقت الحسم،هو آية من آيات الجمال ، رمز الحكمة والهيبة والعفاف والتقى. هو لغة ساحرة ماهرة ، قادرة على البوح ولكن بأقل الكلمات يقولون عنه لغة العظماء. وقد يكون سترا للجهلاء هو ذلك الصديق الخفي الذي نلجأ إليه كلما ضاق بنا الحال و عجزنا عن البوح أو الكلام.
هناك صمت لا هو رضا ولاهو عتاب بل هو صمت التعب يوم تتأكد أن كلامك لا يفيد شيء، فتغادر بصمت؛ هو صوت الرحيل بعد الصبر الطويل. وهناك بكاء هو بكاء البسطاء. وهو أسرع الناس بكاءا عندما لا يستطيعون البوح بما فى قلوبهم، تفيض دموعهم كالكلمات وهناك ابتسامة تأتى فى لحظة قاسية جدا حين تبتسم فيها بسخرية من نفسك على شىء كنت تحبه وقد خاب ظنك به.

Share this content: