

هنا خريبݣة.. في حوار دياليكتيكي مع جماعة من الحفر…
مررت على جماعات متفرقة من الحفر هنا وهناك ..سلمت على كل واحدة على حدة.. وانا الوح بيدي وسيارتي تهتز بكل قوة وكأنه زلزال ضرب مدينتي الفوسفاطية..وفي كل مرة كنت أرد التحية بأحسن منها …وبعدها توقفت عند جماعة كبرى من الحفر بشارع ابن طفيل قرب مقهى لاشوب؛ ومقهى البوزيدي منعتني من إتمام المسير..
أوقفت سيارتي بجانب الرصيف ثم فتحت معهم الحوار بشكل ديمقراطي. وسألت تلكم الجماعة من الحفر التي تعطي للشارع صورة أسطورية وعن وجه دراماتيكي على البنية التحتية بالمدينة الفوسفاطية…
- هل ستطول زيارتكم لشوارعنا الرئيسية للسنوات القادمة بحول الله وقوته…؟؟
- ٱبتسمت كبيرتهم وقد طال الشيب شعرها.
- قالت لي: نعم سيدي؛ بلا شك وهل أنت “شاك..”
- نحن هاهنا قاعدون ،ونحن ها هنا متسمرون في انتظار انتخاباتكم القادمة..
- وفاجأتني بسؤال سياسي وعلى من ستصوتون إذن .؟
- أجبتها بخاطر منكسر من السياسة ومن كل السياسيين …كلهم جربوا ابتداءا من أحزابهم الليبرالية والقومية و الإخوانية والراديكالية والفلكية .. ولا حلول لنا ؛ولا أمل لنا، يلوح في الأفق…!
- وتبقى الحفر هي الحفر…!
- واللامبالاة هي اللامبالاة …!
- والمواطن بقيمته الشرفية في انتظار المعجزات…!
- والسياسة كما تعلمين لغة المصالح” عطيني نعطيك”…!
- مدينتكم تربتها هشة وبسهولة نستطيع أن نحفر لنا مسكنا ولعائلاتنا ونقيم بينكم في ود ومعاشرة طيبة...!
- ونحن في انتظار ان تلتحق بنا عائلتنا من الحفر الجديدة ،وستقيم هي الأخرى هاهنا، وفي كل شوارعكم الرئيسية. انطلاقا من شارع بني عمير مرورا بشارع المقاومة والمسيرة وابن طفيل ومحمد السادس إلى حد ريحانة وما أدراك ما ريحانة.. فلا رائحة تذكر ولا فراشات زرقاء تحوم حول زهور تؤثث الفضاء هناك…!
- قلت لها مرحبا بكم.
- “الدار داركم” ”
- والشوارع شوارعكم”
- هيا احفروا كيفما شئتم، فلا أحد هنا يمكن له أن يقف في وجهكن أو يطردكن عبر عملية تزفيت مفاجئة ونحن في عز فصل الشتاء ،ولا نفكر في أي صيانة وإعادة التجهيز الأن، لأن مادة الزفت غائبة عن ديارنا..وليس لنا بيدجي لإصلاح الحال ، لأننا مدينة فقيرة والميزانية على قد الحال …
- والله أكبر ويا حفر ما دخلك شر ...!
- قالت كبيرتهم في حماس وتحدي إذن ؛بالفعل سنبقى ها هنا في أمن وسلام ولربما حتى الاستحقاقات من الانتخابات الجماعية والتشريعية القادمة بحول الله وقوته.. أو لربما سنشهد معكم تنظيم كأس العالم لسنة 2030..رغم أنكم مدينة لا تدخل في الحسبان؛ عبر تلك التظاهرة الرياضية …ولا وجود لأي مركب رياضي في طريقه لدياركم …
ودعتهن وداعا أخيرا …ركبت سيارتي والغيض يعصر صدري..فكيف للحفر بأن تستوطن ديارنا ونحن نشارك في الانتخابات ونصوت ونختار من يمثلنا في ست سنوات عجاف وسبع بقرات وسبع سنبلات يابسات يأكل بعضهن بعضا..

Share this content: