
من صوتنا عليهم يرقدون في كهفهم ست سنوات كاملة .ولا يستيقظون إلا وطبول الٱنتخابات الجديدة” تقرع” ببعض الإصلاحات والروتوشات هنا وهناك ،تدخل عادة في حملة انتخابية قبل الأوان ..
ردي عليك يا ابن أمي ..!!
يا من يملك صوته الانتخابي الحر. وبما يقوله المغاربة كمثل شعبي مشهور في هذه المواقف والنوازل الهزلية ،وما تعانيه مدنهم من سوء بين في تدبير وحكامة وتسيير شأنها العام ،وفي غياب المساءلة القانونية في حالة عدم الالتزام بما قدموه من وعود وما لم يتم إنجازه كحد أدنى من متطلبات جماهيرية لتلك المدن ويبقى « أولاد محمد كلهم واحد» فلا سياسة ولا سياسيين ترفع لهم القبعة في وطننا العزيز، بل هي سوى مواسم انتخابية نعيشها منذ ردح من الزمن السياسي الانتخابي المغربي الطويل..وما هي إلا وجوه ووجوه عمرت طويلا ومنها من هرمت وشاخت وما زالت تطمع في المزيد من الاستفادة من نعومة الكراسي الجلدية وبدون بديل ولا من سيساهم في التجديد والتغيير ،وفتح أبواب الأمل والتفاؤل في عهد جديد يشعر المواطن بأن العالم يتغير من حوله..وتبقى تلكم الوجوه القديمة تتعاقب علينا في كل يوم مشهود له الناس، وفي كل حملة تراهم -المصوتون والمصوتات – يتزاحمون – ويتزاحمن ويتسابقون – ويتسابقن بجهالة وبذاكرة السمك. و قد ابتلعوا وابتلعن الطعم عبر بروباغندا في خطابات انتخابية شعبوية مملة، لأشرطة مشروخة منها..وسنجعل من مدنكم بساتين من ورود، ومروج خضراء ،وحدائق ومنتزهات وأماكن من أزهار وخضرة وتشجير الشوارع… وبالفعل؛ فقد صدقوا..! وتراهم؛ فما تركوا شارعا بدون نافورة..!
فكيف لشارع متهرئ محفر ينتهي بنافورة فأي جمال ستفضيه على ذالكم المكان..!!؟
بل هو التناقض البين عينه في عالم التنمية المستدامة بمدننا بطبيعة الحال ..
وسنقوم بما لم تقم به الأحزاب القديمة لمدينتكم ،بتزفيت الأزقة والشوارع والصيانة والتجهيز وبجودة في الإنارة،وهلم جرا.. وكل ذلك؛ كي يسرقوا أصواتنا بلعبة شطرنج أوعبر اللعب على نفس الخشبة لمسرحية شعبية هزلية..المسرح الانتخابي الهزلي الذي ألفه بعض الممثلين المشهورين.. و ألفه كذلك رهط من سماسرة الانتخابات. وبعض من وجوهها التي عمرت حتى الموت..وبذلك ما برحنا نلج المكاتب الانتخابية زرافات وأفراد كي نملأ لهم الصناديق الزجاجية الشفافة و بسرعة فائقة. ويكون بعدها الإحصاء المعلن في مساء يوم الجمعة، التي ألفناها بطقوسنا الدينية التي ينادي فيها المنادي لترك أي بيع وشراء ولو في الانتخابات في سردية حينه. والإقبال على المنادي الرباني الأسبوعي، لأنه فرض عين على كل مسلم ذكر مقيم و غير مسافر..ويبقى النداء في يوم الجمعة في شقه الانتخابي في صورة منادي سياسي من الجهة الأخرى لكل مواطن مواطنة بالاقبال بكثافة والاقتراع الحر..وأن يختار له من كل تلك الألوان والرموز من عالم الثقافة والحيوانات والنباتات ما يعجبه ويألفه. ويظن فيه الخير الكثير لمدينته ولباديته وقريته خلال ست سنوات قادمة. ويكون ذلك بعد نهاية أسبوع من الحملة الانتخابية كالعادة هدفها الأساسي هو استدراج الناخبين لمربط الفرس.وما يكون قد رافقه من بهرجةوفلكلور وتبادل الأدوار.لكن المواطن والمواطنة للأسف الشديد اكتشفت لديه اللعبة في غياب المصداقية،وتواجد نفس الوجوه أي عراب الانتخابات والمجالس المحلية و الاقليمية والجهويةالمنتخبة ..فلسان حال هذا المواطن والمواطنة بعدما جربوهم كلهم وبلا فائدة لمدنهم التي يسكنها ويرى ما يراه يوميا كشاهد عيان من السوء إلى الأسوأ ،وأولئك الذين تم الانتخاب عليهم لم يستطيعوا للأسف حتى إصلاح أزقتهم وشوارعهم وصيانتها من الحفر التي يغلقونها بالحصى والأتربة كما تشهد على ذلك جماعة من أثرى المدن المغربية* خريبكة الفوسفاط *وما زال حتى قطار يعبرها نحو الدار البيضاء من الجيل الماضي، وهو يمشي بسرعة أقل من سرعة حصان إن لم نقل سرعة حمار حتى .ولذلك فإن نفس الوجوه القديمة تتواجد باللائحة الجديدة لنفس الأحزاب ..وكلهم يتسابقون في كل زمن انتخابي جديد ،وكلهم يتشابهون ،وكلهم ينامون بل يرقدون في كهفهم ست سنوات كاملة .ولا يستيقظون إلا وطبول الٱنتخابات تدق. والبراح يقول :
أين أنتم أيها الأعيان والوجهاء والأغنياء والأثرياء فهيا أقبلوا هذا يومكم الموعود!!..

