

جاءني صديق عزيز ورفيق قديم؛و بعدما فرقت صروف الحياة بيننا منذ زمن الدراسة.. إنه بالفعل في هيئة ميتافور الصورة التي يحملها صاحبي عثمان البرهامي، وكأنه الأمس. ولو بعد فراق طويل ومديد جدا.. لقد كان سفره بل هجرته وغيبته الطويلة لدياربروكسيل لمدة لربما تفوق أكثر من خمسة عقود من الزمان مرت من العمر مسرعة ..
- وهو الشاعر صاحب الزوايا الحادة..
- وهو الأديب الممتعة نصوصه..
- وهو الكاتب الذي لا يفتر قلمه ولا يتوقف تفكيره عن التأمل ساعة..
جاءني في زيارة مفاجئة؛ وبدون مقدمات.. اتصل بي عبر هاتفي الخاص الذي حصل عليه من خلال صفحتي بالفيس بوك لمجلة خريبكة بلوس الثقافية..
لقد رتب زيارته الأخوية للديار الفوسفاطية هذه الأيام بعد عودته مباشرة من ديار الغربة، وقد أبى إلا أن يزورني في بيتي..
لقد كانت تظهر عليه أثر النعمة؛ سواء في نوعية لباسه النظيف والراقي.. أوفي سيارته الفاخرة وحتى في رائحة نوع عطره الباريسي الباهظ ؛ومعه الثمن الخيالي لماركة ساعته وحذائه أيضا، وهلم جرا …
وتبادلنا حوارنا الطويل الشيق والممتع …
تشاركنا الحديث عن الأدب والثقافة والسياسة والفلسفة، و في كل شيء ،وعن أي شيء شيء ،حتى عن كتاب ميشال فوكو عن الكلمات والأشياء.. وما تعيشه أوروبا من أزمات فكرية وفلسفية غير معلنة، وتقادم النظريات الفلسفية لكل من كارل ماركس وأنجلز وجان بول سارتر…
وماكان له إلا أن يختتم حواره ببعض قفاشاته المعهودة و بلسانه الفكري الحاد فقال لي :
- هل ما زالت حالة شوارعكم وأزقتكم على ما هي عليه أي في حالتها المزرية..؟؟
- وهل لم تتدخل بعد؛ لحد الساعة أية جهة من الجهات المسؤولة والوصية والمنتخبة من داخل الديار أو من خارجها لتأخذ من قريب أو بعيد في- تلكم الحفر- موضوعكم الشائك، ولو بعد عرمرم من الكتابات في الموضوع ؟؟
- قمت حينذاك بمسحة سريعة وخفيفة بسبابتي على أنفي..لكي أتهرب من الإجابة عن سؤاله في هذا موضوع، و الذي يحز في صدري...!
- ولم أنبس ببنت شفة..!
- ثم قال ساخرا بي وبي حفر مدينتي الفوسفاطية النائمة في العسل و بلغة الفنان والأديب والشاعر المخضرم:
- هل تعلم يا ابن أمي ،بأنكم مرتبون ثانيا عالميا في الحفر بعد القمر.؟؟
- نظرت إليه نظرة حزينة تحمل حسرتها الوجودية في مدينة نعشقها بصدق… و تكلمت أخيرا لكن بلغة فيلسوف فوسفاطي في بلد السياسة والسياسيين وفي زمن العبث و الفراقشية وقلت له:
- لقد سبق لي أن سألني مواطن خريبكي في لقاء عابر بإجدى المقاهي وهو يستعمل لغة محمود درويش بأداة استفهام زمنية (تقول : متى نلتقي !؟ أقول : بعد عام وحرب تقول : متى تنتهي الحرب !؟ أقول : حين نلتقي)
- قال السائل ومتى ستنخفض الأسعار ؟؟
- قلت له : عندما يتحرر الإنسان وتعطاه قيمته الإنسانية.. أفلا تعلم يا صاح.. بأن النهضة الأوروبية أقامت مجدها حينما رفعت لها هذا الشعار”الإنسانية “
- فتجمد لسانه ولم ينطق ولو بنصف كلمة. لأنني شعرت به بأن كلامي أثار في ذهنة زوبعة ما قد تجعله يخوض في مشروع جقيقي من الأسئلة الوجودية بالطبع..

السفسطائي (باليونانية: σοφιστής) صفة نبعت من مصطلح كلمة سفسطة،[1] [2] [3] وهم كانوا نوعًا محددًا من المعلمين في اليونان القديمة، في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد. تخصص العديد من السفسطائيين باستخدام أدوات الفلسفة والبلاغة، لكن أيضًا في المقابل سفسطائيون آخرون علّموا مواضيع كالموسيقى والرياضة البدنية والرياضيات. ادعى السفسطائيون بشكل عام أنهم يعلمون آريتيه («السمو» أو «الفضيلة»، مطبقةً على مجالات مواضيع متعددة)، بشكل رئيسي لرجال الدولة الشباب وطبقة النبلاء.https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%81%D8%B3%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%88%D9%86
Share this content: