✓ من وحي الواقع . علال الجعدوني بني وليد تاونات المغرب .

كعادتي ، بعد صلاة العصر ، أتوجه إلى المسبح الجماعي لأخذ قسط من الفسحة حيث أجلس بداخله قبالة الجبال المحيطة بمركز بني وليد تاونات . منظر جميل يكون لوحة خصبة التضاريس بحيث تجعلك تبحر في رحاب المخيال لما يحمله المنظر من جمال الطبيعة… فعلاً قضاء أمسية بالمسبح وأنت تتأمل تموج المياه بعناية عميقة التفكير تجعلك تعيش على إيقاع في منتهى المتعة اللامتناهية ، لكون المنظر ساحر يسحرك ببهاء الموقع الرومانسي بحيث يشدك الرحاب إلى كتابة فقرات متناغمة مع طبيعة المنظر الحميل … ولست وحدي من يحضر للمسبح بل هو فضاء مفتوح في وجه الساكنة المحلية والزوار وما من يرغب في الحصول على قسط من الراحه النفسيه لجمالية المنظر ،حيث توجد طاولات وكراسي على جنبات المسبح يجلس الرواد حولها ليحتسوا مشروبات متنوعة الباردة ، الساخنة منها ، إذ يجتمع حول كل طاولة أشخاص يتجاذبون الحديث فيما بينهم بطابع مختلف الأذواق ورقة النغم كل حسب تركيبته الفكرية بأسلوب يتماشى مع ثقافة الموقع مع الاحترام الذي يتحلى به كل قروي لكون هناك عائلات تحج مع أهلها وأبنائها وبناتها لقتل رتابة الوضع مع التزود بما ينفس عن الذات وخاصة عندما لا يكون هناك أي متنفس بديل … لكن هذا المساء 23/6/2025 جلست كعادتي على ضفة المسبح لأفتح هاتفي المحمول لأتصفح المواقع الاجتماعية وأطلع على ما ينشره عشاق الكلمة الملفوفة بدفء المشاعر والأحاسيس الرقيقة وما شابه ذلك … شدتني أذني إلى بعض الشباب المراهقين الذين لا تزيد أعمارهم عن حوالي ستة عشر سنة لسماع منهم بعض الكلمات الدنيئة التي ينطق بها عديمي التربية والأخلاق الحميدة بحيث يتفوهون بألفاظ يستحيي الإنسان تدوينها هنا تقديرا للقارىء النقي ، فاستغربت لهذه الثقافة التي يتناغم بها مراهقين في فضاء محترم حيث بقيت مندهشا لهذا السلوك اللأخلاقي مما دفعتني الدوافع لتسطير هذه الوضعية على صفحتي ، ربما قد تكون رسالة قد يستوعبها كل من يحج إلى هذا الفضاء الأخضر الجميل الذي هو بمثابة ركن من أركان السكينة والطمأنينة والهدوء النفسي ، مكان عمومي يجب تقدير كل رائد من رواده … وليس هذا فحسب بل علينا المحافظة على هذا المكسب الذي يعتبر بمثابة فضاء للفسحة النفسية غير متوفر عند الجميع … آمل أن يتفاعل مع هذه الورقة كل من قرأها بحب المعنى العميق والدلالة المرصعة بروح العشق الطبيعي للمحافظة على مكانة الفضاء المنعش للروح والفكر والذات …..

✓ بقلم علال الجعدوني بني وليد تاونات المغرب .

Share this content:

  • Related Posts

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب

    ليس كل من يملك جواز سفره الأخضر يستطيع أن يسافر خارج تراب الوطن في ظل ظروف عيش غالية..!!أنا اليوم قد هرمت  فلا أملك جواز سفر ولا قدرة لدي على مغادرة هذا الوطن ..ولن أستطيع لذلك سبيلا حتى وإن حضرت الرغبة لدي.. وعن رواية 1Q84 اليابانية للروائي العالمي هاروكي موراكامي ندون ما يلي فماذا قيل عن السفر عبر قراءة الكتب..؟ وأما أنا…

    Read more

    لقد انتهى زمن الإكليروس الثقافي والأدبي المغربي.كما سماه الشاعر المغربي محمد بنميلود صاحب النص الرائع الحي الخطير .عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    الإكليروس الثقافي والأدبي المغربي انتهى أجله ببزوغ قمر الثورة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي وأمسى من له حساب رقمي مشروع كاتب وأديب وصحافي بدون رسميات وتأشيرات..   لقد ولى زمن الإكليروس الثقافي والأدبي في زمانه الرسمي.اليوم نحن نعيش في عالم الفوضى الخلاقة عبر الشبكة العنكبوتية العالمية والثورة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي. فلا أحد يمكن له أن يُنَصِّبَ نفسه رئيس تحرير جديد على رواد…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    “بين غواية الحرف وصرخة الذات “يكتب القارئ المتميز والشاعر المغربي عبد العزيز برعود عن التجربة الشعرية للأديبة المغربية نعيمة معاوية -خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    لا فرق لنا اليوم بين فريق” الكونغو أوالطوغو أو جزر القمر “فكلهم قد اتفقوا عنوة على إفساد أي عرس كروي ضد منتخبنا وهم  يركنون للدفاع..عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    أين يكمن الوعي لدى القاصة المغربية سلوى ادريسي والي..؟؟ خريبكة اليوم – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

    لا يمكن لأي قارئ أن يمتلك نفسا طويلا في قراءة النصوص الروائية الطويلة والمؤسسة للفكر الإنساني في مجال الأدب..عبد الرحيم هريوى – خريبكة – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

      اليوم ؛ جملة مما دونته على حائطي الفيسبوكي.عبد الرحيم هريوى – خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب

    جواز سفري لأمصار شتى هو كتاب قرأته..عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم – المغرب