وا أسفاه…!يعلق الشاعر والناقد الأدبي علال الجعدوني على الهامش
عندما أفكر في الإنتخابات المغربية أجد نفسي في مفترق الطرق …هل أنخرط في ذلك أو لا أنخرط …!!!! فإذا انخرطنا كما فعلنا زمان ، عندما أدلينا بصوتنا في الاستحقاقات الانتخابية السابقة فقدنا البوصلة وعشنا الوجع بجميع أصنافه لأن من وضعنا فيهم ثقتنا خذلونا وانحرفوا عن الوعد و الالتزام الذي قطعوه على أنفسهم أمام الله والشعب والضمير ولم نعد في الحسبان حيث انقلبوا علينا من يوم ظهور نتائج الصناديق ولو أن في ذلك ما يقال من …. فما العمل ؟ هل نحتج عليهم ؟ هل نقاضيهم أمام المحكمة … (أي محكمة) ؟ هل نسكت لأننا نحن من دبحنا أنفسنا بأصواتنا ؟ فما العمل ؟ أسئلة تتبادر إلى الدهن ولا من يعطيك جوابا مقنعا في الموضوع ….!!!؟ كنا نتمنى أن تكون هناك محاكم خاصة يمكن للإنسان أن يلتجئ إليها في مثل هذه القضية ، وأن تكون هناك أحزاب قوية لها الجرأة في فضح الإخلال بالوعد والالتزام ، وتنوير الرأي العام ، لكن لا حياة لمن تنادي ، ولا أذن صاغية لشكاوي المواطن الضعيف الذي لاحول له ولا قوة … فإلى متى سنرتقي إلى الدول الديموقراطية التي تخدم الدولة والشعب وتحرص على تنفيذ ما التزم به المنتخبون الذين قاموا بحملات دعائية على نفقة أموال الحزينة أموال الشعب ؟ فأين هي الحكامة والشفافية وحقوق الإنسان والقوانين الوضعية التي يدعون أنها تحمي الإنسان ، والجميع سواسية أمام نصوصها ، لكن ما نراه العكس لا يعكس ما تم الالتزام به يوم الحملة الانتخابية…
وإذا لم ننخرط سنكون فوتنا الفرصة وفتحنا الباب للقلة القليلة التي تتمنى ذلك ، لأن القانون لا يحمي المغفلين حسب رؤيتهم ورؤية وزارة الداخلية التي تشرع قوانين على مقس رؤيتها بعدما يضع خبراء أوراق كيفية إجراء الانتخابات دون طرح اي إشكالية من إشكالية المساءلة والمحاسبة ، فبدل ما يتم تحديد نسبة المشاركة الواسعة مع وضع قانون المحاسبة واللجوء إلى المحاكم للنظر في كل من أخل بالتزاماته ، تسكت وزارة الداخلية وتترك الوضع كما هو عليه دون جر الإنتقادات عليها أو على سياسية رؤيتها وهكذا تمر العملية في هدوء فنعيش الوضع الذي نعيشه اليوم علانية على مسمع ومرآى من الجميع ، وأي نقد أو تعليق تكون النتيجة محتومة من البداية … أنك أنت من لم تشارك في الانتخابات الاستحقاقية ،والحظ يبقى حليف الأقلية المدفوع لها كما هو جاري العمل دون محاسبة بحيث الكل يسكت ويغض الطرف ويترك الأمر يمر وفق ما تم التخطيط له … إذا ما هي أنجع الطرق التي يجب اختيارها في الواقع الانتخابي ؟ هل ننخرط أو نمتنع ؟ يبقى السؤال معلقا بدون أجوبة … ولا يحق لك التعليق لكونك مواطن من الدرجة الدنيا ، عليك باتباع ما يملى عليك من أصحاب القرارات المتحكمة في زمام الأمور ودواليب السياسات الكبرى …

Share this content: