

لم يكذب من قال الشعر وشم الذاكرة ،نبش في سراديب الذات،وصرخة الأعماق..فالشعر هو هسيس الكلمات النابعة من وحي مكنون أغوارالروح الشاعرة يحمل معاني ومواصفات متنوعةتجعلك تعيش على إيقاع جماليةالصورالشعرية الشاعرية التي تلف لغتك وأسلوبك تحت تأثير صخب الحياة حسب الظروف والوضعيات..كما يمكن الجزم وفق ما قيل ( لامحالة حيثما يكون الشعر يناغي البهاء كل الأرجاء ،يضيع الآفاق بشموع آمال .) ويعتبر الشعر (مغامرة لغوية عند البعض تلاعب باللغة وأنساقها والمختلفات حينا ..)والشعر بكل المقاييس غالباً ما يحرك لواعج الذات وكوامن النفس ،إنه استشراق آفاق كونية تقودإلى ارتياد تخوم الحلم الجميل..وبالرجوع إلى نصوص الشاعرة إكرام ابنعيش نجدها استنطقت كلمات الديوان بمتعة جمالية وفق متغيرات الشعر الحداثي بحيث غالباً ما تؤجج نصوصها الزئبقية بصور شاعرية تعد جوهر الشعر،لقد سكبت مشاعر ذاتها ،كما كشفت عن مضامين نصوصها رؤاها وكل ما تعتريه من أحلام و هواجس..
والمتعمق في قصائدها على اختلاف أنواعها قد يجدها شحنت بكتابات ممزوجة بواقعية وانفعالات صادقة ،تنبض بهموم داخلية،لقد أحسنت التوظيف ملتزمة بما يخالج دواخلها بشكل ملفت للنظر ودقيق المعنى والدلالةمجسدة هموما شعورية بامتياز تتناغى مع مقاصد الكتابة الشعرية الشاعرية المعاصرة.لقد وظفت معاني النصوص التماسا للحب والنبل والتوادبعمق أدبي أنيق وجميل جدا..فعلى امتداد مساحة القصائد نجد الوطن حاضرا كصوت يسكن الذات ، كرمز ، كتقاسيم..
تقول بحس الاشتهاء :
آه يا وطني
كم اشتهيتك لحنا شجيا
زورقا يعانق الحرية
يندس بين الفيافي المرمية
ديوان شعري جميل يضج بالعشق الروحي . كلماته منتقاة بحذق وأناة،ملون بعاطفة صادقة ،تنبع من مشاعرنبيلة ،مغلفة بالصفاء..فعندما تبحر في قراءة قصائد الديوان تجد نفسك تسبح في عرصات مخيال حالم .. كما لا ننسى أن نقول لقد حبكت قصائد الديوان بنكهة إبداعية تتماشى مع واقع الكتابة الشعريةالشاعرية الممتعةوالجميلةالملفوفة بصور منقوشة بألوان زئبقية فياضة بالعواطف والمشاعر والأحاسيس الدافئة..
إكرام ابنعيش مبدعة برقة وعذوبة الصياغة الفنية وبمهنية احترافية بحرارة الكتابة المتميزة ، وخير ما نختم به هذه الورقة إن الشاعرة موهوبة تملك ناصية الحرف ، تعرف كيف تعزف الشعر الأنيق ،كما تؤجج الإحساس بروعة الصياغة..


Share this content: