

✓ الشعر بلا روح ليس شعرا ، وروح الشعر شاعريته التي تبعث الحيوية في الكلمة فتهتز مسامات شرايين القلب ، وتتحرك مكامن الروح والمشاعر بشكل لا شعوري ، وكتاباتك أيتها الأيقونة الجميلة غالبا ما تكون ممتعة الإيقاع ، تشد المتلقي العاشق الولهان بقوة ، كما يشد عطر الورود الزئبقية روح الإنسان المتعطش للإبداع …
إن روح الشعر هو عنوان يظل منارة منفتحة على عوالم الشعر حيث لا نهاية له …
نص شعري نثري مغري للقراءة بشغف وامتاع لكونه نابعا من شعاب الروح والمشاعر والأحاسيس بشكل قوي ومتين .. نص مركب بتركيبة لغوية دالة وهادفة تتماشى مع واقع الكتابة الحداثية التي تنعش القلب العاشق … فتقريبا كل الكلمات الشعرية الشاعرية منتقاة بإتقان ومبنية ببناء محكم ، وجميل الهمسات ، وهذا يدل على قوة التجربية المتراكمة التي ارتوت منها الشاعرة هند غزالي صاحبة القلم الدافىء العاكس لأغوار الذات الشاعرة . فمن أول لبنة إلى آخرها تكاد تجد نفس الإيقاع الموسيقي وزنا وطربا بعذوبة الصياغة العميقة والثرية بما يشفي غليل دواخل الشاعرة … فتحية لك أيتها الأيقونة الجميلة صاحبة القلم الدافىء . دمت متألقة وركن من أركان الكتابة النسائية التي أضحت مدخل لواقع الثقافة والفنون بشكل ملفت للنظر وخاصة في زمننا هذا … دمت عصامي الكتابة الشعرية الشاعرية النثرية الأنيقة .
✓ النص : (مهلا…إلى حين ) .
قَدْ أَرْتَقِي سُلَّمَ الغِيابْ
وأمتطي صَهْوَةَ الذَّهابْ
لاَ حَقَائِبَ ولا جوازَ سَفَرْ
سأُغَادِرُ مَدِينةَ الغرباء
لا تسألوا الطرقات عني
كل المحطات غادرت خريطتي
في غفلةٍ مني
أَرْحَلُ دونَ جلجلة
لا أَكْتَرِثُ لعويل المساء
لَنْ تُعْلِنَ جَرِيدةُ اليوم الرحيل
سَيَحْضُرُ الصُّبْحُ دون خَجَل
مبتسما لنْ يَتَوَشَّحَ بالحِداد
لن يختبئ وراء الغمام
ضحكةٌ بالية تنفلت من الزحام
لا وُقُوفَ عَلى شَطِّ الأُفُقْ
شَمْسُ القَوَافِي باهِتَة بيضاء
تَخَضَّبَتْ باللَّافندر والحناء
لا وقت عندي للِاعتذار
سأصافح يَدَ القدر
لا رعشة من الاقتراب
قد حان وقت الاغتراب
لا مجال للاِنتظار
سأَمْشِي على خُطَى الماء
يَنْسَابُ دُونَ خَوْفْ
يَتَسَلَّلُ بَيْنَ أَنَامِلِ الفَرَاشَات
لا أُبَالِي بالمرآة الشَّاخِصَة
مقلتاها تطوف في المكان
كُلُّ العطورِ تَرْفُضُ الثَّوَاء
تَضَوَّعَ أَرِيجُها اليَاسَمِين
نَادَى على النَّوَارِسِ اٌلفَوَارِس
أَتْرُكها تُعْلنُ النُّزُوح
إِبْتَسِمِي أَيَّتُها الوُجُوهُ الوَاجِمَة
لا رِثَاءَ الآن ولا عَزَاء
أَمْطِرِي يا عينَ الكلمات
سآوي إلى ركنٍ بعيد
حيث الصُمُوتُ و سَكَنٌ فريد
يُسَامِرُ صَافِنَاتِ المُزْن
تُمْطِرُ شآبيب السلام
لا عتاب اليوم ولا خصام
تقطعت حبال الأحجيات
وضاعت مني النهايات
أَيُّها الرفاق
أكملوا نسج الخيال
أَسِرُّوا لي ما نَسِيتُ أن أَكْتُبَه
هذه قصيدتي الخديج لم تكتمل بعد
لا تحزنوا سأبقى ها هنا
أَسْمَعُ نشيجَكم وَاّللَّيل
أَسْتَوْطِنُ تسبيحاتِ المآذِن
أُكَفْكِفُ دَمْعَاتِ قلبٍ مُغَادِر
سَيَخْفُتُ وَمِيضُ المَحَبَّة
وتَتَهَاوى كُلُّ أسَاطِيرِ الوفاء
تَنْقَطِعُ حِبالُ الإخَاء
أيتها الحورية الغافية
زَغْردِي في أذن البحر
قَدْ صِرْتُ لحظةً مَاضِية
حروفَ سحابةٍ عَابرة
دمعةً تائبةً على خد القمر
أيها المارون من هناك
أكتبوني بعطر دم النعمان
لا تتركوني في مهب النسيان
أطلقوا سراح مشاعر معتقلة
لا مناص من الاِعتراف
فمن معين الصدق الِاغتراف
لا تَرْمُونِي بالهجر
أفيقوا مع عصافير مهجتي
وأسمعوني أخبار الأصيل
أعدوا ما استطعتم من الأمنيات
وزفوا شهيد المعاني
فبعد الاِحتجاب لا إياب
✓ بقلم الشاعرة هند غزالي .
Share this content: