
كم من الظلال الثقافية التي تحملها قصائد شعرنا، حينما تسبح عبر خيالات شعرية ممتدة، بجناحيها ،محلقة في أجواء عبر تكاثف من ألوان من الرموز والاستعارات والتشبيهات..!
وكله في صورة منتقاة من جمالية، يحويه فضاء اللغة الشعرية العذبة والعاطفية العميقة ..! – قد يتساءل قارئ هنا أو هناك ،هل يمكن أن نجزم بالفعل؛ هل لكل إبداع شعري لغته الخاصة؟! -قلت له مجيبا إلا الشعر يا آبن أمي..!بيت الشعر العامر ؛فلا يدخله إلا من يحمل ثقافة لغته العربية . ولعله نصفه قد اقتنع.ثم ..ثم ؛ماذا ..!؟ ثم كتب يحكي عن قصة القليل من يعرفها في عالم عذوبة الكلمة، وتأثيرها كأجراس موسيقية في الروح الإنسانية ..إنه عتاب للشاعر السوري نزار قباني،لمشروع شاعرة مصرية،يكون قد حضر في أول خطواتها المحسوبة ،وهي في مسيرتهاالشعرية الأولى.. وبصم بحضوره الوازن والثقيل في تلك الأمسية بدون مجاملة ..نعم؛حضر صاحب الجملة الشعرية البليغة :
” يا وطني الحزين حولتني بلحظةٍ من شاعرٍ يكتب الحب والحنين لشاعرٍ يكتب بالسكين..؟؟
،لذلك فقد صدق لما قال في وصفه للشعر بأن تأتي بغير المتوقع..
وما كان حضوره لأمسيتها الشعرية إلا كي يقوم بمهمة استطلاعية تفقدية نقدية،و بطريقة فضولية،ويعرف حينذاك ،إلى أي أفق شعري عربي نحن سائرون..!؟!
-فهل لنا خلف لأحمد مطر..!؟!
ولمحمود درويش!؟
وتميم البرغوثي؟!
كما كان الخلف لجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة والسياب وأمين الريحاني ومطران خليل مطران وأحمد شوقي..!؟!
ونحن شعراء العرب ،ما كنا لنكون شعراء وشواعر لولا الخنساء، والنابغة الذبياني وزهير والمعري والمتنبي عينه ،الذي كانوا يقولون عنه بأنه شكسبير العرب، ولنا في بيته بعد نظر :
مات في البرية كلب
فاسترحنا من عواه
انجب الملعون جروا
فاق في النبح أباه !
تصبحون بألف خير أيها الشعراء والشواعر عبر وطننا العربي ،الذي ما يعيشه من تشردم وتفكك وأزمات سياسية كبرى اليوم،وما هي إلا قصيدة رثاء في ٱنتظار شاعر موهوب كي يكتب عنها سيناريو لقصيدة كبيرة فيما نعيشه من تراجيديا الانفصام والانفصال والتفكك والتمزق والتشردم كأمة يوحدها المعتقد والكتاب المقدس والجغرافيا ،وما فتيء يفكك أوصالها الأعداء والأصدقاء حتى لا تقوم لها قائمة ..!!
Share this content: