
نصيحة صديق من القراء المتميزين
صادفت في طريقي بحي الفردوس؛ذات مساء، صديق قديم من أيام الدراسة والتكوين والتعليم. تجاذبنا هكذا حديث ليس بالقصير،ونحن معا؛نكون قد تقاعدنا من زمان. كان الرجل يمتلك رأسا كبيرة شكلا ومضمونا،وكلما تدخل لا يوقفه أي حاجز، وبلغة فصاحة، وبيان وتحليل ونقاش المتمكنين،من روافد معرفية كثيرة في شتى أغراض الأدب العربي ،وكان من بين القراء المولوعين بالعشق الكبير للكتاب الذي يبقى في ذاك الزمان القديم كما يقال : أكبر شجاع عرفته الإنسانية..
سألني هل ما زلت أقرأ؛ أي هل ما زلت أرافق جماعة الكتاب والكتب..؟
أجبته بالفعل،إنه ما يزال الكتاب أنيسي..يا صاحبي..!
لكنه كعادته، أوصاني محذرا إياي، بأن لا أبقى في مطاردة النهايات ،ويعني بها ، قراءة النصوص الروائية،فمادام المؤرخون يطاردون البدايات والروائيون يطاردون النهايات..!ولعل صاحب رائعة “وداعا للسلاح” أرنست همنغواي كتب نهايتها أكثر من عشر مرات ،قبل أن يختار النهاية الأخيرة..!
وأوصاني بقراءة كتب الفلسفة والفكر.. فرغم أننا نعاني ونتحمل بجهد جهيد، وبتركيز عميق في قراءتها وفهم معانيها وأفكارها. لكنها مفيدة بالطبع لـ أدمغتنا وعقولنا حتى لا تصاب بالشيخوخة..ونحن في سن الهرم و الكهولة..!!

Share this content: