

السلطان مثل النار،إن اقتربت منه كثيرا أحرقك.. الحياة ألغاز…!!
هكذا يقول الرواة لما يحتدم الصراع الخرافي بين شخصيات النص الروائي ويحمى وطيس المعارك الجانبية في سرد حكائي ممتع..ذاك ما تلمسه أخي القارئ و”ة” لما تعيش أحداث نص رائع لحسن أوريد « زينة الدنيا»
صدق السياسي المغربي وأستاذها والذي اختبر كواليسها وطقوسها وتشبع بما جمعه من دراسات وبحوث في أغوار عالم تراثنا العربي والأندلسي بالخصوص، وبعدها لم يجد أي مساحة في الواقع كي يبلغ رسالاته الأدبية والثقافية والسياسية بالعقل والفكر والقلم، في مجتمع يعيش ما يعيشه من فراغ في عالم اللاثقافة واللاسياسة واللاوعي إلا اللمم ،لذلك اختار عالم الرواية الذي قصده عدة مفكرين وفلاسفة ومهندسيين وأطباء وأدباء في هذا الزمن،لأن للرواية خصوصياتها الأدبية إذ تجعلها باحة واسعة لنشر كل الأفكار وتمرير هكذا فلسفة وأيديولوجيات بعيدا عن باحة العلوم الإنسانية ومناهجها الصارمة. ولكي يقولون ما يرغبون في قوله عبر الفصول والمشاهد الروائية..وما بدا لهم قوله أو ما قاله أبو نواس في خمرته بل ما قاله شعراء الجاهلية في السيف والخمر والبيداء والحريم ،وصرنا نعيش عبر نصوصه الروائية ما سماه هو نفسه في تعريفه عن الرواية بالكذب الصادق،وهو يروي لنا في سرد من طينة الكبار ما يفيد العقلاء، ويطرب قلوبهم بلغة لعبة السرد الممتع والجميل.وكل ما عاشرناه من أحداث ووقائع وشخصيات وتاريخ وثقافة وسياسة وأنثروبولوجيا..إذ يجعلنا نفتخر بأنه ما زال في هذا البلد من يبنون لنا صرح ثقافة أدبية وفكرية مغربية أي بعدما ماتت السياسة وساد أهل الدثورفي كل شيء نعيشه أو كنا نعيشه بفطرة وبلغة العجائز..
واليوم؛ ما زلنا نعيش معه في أجواء سماء قرطبة بين ساكنتها التي أحياها في الذاكرة الجماعية المغربية،صحبة زيري ورحيل ومباركة وصبح وهشام وابن عامر وجعفر ..وعلاقة العدوة بالفردوس المفقود” الأندلس”والصراعات الظاهرة والخفية على السلطة بين العربان التي ابتدأت منذ خلافة علي كرم الله وجهه إلى اليوم،فهم يتنافسوها كما تنافسوها وتهلكهم كما أهلكتهم،لأن أمر السلطة لا نعطيه لمن يطلبه كما وقع في إحدى نصائح النبي صلى الله عليه وسلم.. ولعل ما أثارني بحق من صراع بقصر الخلافة والتقييم السياسي للمجتمع القديم بلغة الأدب التاريخي أي هناك بين النبلاء والوجهاء والفقهاء والشعراء وأهل الفضل وباقي عامة الناس الذين لا يفهمون إلا الظاهر من القول،ولما طلب أحد العسس من شرطة القصر من فقيه الجامع” زيري “بأن يكتب له تميمة حتى يحبه أحد كبار الساسة” ابن عامر” ويقربه إليه أجابه كحكيم زمانه يا هذا” إن السلطان كالنار كلما اقتربت منه أكثر احترقت..”

Share this content: