
منذ طفولتي وأنا أجري..! عبد الرحيم هريوى خريبكة 22 نونبر2024-المغرب
منذ طفولتي وأنا أجري..!
فلا أتوقف عن الجري
علمتني الحياة
بأن الإنسان يجري
وراء شريحة خبز
ويجري..!
وراء بناء قبر الحياة طيلة العمر
ويجري..!
على المكسب
كي يؤمن لنفسه الوجود ككائن حي
ويجري..!
كي يكبر في عيون الحاقدين والحاسدين بغلب
ويجري..!
كي يكون له صيت و شأنه المسموع بين الأنام والخلق
في الثقافة و المعرفة والعلم
ويجري..!
ويجري..!
لعقود لا يتوقف جريه حتى يحمل للقبر
وأنا ؛
منذ صغري، تعلمت أن الإنسان وجد لكي يجري
وظننت منذ صغري
بأن لا شيء أهم لي من الجري
أجري..!
وأجري أطارد خيالي الذي يسبقني
أنتعل” صندالتي من البلاستيك” الجديدة
من صنع ذاك الزمان الغابر
وأستشعركيف تتنعم فيها قدامي
أحاول أن أروضها على الجري
وانطلق عبر المسارب أصارع صلابة الأرض
وأجري..!
بكل جهدي كي أسابق زمني الصغير
فلا أتوقف إلا بعدما ينتهي جهدي كي ألتفت خلفي
أجري لوحدي..!
هل أنا المجنون بمس من شياطين جن المكان.. ومن حيثما لا أدري..!؟!؟
لا أحد هناك يهتم بي
ولا بلحظات أعيشها بمتعة الجري
أتساءل كطفل صغير بعدما أن جمعت أنفاسي
هل أعاود الكرة بحمق طفولتي وأعود للجري .قافلا للبيت..!؟
أم أغير طريقة وطبيعة لعبي .وأبحث لي عن ملهاة أخرى جديدة بدلا عن الجري
ولربما قد أجدها من حيث لا أدري..!؟
بين هذا النبات الغريب الشوكي الصبار..ونقع من غبار وعالم المنفى من السكون والصمت..!
وأمام كل هذا الفضاء الشاسع بلا حد أم عيني..!

Share this content: