في زمن النضال الأسطوري، قراءتي لنص شعري من الأرشيف، للشاعرعمر مرحام الجموحي /عبد الرحيم هريوى/ خريبكة اليوم / المغرب

 في زمن النضال الأسطوري- قراءة لنص شعري من الأرشيف..

للشاعر عمر مرحام الجموحي

قصيدة قديمة راقت لي اليوم

أن أعيد نشرها

تحية في زمن العهر النضالي

خذ نفسا عميقا

من سيكار فيديل كاسترو

أنفثه ضبابا  في مروج الغلابة

كن نديما لتشيكيفارا

عاقر معه عرق الفلاحين

الق خطبتك العصماء عن الأخلاق

ثم سامر مارلين مونرو

في كازينوهات لاس فيغاس

تدثر بأسمال البوهيميين

غن لفلسطين مع مارسيل

وترنم بأشعار درويش

ثم بارك لبن كوريون عيد الفصح

احتمي بمظلتك الشتوية

عندما يتساقط الثلج

في الساحة الحمراء

وانت تسبح في شواطئ المحيط

وتنعم بشمس الصيف في ماربيا

تبجح بالعروبة والتعريب

وسجل أبناءك في

البعثات الفرنسية

وأنت تعاقر النبيذ الفرنسي

وتنشر صور زوجتك وهي

تمارس الشوبينج في الشانزيليزيه

ناقش نواقص الدين

وأنت تعتمر على نفقة الدولة

وتتمسح بالحجر الأسود

وأستدل بأقوال زرادشت دون فهم

لن تكون فيلسوفا

لن تكون ثوريا

لن يتبقى لك إلا أن

تأكل الطعام وتمشي في الأسواق

فحتما لن تكون نبيا

عمر مرحام الجموحي
                                                   

في زمن النضال الأسطوري، قراءة لنص شعري

من الأرشيف، للشاعر عمر مرحام الجموحي

عبد الرحيم هريوى

جميل هو الشعر حينما يمسي بجناحيه ،ويحلق بنا حيثما تحملنا الأشواق والأحزان والخيبات..الشعر يكبر فينا كل ما منحناه من دمنا و تبرعنا به على قصيدة أحببناها ،كانت لنا متنفسا في أحلك اللحظات من حياتنا، كي تعيش ويستمر وجودها الجمالي تحكي عبر صورتها تاريخها الذي تحمله..

لقد عدت بنا شاعرنا الجميل ابن الديار الفوسفاطية،لزمن النضال الأسطوري،أي لما كنا نسميه بمسميات فلكلورية نعشقهاأي لزمن القومية والماركسية والشيوعية، وصناعة كل الأصناف من الأوهام،بلغة النضال،و التي ظلت تسكننا،و نحملها كمبادئ من دروس التاريخ والجغرافيا والفلسفة اليونانية والغربية،وكان الحلم السياسي أكبر من واقعنا العربي المأزوم ،تتحكم فيه العواصم الغربية ومعها كل إملاءات العم سام،وما البهرجة للقضية الفلسطينية إلا كوفية، وأغاني أميمة ومارسيل خليفة، وأشعار الأرض لمحمود درويش،وما واقعنا المجتمعي والثقافي والسياسي المغربي إلا ما تبدعه الحنجرة الذهبية من أحد أبناء الحي المحمدي ،الذي انتقل صحبة أسرته عبر هجرة قروية قهرية من دوار أولاد سعيد بشاوية سطات،وما صور النخل والحمام إلا إعادة لما جمعته الذاكرة، ومعها لوعة الفراق لباطما العربي مكرها من دوارعاش فيه أحلى أيامه..

لكل ذلك نقول هناك بعض النصوص الشعرية التي تبقى حية فلا تموت بل تحمل تاريخها معها، كلما سافرت عبر الزمن نحو المستقبل،ولعل قصيدتك هاته، سيدي عمرمرحام الجموحي، تحمل هكذا حماقات وغسل أدمغة في زماننا المشترك،و بطرق دراماتيكية في زمانها،وكلها ظلت تخدم صانعي القرار العالمي أي الغرب وأمريكا،ولنا في حرب أفغانستان في زمن الاتحاد السوفياتي صورة من الصور التي يتم ترويجها لأبناء الوطن العربي،و بزعامة بعض الدول كي نعطيها من الدعاية ما يجعلها حروبا عقائدية/ دينية محضة بامتياز،لذلك يسهل على من لا يملك وعيه السياسي والثقافي، أن يأكل الطعم بأسرع وقت ممكن ،دون أن يجد السبيل كي يطرح على نفسه الأسئلة الفلسفية والوجودية الضرورية ،واعتبارا لما يجري البارحة واليوم وفي الغد،كله له ارتباط وثيق،بما تصنعه الأمبريالية والصهيونية العالمية من وصفات جاهزة،عبر دراسات استراتيجية. لكي تستمر الهيمنة العالمية التاريخية والأيديولوجية على شعوب ودول الجنوب والشرق لخدمة أجندتها. وكل ما يتم إخراجه للوجود يتم انتاجه في مختبراتهم بعد تلك الدراسات ومشاريع مستقبلية بعيدة المدى، حول كيفية الاستمرار في المزيد من الهيمنية والتبعية لهم حاضرا ومستقبلا..!!

Share this content:

  • Related Posts

    بوح خاص بالشاعر المغربي أحمد نفاع عن ذكرى ميلاد في 15/06/2025..خريبكة اليوم – المغرب

    على أعتابِ ظِلال بيضاء صفراء حمراء وخضراء .. رسمنا قبلات مُسيجَةً بضوء الشموس والأمل تنفسنا طويلاً عميقاً صافحنا الآتي / بألف وألف عناق وقلنا / مرحى بذكرى جديدة رحل عام / حل عام ككل عام هو العمر يتسلل / يرحل بقبضة يده أعوام نائمة وجِرابٌ به قصائد الشاعر أحمد نفاع عن الشاعر والقارئ المتميز علال أب أشرف الجعدوني في إضافة تدوينته…

    Read more

    عبر عنوان فلسفي عميق يبدع صاحب أجراس الكلمات الشاعر المغربي أحمد نفاع “كنتُ أنا المحكوم ” خريبكة اليوم – المغرب

    انكسَر الصوت وقالت / هل أضحى الحق جريحاً وهل ما نراه تغير ؟ لها قلت/ الحق جريح، وبلا صوت والزمن عاد كما نزق عاد بزفرات تلهب. الوقتٌ يُرتل العِناد وأمامي نفس الحيطان تهديني السكون وقشور أرق بالصاع هو نفسه الذي كان يمضي وسيمضى وما أراه يشبه قرون ما رأيت زمنٌ بألف عين .. مِن سقف السماء تسَّاقط دمعات باردات يوقظن من…

    Read more

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    وتبقى الشمس مصدر إلهام كبير في مخيال عالم الأدب وفنونه عبر العصور، ولها مكانة أيضا لدى الشاعرة المغربية سعاد بازي – خريبكة اليوم – المغرب

    وتبقى الشمس مصدر إلهام كبير في مخيال عالم الأدب وفنونه عبر العصور، ولها مكانة أيضا لدى الشاعرة المغربية سعاد بازي – خريبكة اليوم – المغرب

    في عناق صادق للحرف عبر بوح عميق للشاعرة المغربية زهرة أحمد بولحية- خريبكة اليوم – المغرب

    في عناق صادق للحرف عبر بوح عميق للشاعرة المغربية زهرة أحمد بولحية- خريبكة اليوم – المغرب

    “رأسي مكتظ بأضواء” يصدح الشاعر المغربي أحمد نفاع في قصيدة اليوم – خريبكة اليوم – المغرب

    “رأسي مكتظ بأضواء” يصدح الشاعر المغربي أحمد نفاع في قصيدة اليوم – خريبكة اليوم – المغرب

    حرية القراءة هو دفاع عن الحق في أن نكون.ذاك ما ذهبت إليه القاصة سلوى إدريسي والي.. خريبݣة اليوم- المغرب

    حرية القراءة هو دفاع عن الحق في أن نكون.ذاك ما ذهبت إليه القاصة سلوى إدريسي والي.. خريبݣة اليوم- المغرب

    في سفرنا الجديد عبر القراءة لتراثنا القديم مع ليلة العرب كما يحلو للغربيين تسميتها -عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم -المغرب

    في سفرنا الجديد عبر القراءة لتراثنا القديم مع ليلة العرب كما يحلو للغربيين تسميتها -عبد الرحيم هريوى -خريبكة اليوم -المغرب

    المرأة الخريبݣية بين التقليد والحداثة :صورة في الموروث الفني والمحلي- راضية بركات- خريبݣة اليوم – المغرب

    المرأة الخريبݣية بين التقليد والحداثة :صورة في الموروث الفني والمحلي- راضية بركات- خريبݣة اليوم – المغرب